رئيس التحرير
عصام كامل

الرقم التأميني وفدان الشطارة


تراودنا الأمثال الشعبية ونتجاهل الأحاديث وآيات الذكر الحكيم.. نتمسك بالمثل شعبى "قيراط حظ ولا فدان شطارة" و"إن سابك الميرى اتمرمغ في ترابه"، وننسى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "تسع أعشار الرزق في التجارة".. وقول الله تعالى: "رزقكم في السماء وما توعدون".. "ومن يتقى الله يجعل له مخرجا".. الشباب المصرى لابد أن يخرج من عباءة الدولة والوظيفة الحكومة والراتب الثابت والبحث عن رقم تأمينى.


معظم الشباب فور تخرجهم في الجامعات أو حتى حصولهم على الابتدائية والدبلوم يسعون إلى الالتحاق بوظائف حكومية أو شركات كبرى بشرط أن يكون لهم رقم تأمينى وراتب في كثير من الأحيان لا يكفهم.. الشباب المصرى يظل يعيش براتب 1500 أو 2000 جنيه أملًا في سببين الأول أن الوظائف الثابتة لا تتطلب التزاما خاصة لو كانت حكومية، والسبب الأهم أن أولاده يحصلون على معاش ثابت بعد وفاته.

يا رجل يا محترم تعيش دور الرجل البسيط راتبك لا يكفي أسرتك طوال الشهر أملًا في الحصول على مكافأة نهاية الخدمة، وهى لا تكفي لشراء شقة لابنك ولا تجهيز ابنتك، أما المعاش الشهرى فإن زوجتك تقف بعد وفاتك في طابور طويل حتى ينكسر ظهرها وفى النهاية يكفيها نصف الشهر والنصف الآخر تحصل على إعانات من الجمعيات الخيرية وأهل الخير.

يجب أن يكون لنا عظة فيمن سبقونا.. الحل في التجارة كما نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: "9 أعشار الرزق في التجارة".. حاول أن تتاجر في أي شيء حلال لتكفي به متطلبات حياتك وأسرتك وتنفق أنت على الفقراء والمساكين.. وحول نفسك إلى اليد التي تعطي ولا تخف بعد انقضاء عمرك بإذن الله ستترك لأولادك ما يكفيهم وبالتأكيد سيكون أفضل من معاش الحكومة.

الشطارة والنجاح ليس في أن تكون طبيبا أو طيارا، النجاح الحقيقى أن تنجح فيما تحب.. نذهب إلى سمكرى سيارات في أطراف أي محافظة ما لأنه شاطر أو كما يقولون "يده تتلف في حرير".. ونقطع عشرات الكيلومترات للأكل في مطعم ما لأنه جيد وأمين ونقول "تسلم إيد صاحبه" الذي من الممكن أنه لا يملك شهادة محو أمية.. ونبحث عن سباك أو مبلط أو نقاش أو نجار شاطر ونشكر فيه لأقاربنا للتعامل معه لأنه شاطر وأمين.

الحكمة ليست في رقم تأمينى نضيع عمرنا من أجله، الهدف هو النجاح فيما تحب، بشرط أن يكون حلالا طيبًا لا يخالف الأعراف والقوانين المنظمة للدول التي تعمل بها، وبذلك مؤكد بعد توفيق الله تحصل على فدان شطارة ولا تنتظر القيراط الحظ.
الجريدة الرسمية