رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أبو الغيط يكشف خطورة تقليص دور الأونروا

أحمد أبو الغيط، الأمين
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لحامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لحامعة الدول العربية، خطورة التعدي على دور الأونروا، وتقليص دورها وإضعافه.


وقال خلال كلمته اليوم أمام المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم الأونروا: "جميعنا يعلم ما تعنيه الأونروا لحياة خمسة ملايين ونصف مليون فلسطيني، وجميعنا يعلم ما ينطوي عليه تعثر عملياتها أو تراجع قدرتها على الوفاء بمهامها من تبعات إنسانية وأمنية وسياسية خطيرة".

وأضاف: "اسمحوا لي أن أتناول في هذا الصدد أربع نقاط مختصرة: أولًا: الأونروا ليست فقط وكالة لتقديم الخدمات الإنسانية أو جمعية للإحسان.. الأونروا تعبر في الأساس عن التزام سياسي من جانب المجتمع الدولي منصوص عليه في قرارات أممية إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي لم يستطع الحيلولة دون وقوعها منذ سبعين عامًا، ثم فشل في علاجها طوال هذه العقود الممتدة.. الأونروا تعكس هذه المسئولية الدولية المشتركة إزاء مصير شعب جرى تشريده، وما زال أبناؤه يعيشون على حلم العودة إلى الوطن يومًا".

 ثانيا: ويواصل أحمد أبو الغيط : إن قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست مأساة إنسانية فحسب، وإنما هي قضية سياسية في المقام الأول.. فملف اللاجئين، كما يعرف الجميع ويقر، هو أحد قضايا الحل النهائي.. ومحاولات تصفية هذه القضية الأساسية، أو شطب ذلك الملف وسحبه من طاولة التفاوض، عبر تقليص دور الأونروا أو المساس بولايتها، أو دمجها بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين.. هذه المحاولات مكشوفة ومرفوضة ولن يُكتب لها النجاح، ولن تؤدي سوى إلى مزيد من التشبث من جانب الفلسطينيين والعرب بحق اللاجئين في حل عادل لقضيتهم بعد كل المُعاناة التي تعرضوا لها.

ثالثًا: بصرف النظر عن قرار هذه الدولة أو تلك تقليص مساهمتها، أو التنصل من التزامها حيال الأونروا.. فإن ما تحتاج إليه هذه الوكالة الدولية هو آلية جادة ومستقرة توفر تمويلًا مستمرًا وثابتًا ويُمكن التنبؤ به.. على أن يتناسب هذا التمويل وحجم عمليات الأونروا، والزيادة الطبيعية في أعداد اللاجئين.. إن من الواجب علينا جميعًا أن نُجنب الأونروا التعرض لأزمات متكررة كتلك التي واجهتها في الفترة الأخيرة.. وبحيث لا تعيش هذه الوكالة دائمًا على "الحافة المالية"، شهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام.

رابعًا- والكلام ما يزال لـ "أحمد أبو الغيط" : إن تقليص موازنة الأونروا يرسل إلى الفلسطينيين رسالة بالغة الخطورة مؤداها أن العالم ليس معهم، ولا تهمه مأساتهم، ولا تعنيه معيشتهم، ولا يعبأ بمستقبلهم.. هذه رسالة خطيرة لأنها تجعل كل فلسطيني، لاجئًا كان أم غير لاجئ، يفقد الثقة في نهج التسوية السياسية للنزاع.. إن الأونروا واحدة من نقاط الضوء القليلة التي تمنح الفلسطينيين بعض الثقة والأمل في المستقبل، فقد مكنت ملايين الفلسطينيين من العيش بكرامة لسنوات، والكرامة –كما أشارت حملة الأونروا عن حق- "لا تقدر بثمن".. وقد ساعدت مدارس الأونروا –التي تخدم نصف مليون طالب- في تنشئة أجيال فلسطينية متعلمة وقادرة على الإسهام الإيجابي في المجتمع.. وإنني أناشد العالم أجمع ألا يُغلق هذه النافذة في وجه شعب عانى الكثير ويُعاني الكثير.. وأدعو الولايات المتحدة على وجه الخصوص لإعادة النظر في قرارها تجاه الأونروا، وسداد مساهمتها كاملة في موازنة الوكالة لعام 2018.
Advertisements
الجريدة الرسمية