رئيس التحرير
عصام كامل

وجيه أحمد الحكم الدولى السابق: حكام مصر شرفاء.. وانتظروا هذه الوجوه التحكيمية الواعدة قريبا

فيتو

  •  الحكم الإسكتلندي رفض تقنية حكم الفيديو بقمة الأهلي والزمالك الأخيرة لعدم تطبيقها في بلده
  •  انتظروا هذه الوجوه التحكيمية الواعدة في الموسم المقبل 
  •  تقنية حكم الفيديو أحد إنجازات لجنة الحكام هذا الموسم
  •  بدأت مسيرتي التحكيمية من قهوة الحكام بالعباسية 
  •  أنا أول حكم راية ينضم للجنة الحكام باتحاد الكرة والأقدم داخل اللجنة
  •   أحتفظ بالرقم القياسي لعدد المشاركات الدولية ب121 مباراة
  •  مباراة الترجى التونسى وبطل أنجولا الأصعب في مشواري مع التحكيم
  •  هذه أسباب هبوط مستوى التحكيم في الموسمين الماضيين
  •  رئيس الزمالك اتهمني بالباطل واسألوا النيابة العامة عن حقي عنده
  •  لن أنسى وقفة أبنائي الحكام وثروت سويلم رد لى اعتباري
  •  بعض المغرضين المحسوبين على التحكيم وراء خلافات الغندور وعبد الفتاح
  •  حصلت على ثماني جنيهات بعد أول مباراة أدرتها تحكيميًا 
  •  كنت أتمنى وجود حكم الفيديو في مباراة الزمالك والمقاصة الأخيرة 



يلقبه البعض بـ"أبو الحكام" نظرًا لاكتشافه العديد من الحكام المتميزين الذين أثروا الملاعب المصرية في السنوات الأخيرة، وأعادوا للتحكيم المصرى مكانته اللائقة في القارة السمراء في الآونة الأخيرة، يحظى بحب واحترام الجميع داخل البيت التحكيمي، بفضل عمله الدءوب وسعيه الحثيث للارتقاء بعنصر التحكيم، كما يحمل تاريخًا تحكيميا كبيرا كونه آخر من حمل راية التحكيم المصري في مونديال كوريا واليابان 2002، إنه الحكم الدولى السابق وجيه أحمد نائب رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة، حل ضيفا بصالون فيتو كان معه هذا الحوار......

*في البداية حدثنا عن بداياتك في مجال التحكيم ؟
دخلت مجال التحكيم سنة 81 كحكم درجة ثالثة تحت الاختبار وكان يزاملنى في الدفعة جمال الغندور، وفى عام 84 ترقيت كحكم درجة ثانية ثم إلى الدرجة الأولى في عام 89 والذي شهد مشاركتى لأول في إدارة مباريات الدوري الممتاز، وبالمناسبة في هذا التوقيت لم يكن هناك تخصص، فأحيانا كنت أشارك كحكم صفارة وأحيانًا أخرى كحكم راية.

*ومن أول من اكتشف موهبتك التحكيمية ؟
الحكم الدولى السابق عبد الرؤوف عبد العزيز، أول من اكتشف قدراتى التحكيمية، عندما شاهدنى أحكم أحد مباريات دوري الشركات، ونصحنى بالتقدم لاختبارات التحكيم، وكنت أذهب إليه في مقهى الحكام بالعباسية ليذاكر لى قانون التحكيم حتى نجحت وأصبحت حكم درجة ثالثة وكان عمرى وقتها 21 عامًا

*ومتى انضممت للقائمة الدولية ؟
ترشحت للقائمة الدولية سنة 93 ولكن لم أوفق في الانضمام إليها، إلا أن الموسم التالى 94 – 95 شهد انضمامي للقائمة الدولية، وكانت أولى مشاركاتى الدولية في بطولة أمم أفريقيا للشباب التي أقيمت في غانا 97 وكانت مؤهلة لكأس العالم للشباب 98.

*وما أبرز البطولات التي شاركت بها؟
بعد أمم أفريقيا للشباب بغانا شاركت في أمم أفريقيا للكبار 98 في بوركينافاسو، ثم شاركت في كأس العالم للشباب في نيجيريا 99 ولعبت مباريات كثيرة، ثم شاركت في أمم أفريقيا للكبار 2000 ومن بعدها أولمبياد سيدنى في أستراليا بنفس العام، ثم المشاركة ببطولة الأمم الأفريقية للكبار 2002 بمالى، ثم المشاركة في نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا واليابان.

