رئيس التحرير
عصام كامل

«فتاوى تفجير الأقباط».. مشايخ السلفية ينشرون الفتنة بـ«آراء شاذة ومتطرفة»

أبو إسحاق الحوينى
أبو إسحاق الحوينى وياسر برهامي

ليس الإخوان والإرهابيون هم المجرمون الوحيدون في استهداف الأقباط وقتلهم وترويعهم، ولكن مشايخ السلفية شاركوا في هذه الجرائم من خلال أفكارهم وفتاويهم التي يصدرها التيار السلفى ضد المسيحيين، ومنها تحريم تهنئتهم بالأعياد، وفتاوى دفع الجزية والتكفير والتي تتنافى مع سماحة الدين الإسلامى.


وتعج مواقع الإنترنت خاصة «أنا السلفي» الموقع الرسمى للدعوة السلفية بمئات الفتاوى التي يصدرها التيار السلفى، والتي تستهدف الأقباط، سواء بالتحريض أو التكفير أو المعاداة، أو الدعوة للعزل والمقاطعة.

ومن الفتاوى التي أصدرها التيار السلفى وتحرض على الأقباط فتوى ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، بأن حضور حفلات عقد قران الأقباط حرام، كما نشر موقع «أنا السلفى» فيديو عام 2012 وصف فيه برهامي، الأقباط بالأقلية المجرمة الكافرة، ووصل حد التطرف بين قيادات التيار السلفى إلى تطبيق العزلة المجتمعية على أصحاب الديانات الأخرى وخاصة الأقباط، ففى أكتوبر 2010 أشاد برهامى بحملة تدعو لمقاطعة المسيحيين، خاصة مصالحهم الاقتصادية، وأفتى بألا يشترى المسلمون دواءهم ولا يدخلوا مستشفياتهم.

كما نشر «أنا السلفي» سؤالًا حول حكم تهنئة النصارى بـ«عيد ميلاد المسيح» أو «الكريسماس»، وجاءت الإجابة بفتوى قديمة للشيخ «ابن عثيمين» جاء نصها كالتالى «تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق».

ويحرم بعض قادة السلفية بناء الكنائس بشكل قاطع، فيقول أبو إسحاق الحويني: «في ميثاق عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد»، ويؤكد هذا المعنى الشيخ السلفى فوزى عبد الله، بقوله: «يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم في الدار، لأن فيه استخفافا بالمسلمين».

ولم تقتصر فتاوى السلفيين على ذلك، بل وصلت إلى وجوب فرض «الجزية» على الأقباط، ووجوب قتالهم حتى يسلموا، وذلك حسب ما ورد في كتاب «فقه الجهاد» لـ«برهامي» والذي قال فيه: «إن اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون»، وأكد الشيخ السلفى أبو إسحاق الحوينى ضرورة فرض الجزية على الأقباط، في خطبته عن «الولاء والبراء».

الخطير أن هذه الفتاوى لم تجد من أغلب كبار المشايخ السلفيين من يراجعها أو يرد عليها، ويظهر مخالفتها للإسلام الصحيح، وبالتالى أضحت من المسلَّم بها، والصحيح الراسخ لدى المنتمين للتيار السلفى، وخاصة الشباب، والأخطر أن التيارات التكفيرية والمسلحة اعتمدت في جرائمها ضد المصريين على هذه الفتاوى، بل اعترف كثير من قياداتهم، ومنهم عادل حبارة، أنهم تتلمذوا على أيدى السلفيين وفى مساجدهم.
الجريدة الرسمية