رئيس التحرير
عصام كامل

رايحة المقطم


ربما كان اللقاء فى نادى القضاة أو فى نقابة الصحفيين وهو على مقربة منه، وجائز أن اللقاء جرى فى نقابة المحامين، أو على أعتاب دار القضاء العالى؛ حيث مكتب النائب العام، وربما فى الشارع بين الناس، ساعة صبحية وعساكر الجيش يتجهون إلى معسكراتهم وقد قاموا بالتموين اللازم على عربات الفول، المهم أن اللقاء جرى بين القاضى والقانون..
القاضى: أنا آسف جدًّا بسبب البهدلة اللى إنت فيها.
القانون: يا سيادة المستشار، أنا تحت أمرك، المهم إنت، أنا مجرد نصوص حضرتك اللى بتديلها روح وحياة.
القاضى: يعنى يرضيك اللى بيحصل لشيوخ القضاة!
القانون: لأ، ويزعلنى أكتر اللى هيحصل بعدين لشباب القضاة.
القاضى: كده يبقى أنت لازم تاخد مجراك.
القانون: أنا مشكلتى فى البلد يا سيادة المستشار إن الناس بتبصلى على إنى ضدها، ولما سيادتك بتحكم فى قضية لصالحهم يحبونى، ولو ضدهم يكرهونى!

القاضى: الناس معذورة، لكن السلطان إزاى يسمح لمنصة العدل تبقى محل شك، وإزاى ميزان الحق يتمايل شمال ويمين.
القانون: الناس متعاطفة معاكم يا سيادة المستشار.
القاضى: إنت بتتكلم على الناس العاقلة اللى تعرف كويس إنها قبل القانون كانت الحياة غابة القوى فيها بياكل الضعيف.
القانون: مظبوط يا سيادة المستشار، يعنى القانون معاهم مش ضدهم!
القاضى: الناس عارفة كده كويس، وفى الأيام الأخيرة أغلبهم كانوا حوالينا ومعانا بكل مشاعرهم، طيب إيه رأيك إنى شفت واحد حكمت عليه فى قضية، ويفترض أنى ارتبطت عنده بانطباع مؤلم، جانى بعد ما خلّص العقوبة وقال لى: أنا تحت أمرك يا سيادة المستشار، إيه اللى ممكن أعمله.
القانون: وسيادتك رديت عليه إزاى!
القاضى: قلت له أحسن حاجة تعملها إنك تبقى مواطن فاهم وناجح، وعارف البلد رايحة على فين.
القانون: إلا بالمناسبة يا سيادة المستشار، هى رايحة على فين؟
القاضى: رايحة المقطم!! راكبة توك توك!!
نقلا عن جريدة "فيتو" الأسبوعية
الجريدة الرسمية