*ولماذا لم نر حكم راية مصرى في كأس العالم منذ مشاركتك بنسخة 2002 ؟
لا أرى سبب محدد لذلك، ولكن المنافسة بين حكام القارة للمشاركة في المونديال ليست سهلة، وتحكمها معايير كثيرة، كما أن منظومة التحكيم في هذا التوقيت عانت من غياب التطوير والتخطيط العلمي للارتقاء بمستوى الحكام، ورغم ذلك كان للتحكيم المصرى نصيب بمونديال 2006 بمشاركة عصام عبد الفتاح.

*وكيف ترى فرص جهاد جريشة في المشاركة في مونديال روسيا ؟
أعتقد أن جهاد جريشة نجح باقتدار في تجاوز جميع الاختبارات والمعسكرات التي شارك بها الحكام المرشحين لمونديال روسيا، ويحظى بثقة لجنة الحكام بالفيفا وإعلان مشاركته في كأس العالم بروسيا بات مسألة وقت.

*كم عاما قضيتها داخل لجنة الحكام باتحاد الكرة ؟
دخلت لجنة الحكام منذ عام 2005 واستمريت بها حتى الآن، إلا أننى ابتعدت عن اللجنة مرتين، كانت الأولى من عام 2010 حتى 2011 والتي تولى رئاسة اللجنة خلالها الراحل محمد حسام، أما المرة الثانية فكانت بعد أزمتى الشهيرة مع رئيس نادي الزمالك، على خلفية تسريب مكالمتى الشهيرة مع المدير التنفيذى للاتحاد العميد ثروت سويلم، إلا أن الأخير رد لى الاعتبار سريعا وأعادنى كنائب لرئيس اللجنة جمال الغندور بعد خمسة أشهر فقط.

*من أبرز الحكام الذين قمت باكتشافهم وتقديمهم للكرة المصرية ؟
محمد الحنفى ومحمود البنا وجهاد جريشة ومحمد معروف وكلهم حكام دوليون حاليًا، وأصبح لهم شأن كبير في التحكيم المصرى والأفريقى، أما الحكام المساعدين، فأغلب الموجودين حاليًا حكام كبار، وأعتبرهم امتدادا لى وعلى رأسهم العميد أيمن دجيش ولكنه غير محظوظ في البطولات الكبرى.

*ما المباراة التي لم تنسها في مشوارك التحكيمى ؟
مباراة الترجى وبطل أنجولا في نهائي أبطال الكئوس الأفريقية موسم 97، وكانت على ملعب المنزه في تونس، وكان الترجى يحتاج إلى الفوز بهدفين نظيفين لتأخره بهدف في لقاء الذهاب، حيث كانت مباراة متوترة بشكل كبير وحماس جماهير تونس فاق الحدود، وانتهت المباراة بفوز الترجى وحصده لقب البطولة ومرت الأمور على خير، ولكنى أعتبرها المباراة الأكثر توترًا بمسيرتي التحكيمية.

*ما تفسيرك لتراجع مستوى التحكيم في الموسم المنقضي ؟
كانت حادثة مصرع ثلاثة حكام من منطقة الفيوم موسم 2015 من وجهة نظرى هي البداية لتراجع أداء الحكام، خاصة أن الحكام الثلاثة فارقوا الحياة دون أن يحصلوا على مستحقاتهم المتأخرة لدى اتحاد الكرة، ليحصل عليها الورثة بعد ذلك، وهو الأمر الذي أوجد حالة من الاستياء والجدل داخل أوساط الحكام.

*ولكن ما علاقة ذلك بتراجع مستوى التحكيم ؟
بعد هذه الواقعة بدأ الحكام يطالبون بصرف بدلاتهم قبل انطلاق المباريات وهددوا بعدم إدارة أي مباراة قبل أن يحصلوا على مستحقاتهم، وهو الأمر الذي جعل الأندية تنقلب على الحكام وتشرع في التحريض ضدهم خاصة عند خسارة المباريات، واتهموا الحكام بما ليس فيهم وهو ما أدى لتراجع مستوى التحكيم.

*وماذا عن أزمتك الشهيرة مع رئيس نادي الزمالك والمكالمة المسربة بينك ومدير اتحاد الكرة ؟
أعتقد أن هذه الأزمة تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، خاصة أن ما جاء في المكالمة المسربة التي دارت بينى وبين العميد ثروت سويلم بشأن تعيين جهاد جريشة لإدارة مباراة الزمالك والمقاصة، كنت قد أعلنته على الهواء مباشرة في مداخلة هاتفية مع الكابتن أحمد شوبير، قبل تسريب هذه المكالمة بخمسة أيام كاملة.

