رئيس التحرير
عصام كامل

أصول الدولة المهدرة.. قصر محمد على!


معظم دول العالم تحاول أن تصنع لنفسها مكانة في التاريخ إلا مصر فإن للتاريخ فيها مكانة، وحينما نقول إن مصر أم الدنيا فهي عبارة صحيحة 100%، فلدينا مبان وقصور أثرية أقدم من عمر دول كثيرة، منها قصران يحملان اسم "محمد على"، الأول محمد على مؤسس مصر الحديثة،و الثاني الأمير محمد على توفيق، وللأسف الشديد هذان القصران يعتبران من أصول مصر المهدرة وغير المستغلة.


أما الأول فهو قصر محمد على باشا بشبرا، يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1809، بعد عدة سنوات من توليه الحكم كموقع للاحتفالات والمراسم، مساحته 50 فدان. ويضم حرمه اثنين من القصور التي تعتبر تحفا معمارية في البناء، والزخارف، والتزيين، هما قصر "الفسقية"، وقصر "الجبلاية".

وتتوسط القصر الرئيسي،"الفسقية"، بركة رخامية كبيرة للمياه، وفي القلب منها نافورة بها زخارف على شكل أسماك. ويحيط بها مجموعة من الغرف، تضم كل منها نقوشا ولوحات، ومجموعات من التحف، والنجف، وغرف الاستقبال.

في عام 1836، أنشئ مبنى ملحق بالقصر الرئيسي، وهو قصر "الجبلاية" أو الضيافة. وهو مبنى من طابق واحد، به خمس غرف، تُفتح إلى ساحة صغيرة تتوسط القصر. وتحيط بالقصر حديقة شاسعة، جمع فيها محمد على الكثير من النباتات النادرة من أنحاء العالم. وزُرعت في حديقة هذا القصر أول أشجار المانجو، واليوسفي، والمامبوزيا في مصر. لكن السور المحيط به حاليا لا يدل على عظمة هذا البناء، الذي كان تحفة معمارية غير مسبوقة في عصره. كما اقتطعت مساحة من حديقته لإنشاء معهد وكلية للزراعة، فتقلصت مساحة القصر إلى نحو 14 ألف متر مربع. هذا المبني الأثري العظيم يعتبر من أصول الدولة المهدرة فالإهمال يحيط به وكذلك القمامة وبالإضافة إلى تعرضه لحادث إرهابي خسيس قبل عامين فإنه تعرض مؤخرا للسرقة.

قصر محمد على بشبرا مثل كل القصور الأثرية تحتاج إلى إدارة بفكر استثماري، تحسن استغلالها وتضعها على خريطة السياحة الخارجية والداخلية، حتى يحقق إيرادات على الأقل ينفق منها على صيانته وترميمه وأجور موظفيه، نفس الكلام ينطبق على قصر الأمير محمد على توفيق بالمنيل، أو ما يسمي بقصر المنيل، فهو تحفة معمارية ذات قيمة كبيرة يقع في جزيرة نيلية تحيط به مجموعة من الحدائق الغناء، ولا يزال يحتفظ بطرازه الفريد المتأثر بالعمارة المغاربية رغم مرور الوقت.

وقد اختار الأمير محمد على هذه الأرض ليقيم عليها قصره عام 1901، ومساحته حوال 62 ألف متر منها خمسة آلاف مبان، ونحو 34 ألف متر للحدائق ونحو 22711 مترًا عبارة عن طرق داخلية وغيرها. وتشمل السرايا التي يتكون منها القصر على العديد من الفنون والزخارف المعمارية من طرز إسلامية مختلفة كما تضم العديد من التحف النادرة.. والقصر به سراي الاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد وسراي العرش والمتحف الخاص والقاعة الذهبية وحديقة تعد في حد ذاتها فريدة من نوعها.

أما سور القصر فقد شيد على طراز حصون القصور الوسطي مكون من الحجر الجيري، تعلوه شرفات الحراسة، والمباني هي خليط من المدارس المعمارية الفارسية والمملوكية والفاطمية ومزدانة في كل جوانبها بالآيات القرآنية والزجاج الملون والرخام المشغول،
كثيرة هي أصول الدولة المهدرة وهو ملف للأسف ما زال مهملا، رغم أهميته الكبيرة، فهو كنز يحتاج إلى عقول المبدعين لإدارته أما عقول الموظفين فسوف تعجل بانهياره تماما.
المقال القادم نستكمل الكتابة عن اصول الدولة المهدرة.

الجريدة الرسمية