رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مطلقة أفضل من متزوجة».. حكايات زوجات فشلن في اختيار شريك الحياة.. تسلط الأهل والخوف من العنوسة والإجبار على الزواج يؤدي للطلاق.. وأستاذة علم اجتماع تطالب باحترام خصوصية الأبناء وإعلاء ثقافة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق».. عبارة تمثل عرفا بين أطياف الشعب المصري، وتفسر مدى أهمية التراضي بين أطراف عقد الزواج سواء العروسين أو عائلتيهما، إلا أنه ما زال هناك عادت بالية وتقاليد أكل عليها الدهر وشرب تنتشر في ربوع الجمهورية.


وجاءت تلك العادات الذميمة نتيجة عقود من انتشار الجهل، تتمثل في إجبار الفتاة على الزواج سواء في سن مبكر أو بشخص لا ترغب فيه بحجة أن الأهل يعرفون مصلحتها وكأنهم اطّلعوا على ما وراء الحجاب وكُشف لهم المستور في مشهد أشبه بالاستعباد، ونتيجة لإجبار الأهل وتسلطهم ينتج عن ذلك فشل العديد من الزيجات وتشرد الأطفال وهدم منازل زوجية كان أساسها فاسدا.

حكايات واقعة من دفتر أحوال المصريين، يرويها زوجات ومطلقات خضت أهوال مع الأهل بسبب إجبارهن على الزواج.

مفيش خطوبة
قالت زوجة: «عندما جاء وقت الزواج اختار أهلي العريس، وعندما رفضته لأنه يحق لي اختيار شريك حياتي، كما أنه لديه بعض العيوب التي لا أستطيع التعايش معها، إلا أن أهلي تجاهلوا رأيي وحددوا موعد زفافي دون علمي»

وأضاف: "حتى مفيش خطوبة علشان أشوف هقدر أتأقلم معاه ولا لأ، ودا جواز مدى الحياة وتزوجنا لكن كل مِنّا لم يستطع التأقلم مع الآخر حتى، وبعد مدة من زواجنا كنا نتشاجر كثيرا وكل يومين أغضب عند أهلي ويرجعوني تاني، وسئمت من الوضع وطلبت الطلاق فرفض فاضطررت للذهاب إلى المحكمة لرفع دعوى طلاق".

الخوف من العنوسة
أوضحت سيدة أخرى: "عندما يقترب سن الزواج للفتيات يخاف الأهل على الفتاة ويسرعون في زواجها خوفا من أن تحصل على لقب عانس، ولا يهمهم بماذا تشعر، فالأهم بالنسبة للأهل هو الزواج "ده اللي أهلي عملوه فيا، وكانوا عايزني أتجوز علشان مبقاش عانس".

وتابعت: "بدأ أهلي في الإلحاح عليَّ للزواج، وكانوا لا يأخذون برأيي ومع أول عريس وافقو عليه وحددو موعد الزفاف سريعا ولا أتذكر أنني جلست معه نتحدث عن حياتنا، فأهلي كان يرفضون ذلك ويسمحون بالحديث عن تحضيرات الزفاف فقط، وتزوجت واكتشفت أنه شخص سليط اللسان دائما ما يصفعني على وجهي عندما اعترض على شيء معين ويعتدي عليَّ جسديا حتى شوه جسدي، وكان وصف عانس أهون عليّ بكثير من شخص زي ده وربنا يسامحهم أهلي".

تسلط الأهل
وروت زوجة أخرى: "أهلي وأهله أجبرونا على الزواج، وتزوجنا "علشان يبطلوا يزنوا علينا"، وأهل زوجي اختاروني له وهو لم يعارضهم لأنه رفض الكثير من الفتيات، وهددوه أنه إذا لم يتزوجنِي يعتبرونه ابن عاق لهم".

الحل في الحوار
وتابعت: "حدثت بيننا مشكلات كثيرة وبعد فترة "قولنا ممكن نتعود على بعض بعد الجواز وبالعشرة" لكن اكتشفنا أخطائنا فالخلافات زادت وكل منا لم يستطع تقبل الآخر أو التأقلم معه وكان يجب على أحد مِنا اقتراح الطلاق فطلبت الطلاق ورفعت دعوى طلاق للضرر".

قالت الدكتورة أسماء مراد، أستاذ علم الاجتماع، إن إجبار الأهالي لأبنائهم على ضرورة الزواج من أهم أسباب ازدياد حالات الطلاق والخلع.

احترام خصوصية الأبناء
وأكدت أنه من المفترض السماح للأبناء باختيار شريك الحياة بكامل الحرية، وعدم التدخل في أمور حياتهم الخاصة بعد الزواج على الإطلاق، موضحة أن المشكلة تكمن في الاعتقادات والأعراف السائدة، وكان التحكم فرض من الأهل على أبنائهم، موضحة أن الحل في المرونة في الإقناع واحترام خصوصية الأبناء وعدم التسلط ونشر ثقافة الحوار.
Advertisements
الجريدة الرسمية