رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بروتوكولات حكماء 57357.. اغتيال «جنى» نموذجا


هؤلاء الذين ابتلوا بأن تلفح النار أجسامهم يشعرون بآلام المحروق أكثر من أطباء الأرض مجتمعين، وكون المرء طبيبا لا يعني أنه يشعر بآلام المرضى، بل يعني أن الناس تحتاج إليه وقت أزماتها، وفي المقابل يجمع هو عشرات الآلاف من الجنيهات كل ليلة من «آلام الغلابة».


لست شيوعيًا ولا أؤمن إلا باقتصاد السوق الحرة، ولكن اعتراضي على أزمة اجتماعية خطيرة هي أن الأطباء يكنزون الذهب والفضة والعقارات في أرقى المناطق من أموال الفقراء، وفي المقابل يعاملونهم بتكبر يكفي الواحد منهم لملء ما بين السماء والأرض.

وحتى لا أتحول عما أريد أن أكتب عنه، فسأعرج إلى ما أكتب عنه مباشرة، وهو أزمة الطفلة «جنى» التي رفض مستشفى 57357 علاجها بحجة أنها تلقت علاجًا قبل أن يذهب بها والدها إلى المستشفى الـ«لا خيري»، والعجيب أن المسئوليـــن قالوها بكل ثقة وربما احتلت ابتسامة «لزجة» وجوههم، وهم يبشرون بموت طفلة في السادسة من عمرها.

الطفلة تموت بين يدي أبيها والمستشفى يرفض علاجها، لأن البروتوكول المعصوم الذي نزل به الوحي الأمين يرفض علاجها؛ ولأن الأب المكلوم تجرأ وعالج ابنته قبل أن يذهب إلى كهنة معبد الطب في مؤسسة تعمل بتبرعاتنا.

الأعجب من رد أسيادنا «البهوات» أن تجد أحمق يقول إن والد الطفلة من الإخوان، فذاك الشيء أقول له يا نابغة الزمان أين تجد في شرع رب العالمين ما يحرم علاج طفلة حتى لو كانت بلا دين أصلا، وهب أن أباها من الخوارج أيًا كان فصيله فما ذنب ابنته أم تراك «الخضر» فعلمت أنها ستكبر وتكون خارجية تبيح سفك دماء الناس فأحطت بما لم نحط به خبرا.

لا جدال أن الإخوان وسائر طوائف الخوارج يجب قتالهم بلا رحمة أو شفقة، لأن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم أمر بذلك في السنة المطهرة، ولكن ما ذنب أبنائهم ونسائهم، ألم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ في الحرب مع الكفار الأصلاء... فاستقيموا يرحمكم الله.

وأقسم بالله غير حانث لولا أن الدين يحرم الدعاء بالإثم والسوء لدعوت الله عز وجل أن يصيب ابنة صاحب قرار منع علاج «جنى» بما أصيبت به، وأن يرى بعيني رأسه ابنته وهي تضرب رأسها في الجدار من شدة الألم، كما فعلت جنى أيامًا طويلة، ولو كان الأمر بيدي لقلت له: لا علاج لابنتك، وانتظر حتى يخطفها الموت، وجهز لها قبرًا خير من البحث عن دواء، ولكن الحمد لله لم تنتزع الرحمة من قلبي بعد.

وفي الختام أقول للسادة الأطباء استقيموا يرحمكم الله، فلولا احتياج الناس إليكم لما ألقوا إليكم السلام، وهناك من «الزبائن» الأثرياء من لا تستطيعون رفع أصواتكم أمامهم فاتقوا الله فينا وعالجوا «جنى» فلدينا في بلدنا ألف ألف جنى ينتظرن الرحمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية