رئيس التحرير
عصام كامل

تشوميسكي.. حكاية «يهودي» هاجم سياسات إسرائيل وأمريكا

فيتو
18 حجم الخط

تحل اليوم الذكري الـ89 لميلاد الكاتب والفليسوف الأمريكي نعوم تشوميسكي، صاحب الآراء المثيرة للجدل داخل المجتمع الأمريكي، ووجهات النظر الحادة للسياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.


ويصادف مولد الفيلسوف هذا العام مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية بدولة الاحتلال الإسرائيلي إلى مدينة القدس،وما يترتب عليه من اعتراف ضمني بيهودية القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.

وعلى الرغم من ديانته اليهودية، إلا أنه اعتبر من أكبر المعارضين الغربيين للحركة الصهويونية بأمريكا، ولممارسات الاحتلال الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية، وصمت المجتمع الدولي على هذه الممارسات.


بداياته ودراساته
ولد تشومسكي في السابع من ديسمبر لعام 1928 في فيلادلفيا، بولاية بنسلفانيا الأمريكية،،وأنهى تعليمه الأساسي من مدرسة أوك لين كونتري دي وهي مؤسسة مستقلة تركز على السماح لطلابها للبحث عن اهتماماتهم.

وبدأ دراسة الفلسفة في جامعة بنسيلفينيا في عام 1945 بعد تخرجه من مدرسة سنترال الثانوية في فيلادلفيا، ليحصل على درجة البكالوريس في عام 1949 والماجستير في عام 1951.

ويعد تشوميسكي أحد أبرز المفكرين الأمريكيين، وأستاذا في الفلسفة،و عمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لأكثر من نصف قرن ويوصف في الولايات المتحدة بأنه "مؤسس اللسانيات المعاصرة".

وكتب عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام، وألف أكثر من 100 كتاب، وتم الاستشهاد بتشومسكي كمرجع أكثر من أي عالم حي خلال الفترة من 1980 حتى 1992.


انتقاده لسياسة أمريكا
شارك تشومسكي في النشاط السياسي طوال فترة شبابه وعبر عن آرائه حول السياسة والأحداث العالمية والتي تم الاستشهاد بها ومناقشتها على نطاق واسع، ويعتبر معارض سياسي أمريكي.

وصفت آراء تشوميسكي باليسارية وهو عضوا في حملة الدعوة للسلام والديموقراطية وعضو في عمال المصانع في الاتحاد العالمي الدولي، واللجنة الاستشارية الانتقالية في المنظمة الدولية من أجل مجتمع تشاركي.

وانتقد تشومسكي السياسة الخارجية للولايات المتحدة،مؤكدا وجود معايير مزدوجة في السياسة الخارجية فهي تدعو للديمقراطية والحرية للجميع رغم أنها تتحالف مع المنظمات والدول غير الديمقراطية.

كما قال إن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تخدم إلى حد كبير "الكهانة المشتراة" للحكومة الأمريكية وشركاتها لخدمة مصالحهم المشتركة.،و يكتب بالاشتراك مع إدوارد هيرمان عن أن الإعلام الأمريكي يقوم بصناعة الإذعان بين أوساط الجماهير.


احتجازه في إسرائيل
وفي شهر مايو عام 2010 احتجزت السلطات الإسرائيلية تشومسكي، ومنعته من الدخول للضفة الغربية، وأشار حينها المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن رفض دخول تشومسكي كان فقط بسبب حرس الحدود الذين "تجاوزا سلطتهم".

واعترض تشومسكي على ذلك، مؤكدا أن رفض دخوله بسبب آرائه ولأنه كان سيزور جامعة في الضفة الغربية ولم تكن جامعة إسرائيلية.

وانتقد الحكومة الإسرائيلية ودعم الولايات المتحدة للحكومة لها معتبرًا بأن "أنصار إسرائيل هم في الحقيقة أنصار لانحطاطها الأخلاقي ودمارها النهائي المحتمل".

ويعارض المفكر الأمريكي تأسيس إسرائيل كدولة يهودية قائلًا "لا أعتقد أن إيجاد دولة يهودية أو دولة مسيحية أو دولة إسلامية هو مفهوم صحيح وكنت سأعترض لو أن الولايات المتحدة أسست كدولة مسيحية."


جوائز
تمكن تشوميسكي من الحصول على عدد من الدكتوراة الفخرية من العديد من الجامعات الأوروربية والأمريكية كهارفارد، ولندن، وشيكاغو وغيرها.

حصل تشوميسكي على جائزة الإسهام العلمي المتميز في منظمة علم النفس الأمريكي وجائزة كيوتو في العلوم الأساسية ووسام هيلموهلتز، بالإضافة إلى جائزة دورثي الدريج لصانع السلام ووسام بنجامين فرانكلين للحاسب الآلي والعلوم المعرفية.

وفاز مرتين بجائزة أرويل الممنوحة من المجلس الوطني لأساتذة اللغة الإنجليزية وذلك لإسهاماته المتميزة في اللغة العامة.. وحصل في عام 2005 على زمالة فخرية من الجمعية الأدبية والتاريخية، وفي عام 2007 تلقى تشومسكي الدكتوراه الفخرية من جامعة أبسالا أثناء الاحتفال بكارولوس لينيوس.

وفي فبراير 2008 حصل على الميدالية الرئاسية من جمعية الأدب والمناظرات في الجامعة الوطنية في أيرلندا في جالواي، ومنذ عام 2009 وهو عضو فخري في الرابطة الدولية للمترجمين المحترفين.

وتمكن من الحصول على جائزة إريك فروم في عام 2010 في شتوتجارت في ألمانيا، وفي أبريل 2010 أصبح العالم الثالث الذي يستلم من جامعة ويسكونسن جائزة لإسهاماته النقدية وفي 2011 حصل على جائزة سيدني للسلام.

الجريدة الرسمية