رئيس التحرير
عصام كامل

فوضى التحرير


ليس ميدان التحرير، ولكنها جريدة "التحرير" التي يتولى رئاستها الأستاذ والصديق العزيز إبراهيم عيسى.

والفوضى التي أقصدها ليست فقط مطالبات الزملاء الأعزاء بحقهم البديهي في عقد عمل، ولكني أقصد أيضاً أن هذا جزء من كل مسكوت عليه؛ هو فوضى علاقات العمل في المؤسسات الصحفية بشكل عام والمؤسسات الصحفية الحزبية والخاصة بشكل خاص.


هذا التعميم الهدف منه الوصول إلى جوهر المشكلة، وهو عدم وجود أي قواعد أو لوائح منظمة لعلاقة الصحفي بمؤسسته، إنها الفوضى التي تجاهلت النخبة النقابية الفاشلة على امتداد عقود وعقود بذل جهد حقيقي في حلها.

الوضع في حالة زملائنا في التحرير أصعب، وهو جزء من مأساة الزملاء غير المعينين، الذين أسميهم "عبيد الصحافة".. فالنخبة الفاشلة التي تسيطر على النقابة رفضت وترفض تقديم أي شكل من أشكال الحماية لهم، سواءً كانت هذه النخبة محسوبة على الحزب الوطني رحمه الله أو معارضته، أو محسوبة الآن على الإخوان أو معارضيهم.. فهؤلاء حولوا نقابة الصحفيين إلى نادي خدمات.

وبدلاً من أن يكون معيار عضوية النقابة هو ممارسة المهنة، فقد قاوموا بضراوة ليكون الفيصل هو عقد العمل (حتى لو كان مضروباً أو اشتريته بعدة آلاف من الجنيهات).. وعقد العمل كما يعرف كل الزملاء لا يرتبط بالضرورة بالكفاءة، من الصعب أن تحصل عليه إلا إذا رضى عنك المالك ورئيس التحرير.. أي أن الذي يحدد عضوية النقابة ليس أعضائها ولكن المُلاك، وهؤلاء.

لم تكتف النخبة الفاشلة بهذا التخريب، ولكنها أضافت عليه جريمة إنسانية وهي نزع أي حماية عن زملائنا الذين يعملون في الصحافة ولكنهم لم يحصلوا على عقد العمل، وبعضاً من هذه النخبة الفاشلة يعتبرهم منتحلي صفة طبقاً للقانون الفاشل للنقابة، وكثيراً من هذه النخبة الفاشلة تصدى وخرّب محاولات الأستاذ رجائي الميرغني عندما كان عضوا بالمجلس لكي يحظى الزملاء غير المعينين بعضوية انتساب وتحديد سقف زمني لتعيينهم في مؤسساتهم.

العاجل الآن أمام النقيب ضياء رشوان والأعضاء الجدد في هذا المجلس، فلا أمل في القدامى، هو الضغط لكي يتم تعيين زملائنا في جريدة التحرير وأنا مندهش لأني لم أسمع صوت الزملاء والأصدقاء جمال فهمي وكيل النقابة الذي يكتب في التحرير، وكارم محمود نائب رئيس التحرير في جريدة التحرير ووكيل النقابة.

المهمة الثانية.. هي بحث الكيفية التي يمكن بها منح حماية لزملائنا غير المعينين، ووضع ضوابط لعلاقاتهم بالمؤسسات التي يعملون بها، وكما كتبت من قبل فأزمة جريدة التحرير امتحان لصديقنا العزيز ضياء رشوان وأتمنى ألا يفشل فيه.
الجريدة الرسمية