رئيس "مقاومة الاستيطان" بفلسطين: الطعنات تأتينا من أقرب الناس.. ومن يتهمونا بالتخاذل "متخاذلون"
- - هناك وفد عربي جاء للقدس والتقى بالإسرائيليين
- - من يأتي إلى القدس ويريد حمايتها فليأت ومن يأتي للتطبيع مع الإسرائيليين فأبواب التطبيع مفتوح
- - الربيع العربي جعل القضية الفلسطينية تتراجع للمرتبة الرابعة عربيا
- - العرب لا يفيقون إلا على الصدمات وقرار "ترامب" صفعة شديدة لنا
- - أمريكا أصبحت عدوة لنا وحليفا لإسرائيل بعد قرارها الأخير بشأن القدس
- - الأزهر استطاع القيام بدور لم تستطع بعض الدول العربية القيام به
- - كل من يستطيع أن يصل إلى المسجد الأقصى يعد مكسبا لنا
- - إسرائيل تسعى لعزل المسجد الأقصى عن المسلمين ولا يجب أن نساعدهم في ذلك
- _ السلطة الفلسطينية لا تعمل مع الاحتلال وتدعم رباط الشعب الفلسطيني
- - مستمرون في صمودنا ولازلنا نتصدر المعركة ونتحمل حتى الطعنات التي تأتي من أقرب حلفائنا
- - المجتمع الدولى لن يحترم كلمتنا ونحن ضعفاء
- - إسرائيل تريد تغيير الهوية التاريخية والديموغرافية للقدس
- - نسعى إلى السلام الذي يحترم حقوق الشعب الفلسطينى ويعطيهم العدل الكامل
حوار : مصطفى جمال
عدسة : محمد متعب
أثارت الدعوة التي أطلقها الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس الذي عقده الأزهر مؤخرًا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، بضرورة زيارة المسلمين والعرب للمسجد الأقصى، وتغيير الموقف الحالى المتخذ في هذا الشأن، حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض في الأوساط الدينية والعربية، لتلبية تلك الدعوة خاصة مع استمرار تواجد سلطات الاحتلال الإسرائيلية بساحات المسجد الأقصى.
"فيتو" بدورها التقت الوزير وليد العساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بفلسطين، والذي أكد على أهمية التواجد العربى والإسلامى بالقدس من أجل الحفاظ على هويته، ودعم صمود المقدسيين، ورفع معنوياتهم، مشيرًا إلى أن إسرائيل نجحت خلال السنوات الماضية في حشد العديد من الوفود السياحية والأجنبية للقدس من أجل الترويج لروايتها المكذوبة عن المسجد الأقصى.
◄ كيف ترى أهمية تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطينى؟
المصالحة يجب أن تستمر ويجب أن تحقق ودور مصر فيها كبير جدًا وهى التي رعت تلك المصالحة مشكورة منذ بدايتها وهو إسهام في تقوية الموقف الفلسطينى الداخلى، فالمصالحة هي التي تمكنا من تحقيق أهدافنا، وإسرائيل هي أكبر المستفيدين من الانقسام الفلسطينى، وهى تسعى لاستمرار احتلالها لقطاع غزة واستمرار الانتهاكات التي تمارسها بحق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن نحقق أهدافنا كفلسطينيين دون إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام فيما بيننا.
ونحن بحاجة إلى تماسك داخلي والى وجود مجتمعات قوية اقتصادية وإلى توحيد الموقف العربى، والإسلامى فالضعفاء لن يستطيعوا أن يحققوا شيئا في هذا المجال الأقوياء فقط هم من يستطيعون إدارة دفة الأمور، في العالم لن يحترم رأينا ونحن ضعفاء، ومقسمين، وهذا يحتم علينا إنهاء كافة الانقسامات الداخلية، وتوحيد وضعنا الداخلي فمن خلال ذلك نستطيع كسب تأييد الموقف الدولى.