*ولكن رئيس الزمالك اتهمك بالحصول على رشوة من شركة الاتصالات الراعية للأهلي لإسقاط نادي الزمالك ؟
رئيس نادي الزمالك اتهمنى ظلمًا بالحصول على رشوة، وأكد أنه يملك الدليل القاطع على صحة ادعائه وأنه تقدم ببلاغ ضدى للنائب العام، ولكنى الآن أنا هنا جالسًا معك، هل سمعت يومًا عن قرار صدر عن النائب العام بضبطى وإحضارى أو توجيه أي اتهام ضدي في هذا الشأن أو غيره.

*ولكن البعض أخذ عليك تهاونك في الرد على هذا الاتهام الخطير ؟
أنا لم أتهاون في الرد على اتهامات رئيس نادي الزمالك، ربما تأخرت بعض الوقت، ولكنى قمت في الوقت المناسب بالتضامن بينى وبين الحكام، بتحريك دعوى سب وقذف ضد رئيس نادي الزمالك.

*وأين وصلت هذه الدعوى حتى الآن ؟ أم أنك تنازلت عن الدعوى ؟
الحقيقة لا أعلم هذا تسأل عنه النيابة العامة التي تقدمت أمامها بالبلاغ، فربما حالت الحصانة البرلمانية لرئيس الزمالك بينها وبين الاستمرار في سير الدعوى، ولكننى لم أتنازل عن الدعوى.

*هل تأثرت أسرتك بهذه الهجمة الشرسة التي نالت منك خلال هذه الأزمة ؟
بالطبع أسرتى تأثرت كثيرًا وعاشت أسوأ أيام حياتها، وسيطرت حالة من الحزن الشديد على زوجتى وأبنائى فاتهام الناس بالباطل ليس بالأمر بالسهل خاصة عندما تتعلق بالشرف والنزاهة.

*هل جعلتك هذه الأزمة تندم على قبولك رئاسة لجنة الحكام ؟
لم أندم على قرارى بقبول رئاسة اللجنة فهو شرف لى، ولكن يمكنك أن تقول إننى تسرعت في قبول المهمة، لأننى في الحقيقة بحكم موقعى قبلها كنائب لرئيس اللجنة مع عصام عبد الفتاح، لم أكن أدرك حجم المشكلات وثقل العبء الذي سأتحمله وأنا في موقع الرجل الأول في منظومة التحكيم، وأدركت أن عصام عبد الفتاح كان يحمل فوق أكتافه عبئًا ثقيلًا، ربما ساعده على تحمله منصبه كعضو بمجلس إدارة الاتحاد.

*ومتى شعرت برد الاعتبار إليك بعد هذه الأزمة ؟
عندما تمسك الحكام بعودتى لعضوية اللجنة وهددوا بمقاطعة مباريات الزمالك في حالة عدم تنفيذ مطلبهم، وهو موقف لن أنساه لأبنائى الحكام لأنه رفع رأسى ورد اعتباري أمام الرأى العام، وهو المطلب الذي استجاب له ثروت سويلم وأعادنى لمنصب نائبًا لرئيس اللجنة مع الكابتن جمال الغندور، ليسدل الستار على هذه الأزمة.

*كيف رأيت هروب عصام عبد الفتاح إلى الإمارات وتخليه عن رئاسة اللجنة في وقت كانت منظومة التحكيم في أشد الحاجة إليه ؟
عصام عبد الفتاح لم يتخل عن الحكام، ولم يتهرب من المسئولية ولكنه تعرض لضغوط كبيرة، في ظل تمسك الحكام بصرف مستحقاتهم المتأخرة كشرط للمشاركة في إدارة المباريات، إلا أن مجلس الجبلاية برئاسة جمال علام رفض هذه المطالب، وهو ما دفع رئيس اللجنة لقبول العرض الإماراتى بعدما شعر بعدم الرغبة في وجوده على رأس اللجنة، خاصة أننا بذلنا جهدا كبيرا في خدمة التحكيم على مدى ثلاث سنوات ونصف مدة عمر مجلس جمال علام.

*حدثنا عن أول راتب حصلت عليه في التحكيم ؟
أول راتب حصلت عليه كحكم كان 8 جنيهات، ثم تدرجت إلى أن حصلت على 300 جنيه في الدوري الممتاز وكان ذلك موسم 99، أما أول راتب حصلت عليه كعضو بلجنة الحكام فكان ألف جنيه.

*كم مباراة دولية شاركت فيها ؟
شاركت في إدارة 121 مباراة دولية وهو رقم قياسى لم يحطمه أي حكم مصرى سواء حكم ساحة أو حكم مساعد.

