رئيس التحرير
عصام كامل

ملحمة «الحايس».. وفضيحة «حارس» الإرهاب


فرضت عملية تحرير النقيب البطل محمد الحايس من أيدي العناصر الإرهابية، نفسها على الأوساط الإعلامية كافة، بعد ملحمة بطولية جديدة تضاف إلى سجل انتصارات الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب.. وسطَّر الرجال الأبطال من أبناء الجيش والشرطة أسماءهم بحروف من نور في قائمة عظماء الحروب، ووثَّقوا تاريخًا جديدًا لمعانى التضحية والفداء من أجل هذا الوطن.


وأثبتت القوات المصرية أنها بالفعل تتمتع بالاحترافية العالية، والخبرة الكبيرة في التعامل مع العناصر الإرهابية، حيث نفذت عملية تحرير النقيب محمد الحايس، وقضت على عدد كبير من العناصر الإرهابية، ودمرت معداتهم وأسلحتهم بمنتهى الدقة، في عملية قياسية بالفعل فيما يتعلق بالتوقيت، تمت بقدر عال جدًا من الكفاءة والسرعة، حيث لم تستغرق سوى 10 أيام فقط، حتى أعادت الأجهزة العسكرية والأمنية النقيب الحايس إلى أسرته ومحبيه.

وثأرت مصر لأبنائها الذين استشهدوا في حادث الواحات، وأوفت القيادة السياسية بوعدها لكل المصريين، قبل أن يكون هذا الوعد لأسرة النقيب محمد الحايس، بأن البطل المصري سيعود إلى بيته وأهله، وستدفع العناصر التكفيرية الثمن باهظًا، وهذا ما حدث، وعاد البطل في استقبال ولا أروع من المصريين، بعد أن أطمأنت قلوبهم وعادت البسمة إلى وجوههم مرة أخرى، كما كان لزيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للنقيب محمد الحايس تأثير كبير في رفع معنويات هذا البطل، وكذلك كان لها عظيم الأثر في نفوس أبنائنا بالقوات المسلحة وجهاز الشرطة، والتي حملت رسالة "أن وطنهم لا ينساهم ولا يغفل تضحياتهم".

والغريب أن معظم وكالات الأنباء العالمية أشادت ببراعة القوات المصرية أثناء تنفيذ عملية تحرير النقيب الحايس، واعترفت بقدرة مصر على مواجهة الإرهاب ودحره، رغم أن معظم هذه الوكالات هي نفسها من أساءت إلى القوات المصرية، بعد حادث الواحات مباشرة، الذي راح ضحيته 16 شهيدًا من أبناء الشرطة الأبطال، وذلك باستخدامها أرقاما غير صحيحة ونشرها أخبارًا كاذبة عن أعداد الشهداء، وهنا يضاف نجاح آخر إلى رصيد قواتنا المصرية، وقدرتها على إجبار العالم بالاعتراف بقوة وعظمة الجيش المصري، رغم كل ما يحاك ضده من مخططات وحروب إعلامية دولية.

وفي حين أن العملية القياسية للقوات المصرية التي تمت من أجل تحرير النقيب الحايس لم تستغرق سوى أيام معدودات، نجد أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثان "حارس" الإرهاب والراعي الرسمى له، لم يستطع إطلاق سراح 26 من العائلة الحاكمة في قطر، اختطفوا لمدة عام كامل في العراق، رغم سيطرة إمارة قطر على الجماعات الإرهابية في المنطقة، حيث تقدم الدعم اللوجستي اللا محدود للجماعات الإرهابية، خصوصًا في ليبيا وشبه جزيرة سيناء.

وخلال عام كامل، لم ينجح النظام القطري في استعادة أبناء الأسرة الحاكمة، حتى قام بدفع فدية وصلت قيمتها إلى مليار دولار، تم دفعها نقدًا، لجماعة على صلة بجماعة حزب الله اللبنانية، التي كانت وراء عملية اختطاف القطريين في العراق.

والفضيحة الكبرى أن تنظيم "الحمدين" الذي يفرض سيطرته على الحكم في قطر قد عقد صفقة مشبوهة مع جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تقاتل في سوريا ورجال أمن إيرانيين، وذلك من أجل تحرير الرهائن الذين نقلوا إلى إيران، ودفعت إمارة الإرهاب مبلغ 700 مليون دولار لشخصيات إيرانية وميليشيات محلية تدعمها إيران، لتحرير القطريين الـ26 المختطفين، ومن 200 إلى 300 مليون دولار إلى جماعات إسلامية في سوريا، وجماعة فتح الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح 50 مسلحًا شيعيًا كانوا في قبضتهم.

هكذا تتعامل منظمات الإرهاب فيما بينها، أما الدول الحرة صاحبة التاريخ والحضارة، والتي تقوم بدورها الكامل نحو حماية شعبها، مستمدة القوة من جيشها العظيم وعبر عزيمة رجال الأمن من أبناء جهاز الشرطة، فتكون دائمًا رسالتها للإرهاب ومن يدعمه "لا مكان لكم ولا للإرهاب في أوطاننا".
الجريدة الرسمية