◄ ما موقف القيادة السياسية الفلسطينية من القرار الأمريكى الأخير؟
تم عقد اجتماع للمجلس الأعلى الفلسطيني مؤخرًا وتم اخذ القرار بوقف المفاوضات مع إسرائيل، ورفض الوساطة الأمريكية، فأمريكا أصبحت عدوة لنا وحليف لإسرائيل بعد قرارها الأخير بشأن القدس، والاتجاه نحو المحكمة الدولية، لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين كما تم اتخاذ قرار بتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وعلى المستوى الدولي هناك تحرك كبير داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
◄ ما الوضع على أرض الواقع في القدس؟
إذا تحدثنا بالأرقام إسرائيل ضاعفت تواجد الإستيطان بنسبة 350%، فبعد أن كان هناك 4 آلاف وحدة استعمارية في 2002 تم بناء 13 ألف وحدة استيطانية وهذا بدعم من السلطة الأمريكية، بجانب أنها هدمت 150 مسكنا فلسطينيا في العام الماضى وفى العام الذي سبقه هدمت ألف ومائة واربعة عشر منزلا، وأصبح حجم الأراضى التي تم مصادرتها حتى الآن يمثل أكثر من 42% من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل أصدرت مجموعة من القوانين العنصرية بحق الشعب الفلسطيني على رأسها قانون " التسوية" والذي يسمح بتملك الأراضى الفلسطينية ومنحها للمواطنين الإسرائيليين لبناء وحدات عليها دون موافقة الفلسطينيين.
◄ كيف ترى دور الأزهر في دعم القضية الفلسطينية؟
الأزهر مشكورًا في هذا الاتجاه وقام بدور مهم جدًا، واستطاع القيام بدور لم تستطع بعض الدول العربية القيام به، فشيخ الأزهر استطاع جمع وفود أكثر من 86 دولة لمناقشة القضية، ومؤتمر الأزهر لـ«نصرة القدس» هو جزء من السعي السياسي والدينى لتعبئة الجهود الإسلامية والعربية نحو القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس والمسألة بحاجة إلى أكثر بكثير مما نقوم به وبحاجة إلى أن نصبح أقوياء.
◄كيف ترى الدعوات لزيارة القدس وتغيير الفتوى بعدم زيارتها وهى تحت الاحتلال؟
بصوت يحمل نبرات الأمل، أجاب..أنا شخصيا أرى أن كل من يستطيع أن يصل إلى المسجد الأقصى يعد مكسبًا لنا، وللمسجد الأقصى نفسه، في إسرائيل تسعى الآن إلى حشد السياح واليهود إلى المسجد الأقصى يوميًا، ونحن نريد أن يكون هناك حضور إسلامى داخل المسجد الأقصى، ولا يجب أن نترك المسجد الأقصى للإسرائيلين فقط، وإسرائيل تريد أن تغلق المسجد الأقصى أمام العرب والمسلمين، ولا يجوز أن نساعدها في ذلك.
◄لكن البعض يرى أن تلك الزيارات تشكل نوعا من أنواع التطبيع مع إسرائيل؟
بعلامات الاستنكار أجاب.. الحديث الشريف يقول «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، ومن يأتي إلى القدس ويزور المسجد الأقصى ويريد حمايتها فليأت لذلك ومن يأتي للتطبيع مع الإسرائيليين فأبواب التطبيع مفتوحة، فنحن نعتبر أن كل من يزور فلسطين ويلتقي بالإسرائيليين هو تطبيع، ومن يرغب في زيارة المسجد الأقصى فقط فالطريق إليه معروف ومن يأتي عبر قنوات إسرائيلية ويلتقى بهم ويطبع معها فهذا هو التطبيع.
