«السيدة AKK».. شخصية ألمانية مرشحة لخلافة ميركل
عينت المستشارة الألمانية ورئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي أنجيلا ميركل، شخصية جديدة في منصب مهم حيث جلبت إلى جانبها «أنجريت كرامب كارنباور» في قيادة الحزب، وهذا الإجراء يوحي بأن الشخصية الجديدة قد تصبح يومًا ما خليفة لميركل.
وبتعيين أنغريت كرامب-كارنباور كسكرتيرة عامة جديدة للحزب المسيحي الديمقراطي من قبل المستشارة ميركل، والتي تُلقب أيضا بالأحرف الأولى لاسمها السيدة "AKK"، قد يؤكد هذا الاستنتاج السياسي، وردود الفعل الأولى في مواقع التواصل الاجتماعي ذهبت في كل الأحوال في هذا الاتجاه.
إلا أن هذه ماتزال تكهنات. لكن فيما يمكن قوله حول الشخصية المعينة، هو أن كرامب-كارنباور مقربة من ميركل. وكلاهما يفكران في نفس الاتجاه سياسيًا. وهما يمثلان حزبًا مسيحيًا ديمقراطيًا حديثًا ينفتح على المستوى السياسي-الاجتماعي ويقبل الخضر كشريك في التحالفات الحكومية.
والسيدتان متشابهتان من حيث الشخصية: فهما تتصفان بالهدوء والتواضع عند الظهور في العلن. فخبير الشئون السياسية كارل رودولف كورته وصف جيل السياسيين حول ميركل بالمناسب "لتطلع الألمان للاستقرار والتوجيه". ووصف كورته صورة ميركل بأنها "بدون شغف وهي واقعية، لكن جدية وتتسم بالأصالة في خدمة الناخبين وليس الذات". وهذا الوصف ينطبق بالتحديد على كرامب كارنباور. غير أنه وراء الصورة الذهنية يكمن على غرار ميركل طموح سياسي عال لدى كرامب كارنباور.
ولاية السارلاند
وحاولت ميركل منذ 2011 جلب رئيسة الوزراء في ولاية السارلاند الصغيرة على الحدود مع فرنسا إلى برلين. وتجلس كرامب كارنباور منذ 2010 في رئاسة الحزب ـ إذن ميركل تعرف السيدة، البالغة من العمر 55 عامًا، منذ سنوات من العمل الحزبي المشترك. ودار حديث عن احتمالية شغلها منصب الرئيس الاتحادي.
كرامب كارنباور كاثوليكية على خلاف البروتستانتية ميركل وهي أم لثلاثة أطفال. ولها طابع ميال للدعابة.
وقبل نحو سنة في مارس 2017 استطاعت كرامب كارنباور فرض نفسها من جديد كرئيسة وزراء ولاية السارلاند، بعد تحقيق نتيجة جيدة -ومفاجئة- في الانتخابات؛ إذ حاز الحزب تحت قيادتها على نحو 40 في المائة من الأصوات.
وللمرة الثانية شكلت تحالفًا حكوميًا مع الاشتراكيين الديمقراطيين. وفي كانون ديسمبر 2017 اعتبر 45 في المائة من أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي خلال استطلاع للرأي كرامب كارنباور مناسبة لخلافة ميركل.
رفض الميول اليمينية
وفي الحقيقة كان من المتوقع أن تجلب ميركل السياسية كرامب كارنباور إلى جانبها إلى برلين، كما يفيد الكثير من المراقبين السياسيين. لكن في هذه الأيام شغل هذا المنصب يعني الكثير. فمنذ الانتخابات التشريعية في سبتمبر الماضي التي تكبد فيها الحزب المسيحي الديمقراطي خسائر كبيرة، وحصل فيها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي على نسبة عالية من الأصوات، يدور داخل الحزب المسيحي الديمقراطي نقاش حول ما إذا وجب على الحزب أن يعيد تموضعه من جديد سياسيًا. ويتركز النقاش أيضًا فيما إذا كان نهج ميركل في توطيد الحزب في وسط الطيف السياسي كان قرارًا صائبًا أم لا.
وهذا النقاش زاد في حدته هذه الأيام بعدما انتهت المفاوضات الصعبة بين الحزبين المسيحي والاشتراكي لتشكيل حكومة جديدة بخيبة أمل في داخل حزب ميركل بسبب منح بعض الوزارات المهمة للاشتراكيين الديمقراطيين. وذُكر بأن ميركل تفاوضت بشكل سيئ، لأنها تخلت مثلًا عن وزارتي المالية والعدل للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وهذا الانتقاد يتطور إلى حد أن البعض يطالب باعتماد برنامج مبادئ جديد للحزب، لأن الحالي يعود لعام 2007 ويرتكز إلى نهج ميركل في التحديث والاستقرار.
شخصيات إضافية
وترقب الكثيرون من ميركل أن تتخذ إجراءات لمواجهة المنافسة من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي ومن تم تحقيق تحول "محافظ".
وتبديل السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي بيتر تاوبر لم يكن في هذا الإطار مفاجئة، لأنه من جهة كان يعاني منذ مدة من مرض حقيقي، ومن جهة أخرى ارتكب تاوبر بعض الأخطاء السياسية ولم يبرهن على القدرة في فرض النفس.
وتم الحديث في الآونة الأخيرة عن أسماء أخرى مثل ينس شبان الذي يروج لنفسه كشخصية محافظة جديدة. لكن ميركل وعدت حتى موعد انعقاد المؤتمر الحزبي الخاص في الـ 26 من فبراير بتقديم أعضاء حكومتها الجديدة. فهل ستشمل تعييناتها منتقديها داخل الحزب أم أنها ستستمر في نهجها الحالي؟
ويكشف تعيين كرامب كارينباور بأن ميركل لا ترغب في إدراج أعضاء في الجناح اليميني داخل الحزب المسيحي. ويبدو أن انتخاب كرامب كارينباور محتمل خلال حزب المؤتمر، إذ أن أحد منتقديها، رئيس اتحاد الاقتصاد مارتن لينمان أعطى الضوء الأخضر، وقال إن كرامب كارنباور تملك "الكفاءة للتأليف بين مختلف الأجنحة والتيارات داخل الحزب المسيحي".
