رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يخشى الرئيس من نائبه؟

فيتو

دستور مصر الحالي الذي صدر عام 2014 لم ينص صراحة على وجوب تعيين أو عدم تعيين نائب للرئيس، بل ترك الحرية لرئيس الجمهورية فيمن يراه صالحا لخدمة البلاد بتعيين نائب له من عدمه، وفي نص المادة 148 فإنه لرئيس الجمهورية أن يفوض بعض اختصاصاته لرئيس مجلس الوزراء أو لنوابه أو للوزراء أو للمحافظين.


13 نائبا للرئيس عدد من تولوا هذا المنصب الرفيع منذ عام 1958 حتى 2013، في فترات حكم المنصب الراحل جمال عبدالناصر، والراحل محمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعدلي منصور"، بيد أنه في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لم يتول هذا المنصب الرفيع سوى اللواء الراحل عمر سليمان لمدة 12 يوما عقب اندلاع تظاهرات شعبية في 25 يناير 2011 تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

أمينة النقاش، الأمين العام المساعد لحزب التجمع، ترى أن الرئيس السيسي لم يختر نائبًا له حتى الآن، لأن نظام الحكم هو "خلطة" بين النظامين الرئاسي والبرلماني، فيما أوضح الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بمركز العلوم الاجتماعية، أن منصب نائب الرئيس موظف دولة يجب أن يكون له ميزانية وراتب دوري، حيث إنه ينبغي على من يتولى ذلك المنصب أن يتفرغ بشكل تام له، حتى لا تتعارض آراؤه مع مصالحه الشخصية، وأن يكون مؤهلًا لإسداء النصيحة لرئيس الجمهورية.

ولفت الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أنه يُراعى عند اختيار نائب للرئيس أن يكون متمتعا بالخبرة والكفاءة في مجاله، ولديه قدرة على الأداء، مؤكدا أنه يوجد تخوف من منصب "نائب الرئيس"، والدستور لم ينص وفي نفس الوقت لم يحظر أن يكون هناك نائب لرئيس الجمهورية، ومضيفًا أنه في أعراف القانون "ما لم يكن محظورًا فهو مباح".

ولفت إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان متخوفًا من تعيين نائب له، لعدة أسباب قد يكون من ضمنها أنه كان مشغولًا بالتوريث، موضحًا أن في مصر تشابكا غير واضح بين نائب رئيس الجمهورية والرئيس المقبل للبلاد، فكان السادات نائبًا لعبد الناصر وأصبح رئيسًا للبلاد، وكان مبارك نائبا للسادات وأصبح رئيسا أيضا، وفي حالة تعيين نائب لرئيس الجمهورية فهذا يلقي في ذهن المصريين أن هذا هو الرئيس المقبل.

وأكد بدر الدين أنه يجب فض الاشتباك بين نائب الرئيس والرئيس، لأن عدم إصلاح ذلك الخلل يُحدث استقطابًا داخل مراكز صنع القرار، ودائمًا ما يتم النظر لنائب الرئيس على أنه الرئيس المقبل للبلاد.

وشدد الدكتور يسري العزباوي، خبير النظم السياسية في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، على أنه يجب على رئيس الجمهورية أن يختار مستشاريه من الشباب، حيث إن البلاد في حاجة للمواهب الشابة القادرة على قيادة المستقبل وتحقيق التنمية المنشودة.

ولفت خبير النظم السياسية في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية إلى أن الدستور لم ينص صراحةً على وجوب تعيين نائب للرئيس كما لم يحظر ذلك، وبالتالي رئيس الجمهورية غير ملزم بتعيين نائب له، ولكن جرت العادة في مصر أن هناك تخوفا دائما من نائب الرئيس، وتتجه كل الأنظار إليه على أنه سيكون الرئيس المقبل للبلاد.
الجريدة الرسمية