*بإعتبارك صديق مقرب من الثنائى جمال الغندور وعصام عبد الفتاح ما رأيك أسباب الخلاف الدائم بينهما ؟
للأسف بعض الأشخاض المغرضين من داخل منظومة التحكيم، نتيجة عدم الاستعانة بهم داخل لجنة الحكام، سعوا للإيقاع بين جمال الغندور وعصام عبد الفتاح، ضاربين بمصلحة التحكيم المصرى عرض الحائط، ولكن الحمدلله الفترة الأخيرة شهدت تحسن العلاقة بين الثنائى وبات التعاون بينهما على أفضل ما يكون لخدمة التحكيم المصرى.

*هل تدخلت لإصلاح العلاقة بينهما ؟
في الحقيقة عصام عبد الفتاح فطن لما يحاك من البعض ضد منظومة التحكيم وشق الصف داخل البيت التحكيمى فبادر بالاتصال بجمال الغندور وأحمد الشناوى وطلب مساعدتهم في تطوير التحكيم، فرحب الثنائى بمبادرة عصام ووافقا على الفور وهنا تتجلى قيمة رموزنا التحكيمية الكبيرة، ولذلك فأنا أتوقع أن تشهد الفترة المقبلة أزهى عصور التحكيم المصرى.

*كيف رأيت خطأ جهاد جريشة في لقاء الزمالك والمقاصة ؟
رغم الخطأ الفادح إلا أنه لم يكن متعمدا، لأن جهاد لم يرى الكرة لحظة لمسها يد مدافع المقاصة، وأعتقد لو كان الملعب يتواجد به حكم فيديو لما وقعت مثل هذه الأزمة.

*إذن أنت توافق على تطبيق تقنية حكم الفيديو في ملاعب المصرية ؟
بنسبة 100% بل وأعتبرها أحد إنجازات لجنة الحكام هذا الموسم، وأرفض موجة الانتقادات والسخرية التي تعرضت لها اللجنة في بداية تطبيق التجربة، وأتوقع أن تساعد تقنية الفيديو على تقليل أخطاء التحكيم بنسب كبيرة في الموسم المقبل.

*إذن لماذا لم يتم تطبيق التجربة في مباراة الأهلي والزمالك ؟
السبب ببساطة أن الحكم الإسكتلندى ويليام كولوم أبلغنا بأن هذه التقنية غير موجودة بالدوري الإسكتلندى وأنه غير مدرب عليها، وبالتالى فضلت اللجنة عدم تفعيلها في مباراة القمة.

هل ترى أن اللوائح المعمول بها في اتحاد الكرة كافية لحماية الحكام ؟
ربما تكون غير كافية، ولكن أعتقد أن قانون الرياضة الجديد تضمن في بعض بنوده ما يضمن حماية جميع أطراف المنظومة بما فيها عنصر التحكيم في جميع اللعبات

*هل سنشهد إدارة مباراة القمة بحكام مصريين في الموسم المقبل ؟
هذا ما نخطط له بالفعل داخل لجنة الحكام، ولكن نتمنى أن يشهد الموسم المقبل نجاح الحكام في إدارة المسابقات المحلية بدون أزمات، وهو ما سيشجع جميع الأطراف على إتاحة الفرصة لحكامنا لإدارة مباراة ديربى الكرة المصرية.

*هل سنرى وجوها تحكيمية جديدة وواعدة في الموسم المقبل ؟
بالفعل هناك مجموعة من الوجوه التحكيمية الواعدة تجهزهم اللجنة للدفع بهم في الموسم المقبل، وقد شاركوا بالفعل في بعض المباريات هذا الموسم أمثال هشام الفلال ومحمود رشدى ومحمد يوسف وإكرامى علاء ووائل فرحان ومحمود دسوقى.

*وماذا عن ترشيحات القائمة الدولية للموسم المقبل ؟
هناك رسالة أود أن أوجهها لحكام الدرجة الأولى مفادها أن القائمة الدولية ليست حكرًا على أحد، وأنها القائمة الدولية ستكون مفتوحة لكل من يجتهد ويقدم أدائًا تحكيميًا مشرفًا

*م الرسالة التي يمكن أن توجهها لمجلس إدارة اتحاد الكرة ؟
أقول لهم التحكيم أمانة في أعناقكم، وأتمنى أن تكونوا عن حسن ظن جميع الحكام وأن تعملوا على حمايتهم وحفظ كرامتهم.

*وما الرسالة التي يمكن أن توجهها لمسئولى الأندية ؟
أطالب مسئولى الأندية بالتفرغ لرفع المستوى الفنى لأنديتهم وأن يرفعوا أيديهم عن التحكيم، لأن حكام مصر شرفاء ومحترمين وغير ملوثين وأنزه حكام في مصر والوطن العربى.
الجريدة الرسمية