◄وما الأثر السلبي لانقطاع العرب عن زيارة الأقصى؟
القدس حاليا تشهد حصارا اقتصاديا وهناك حالة إفلاس لدى غالبية أصحاب المحال التجارية في القدس، فهناك 3 آلاف عقار داخل البلدة القديمة تابعين للفلسطينيين، وإسرائيل تحاول شراء المحل الواحد بملايين الدولارات ولا يقبل الفلسطينيين بذلك، على الرغم من انهم يمنعوا من ترميم تلك المحال بجانب فرض سلطات الاحتلال الضرائب الباهظة عليهم، لكي يتركوا تلك المحال أو يبيعها بأى شكل من الأشكال لذلك أي حركة إسلامية أو زيارة لتلك المناطق هي دعم لصمود المقدسيين، ونحن لا نريد من الناس الا التواجد هناك، وإسرائيل أدخلت أكثر من 3 ملايين سائح العام الماضى إلى المسجد الأقصى وعباءته بوجهة نظرها ورؤيتها المكذوبة عن المسجد الأقصى، فهل نكون هناك أو لا نكون؟.
◄وما الضمانات التي تضمن للراغبين في الزيارة عدم الاختلاط بالإسرائيليين والتواجد معهم؟
بنبرة تغلب عليها الثقة، أجاب.. أولًا الشعب الفلسطينى واع جدًا ويدرك مايريد في هذا الموضوع، وهناك وفد عربى لا أريد ذكره أتى إلى القدس قبل ذلك والتقى بالإسرائيليين وتواجد معهم، فما كان من الفلسطينيين إلا أن قاطعوا ذلك الوفد ورفضوا لقاءه تأكيدًا على رفضهم لتواجده، الفلسطينيون واعون تمامًا ولذلك أي وفد يرغب في زيارة القدس يكون عبر التنسيق معنا ونحن نضمن له برنامج لا يشتمل على أي اختلاط مع الإسرائيليين، على أن يشتمل هذه البرامج على تعزيز الأهداف الرئيسية لتلك الزيارات.
◄ برأيك ما الذي يمكن أن تحققه تلك الزيارات لنصر القضية الفلسطينية؟
هذه الزيارات يمكنها تحقيق العديد من الأهداف لدعم القضية الفلسطينية على رأسها، تعزيز صمود أهل القدس وحماية المسجد الأقصى، والحفاظ على الطابع الإسلامي للمسجد، والحفاظ على هوية القدس، وتنشيط الحركة الاقتصادية في هذه المنطقة.
◄ هل ما زالت القضية الفلسطينية تتصدر المشهد العربي؟
أجاب بملامح بدا عليها الحزن قليلًا.. بلا شك أن ما حدث من الربيع العربى جعل القضية الفلسطينية تتراجع ليس للمرتبة الثانية للأسف بل والثالثة والرابعة في بعض المجتمعات العربية، فأصبحت القضايا الداخلية في كل دولة هي التي تتصدر المشهد الداخلى بها، كما أن التركيز الإعلامي على القضية هدأ قليلًا نتيجة تركيزه على الإرهاب وعلى محاربة داعش وغيرها من التنظيمات، وأنا ضد التدخل في شأننا العربى، ولكن أن يحدث أي خلاف محلى ويتصدر المشهد بدلًا من التركيز على القضية الفلسطينية فهذه أزمة ومشكلة كبيرة، فيجب أن تتصدر دائما القضية الفلسطينية لأن المستهدف دائما ليس فلسطين وحدها وإنما الأمة العربية بأكملها، في المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين فقط، فهو له رسالة تأثير معنوى عميق جدًا في عقولنا ونفوسنا وهو جزء من عقيدتنا.
وأنا أقول إن «ترامب» لم يأتى بهذا القرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلا عندما رأى أن الفرصة سانحة الآن لهذا القرار خاصة مع الضعف العربى، والتمزق، واستغلوا هذه الفرصة المناسبة.
صمت قليلًا وبتأثر تابع، من المؤسف أننا نفيق فقط على الصفعات ونحن تلقينا صفعة شديدة جدًا هزت وجداننا وهزت كياننا جميعا حتى أفقنا على هذه السياسة الموجودة حاليا، فهذه الفوضى الخلاقة وضعتها أمريكا منذ قديم الزمن وهم الآن يسعون إلى سرق الوطن العربى ونهب ثرواته كاملة، ولكن يجب أن نستغل حالة الإفاقة الناتجة عن هذه الصفعة ويتم ردها لمن وجهها لنا.
