رئيس التحرير
عصام كامل

أبو طقة يكتب: شم النسيم عادة تركية وليست فرعونية

فيتو

مصر كلها تحتفل بعيد شم النسيم في فصل الربيع من كل عام.. والمسلمون والمسيحيون يحتفلون به، ولكل منهم اعتقاده الخاص.. أما عامة المصريين المسلمين أو المسيحيين، فيرجعون الاحتفال إلى أنه عادة فرعونية قديمة، تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة.. وأن تسميته بشم النسيم ترجع للتسمية الفرعونية «شمو».. وهذا كله أيضا على غير الحقيقة.


أما ما لا تعلمونه فهو أن شم النسيم عادة تركية بدأت منذ نحو 500 سنة.. وبالتحديد بعد الاحتلال العثمانى لمصر بخمسة أعوام.. حيث كان السلطان «سليمان القانونى» قد قرر أن يأتى لزيارة مستعمراته في أفريقيا.. وقرر أن يبدأ جولته بزيارة مصر التي كثيرا ما قرأ عنها في كتب التاريخ وتمنى لو حكمها يوما ما.

جاء السلطان سليمان ومعه حاشيته ومن بينهم جاريته الجميلة «هيام» التي كان يحبها وتحبه وترافقه في جميع رحلاته.. وبينما عربة السلطان تمر بجوار شاطئ النيل فوجئ السلطان بعدد كبير من الفتيان والفتيات على جانبى الشاطئ يهمسون ويمرحون ويتبادلون الورود دون الالتفات إلى موكبه.. كانت هيام تراقب المشهد بإعجاب فقالت للسلطان «الله يامولاى.. منظر العشاق هذا يعجبنى».. فأمر السلطان بتوقف القافلة وهمس لهيام «تعالى ياحبيبتى نقف على النيل شوية».

وبالفعل نزلا وقطف لها وردة وأهداها إياها وجلسا يهمسان عشقا حتى داهمهما الوقت ولم يشعرا بمن حولهما.. استوقف السلطان أحد الشباب وفى يده فتاته التي يلهو معها وسأله عن سر تجمع الشباب في هذا اليوم.. فقال له الفتى.. عادى ياباشا.. إحنا هنا علطول.. نستمتع بالنيل والخضرة والوجه الحسن ونحضر معنا مأكولاتنا كى لا نشعر بالجوع ونضطر للرحيل.

فسأله السلطان وماذا تأكلون.. فقال له الفتى نأكل كل ما هو من الطبيعة.. مثل السمك المملح والبصل الأخضر والخس والملانة والبيض الملون وخلافه.. وطلب الفتى من الضيف الشاب ومحبوبته أن يشاركاه وفتاته الطعام الذي وصفه له دون أن يعلم أنه يخاطب سلطان البلاد وحاكمها.. فوافق سليمان بعد أن هزت هيام رأسها وأعلنت عن رغبتها في ذلك.. وقضيا ساعات جميلة بين الورود على ضفاف النيل حتى أعلن لها عن رغبته في الزواج منها رسميا؛ لتصبح سلطانة بعد أن كانت جارية.. فشعرت هيام بسعادة غامرة ولم تغب عن ذاكرتها تلك اللحظات السعيدة أبدا.

بالفعل عاد سليمان إلى تركيا وأعلن عن زواجه بهيام وبعد عام من الواقعة جلست هيام بين يدى السلطان وهى تذكره بذاك اليوم الجميل الذي أعلن فيه عن رغبته بالزواج منها فقرر أن يأتيا إلى مصر مرة أخرى ويحتفلا باليوم الجميل مع شباب العشاق من المصريين.. وأصدر سليمان فرمانا بأن يكون هذا اليوم هو يوم عيد لكل المصريين يخرجون فيه للتنزه والاستمتاع بنسيم النيل وجو الربيع ويحصلون على عطلة رسمية مدفوعة الأجر وتوفر لهم كميات من السمك المملح والخس والملانة والبصل الأخضر والبيض الملون.

ومن يومها أطلق على هذا اليوم «عيد شم النسيم» وكان السلطان يأتى إلى مصر في مثل هذا اليوم من كل عام حتى وافته المنية.. واستمر المصريون في الاحتفال حتى يومنا هذا.

التفاصيل كاملة ستجدها في كتاب «أصل التاريخ من مصر للمريخ» في الفصل الثالث صفحة 702 وحتى الصفحة 814.
والذي جاء تحت عنوان "شم النسيم عادة تركية وليست فرعونية"
الجريدة الرسمية