رئيس التحرير
عصام كامل

إحسان عبد القدوس يكتب: قصصي لا تقوم على الجنس

فيتو

في مجلة البوليس عام 1957 كتب الأديب الصحفي إحسان عبد القدوس مقالا يرد فيه على مهاجميه باتهامه بأنه يكتب أدبا جنسيا خالصا قال فيه:

من قال إنني أكتب أدبا جنسيا، أنا لا أكتب في الأدب الجنسى، ذلك أن أدب الجنس هو الذي يقوم على موضوع جنسى، والقصص التي أكتبها لا تقوم على موضوع جنسى.. إنما تقوم على موضوع اجتماعى قد يتطلب التعرض للمشكلة الجنسية بالنسبة لأبطال القصة.

لكن هذه المشكلة في قصصى ليست هي الموضوع.. ففى قصة "لا أنام" مثلا لا أعالج مشكلة جنسية ولكنى أعالج مشكلة البنت التي تتربى بدون أمها ويأتى الجنس عارضا في القصة كمرحلة طبيعية من مراحل تطورها.

وهذه المشكلة الجنسية تبدو في أدب جميع الكتاب سواء الغربيين أم الشرقيين أم المصريين، فقصص توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعبد الحليم عبد الله بل وأيضا قصص طه حسين لا تخلو من التعرض للمشكلة الجنسية.

وإن كنت أنا وحدى قد تحملت الجزء الأكبر من الاعتراضات على مثل هذه القصص فربما يرجع ذلك إلى أنني أنشر قصصى بوسائل أكثر انتشارا من الكتاب الآخرين.

وهذا لا يعنى أنني أكتب قصصا كثيرة لم يكن للجنس فيها مشكلة منها قصة "في بيتنا رجل" وهى أطول قصة كتبتها في حياتى، هي قصة وطنية ناجحة رغم أنه ليس فيها أي موقف جنسى مما يدل على أنني لا أكتب قصصا جنسية، ولم يخطر ببالى مرة واحدة أن أجعل من موضوع الجنس قصة.

لكن للأسف الشديد أن النقاد لا يهتمون بدراسة القصص التي نكتبها حتى يتبينوا حقيقتها إنهم يسمعون عنها، أو يتصفحونها بسرعة، أو يقرأون ما كتبه غيرهم من النقاد ثم يكتبون.

وأنا شخصيا أعتقد أن الحد الوحيد على حرية الكاتب هو مسئوليته عما يكتب تجاه المجتمع، وهذه المسئولية يحددها الكاتب نفسه ويتحمل نتائجها وحده.
الجريدة الرسمية