◄ البعض يتهم القائمين على السلطة الفلسطينية بأنهم سبب فيما آلت إليه الأمور بسبب تهاونها منذ قديم الزمن؟
بدأ عليه علامات الامتعاض والانزعاج من السؤال وقال بنبرة غاضبة قليًلا وأجاب.. يستطيع أي شخص أن يحرم أو يقول مايريد لكن من يصمد على أرض الواقع هم هؤلاء الفلسطينيون الذين يطلق عليهم البعض متخاذلين.
قاطعته في الإجابة بأن تلك الاتهامات توجه للمسؤولين وليس للشعب، فتابع.. أنا أتحدث عن هؤلاء المسؤولين عن الذين ينفقون على هذا الشعب ويحلون مشاكلهم يرابطون معهم، فهذه السلطة الفلسطينية لا تعمل مع الاحتلال وإنما تعمل مع شعبها ولذلك عند صدور القرار الأخير كان الرئيس العربى الوحيد الذي أعلن مقاطعته للأمريكان هو الرئيس محمود عباس، ونحن رفضنا مقابلة أي مسئول أمريكى، وأنا اتمنى تطبيق قرار القمة العربية بخصوص مقاطعة أي دولة تنقل سفارتها إلى إسرائيل، ونحن نتمنى ممن يقولون علينا بأننا متخاذلون أن يتخذوا مثل موقفنا، ونحن نترجى موقفا سياسيا قويا من هؤلاء الذين يتهموننا.
ونشكر كل من يقدم لفلسطين أي شئ ونحن نصدر المعركة ونستمر ونصمد ونتحمل حتى الطعنات التي تأتى إلينا من الخلف ومن أقرب الناس لنا، ولن يستطيع أحد أن يحرفنا عن طريقنا في مقاومة الاحتلال وفى الصمود والبقاء على أرضنا، لكن ما هي الأدوات التي نستخدمها لكل مرحلة فهذا يخضع للتقديرات الداخلية ولميزان القوى الموجود عندنا، ونحن لا نقدم على أي خطوات انتحارية، واستطعنا إفشال كافة المحاولات الإسرائيلية لتغيير المعالم الديمغرافية للقدس، فنحن أغلبية في القدس، وهذا الصمود والبقاء هو الرسالة الأولى لنا كمسؤلين عن السلطة الفلسطينية.
نحن نريد السلام، ولكن ليس أي سلام وإنما يجب أن يكون قائم على العدل وعلى إعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه، ومن يريد أن يوجه سهام الإنتقاد إلينا بحجة أننا متخاذلون فليوجه فالناس ليسوا جهلاء، وأنا اقول بوضوح إلى أن يأتى العرب ويقفوا معنا في صمودنا نحن باقون في صمودنا و«مش هانخرج ولا هاننكسر ولا هانمضى على اتفاق يقضي بالتنازل عن القدس».
◄هل صدمكم رد فعل الشعوب العربية من قرار ترامب الأخير؟
نحن نريد عقد مؤتمر قمة عربى ولا نعلم لماذا لم تنعقد حتى الآن، وتناقش موضوع القدس وكيفية التصدي للقرار الأمريكي، وإذا لم يكن هناك موقف عربى معلن في هذا الشأن فهناك مخاطر على القدس ومخاطر علينا جميعا.
◄كيف تفسر تأخر إعلان هذا الموقف العربى حتى الآن؟
أتمنى على المسئولين العرب أن يتداركوا الموقف وأن يبادروا، بأن يقرر اجتماع وزراء الخارجية الدول العربية المقبل في الدعوة إلى عقد مؤتمر عربي لمناقشة هذا القرار، كما نأمل أن يتم تطبيق القمة العربية قبل سابق والخاص بمقاطعة الدول التي تنقل سفارتها إلى القدس، وأن يبدأ تطبيق هذا القرار لأنه الشيء الوحيد الذي يحمي القدس.
