رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل جديدة في حياة شهيد رفح أحمد المنسي يكشفها صديقه

فيتو

كشف طارق قطب أحد أصدقاء أحمد المنسي، شهيد الحادث الإرهابي في رفح، تفاصيل جديدة في حياة الشهيد.

وكتب طارق قطب عن حكاية الشهيد أحمد المنسي ووالده الطبيب الإنسان فقال "منسى يعنى الطفل اللى أبوه دكتور شاطر ممارس عام بيعالج الناس بملاليم عشان مؤمن أن الطب اتخلق لعلاج الناس مش لتقليب جيوبهم، دكتور صابر المنسى اللى لما مات في 2013 كان كشفه 5 جنيه، أقل من تمن كان البيبسى، أبوه كان مثله الأعلى وأكتر حد منسى بيحبه في الدنيا، وشاء النصيب أنه يبقى أول واحد يدخل يتدفن جنبه".


وعن بداية رغبة الشهيد في دخول الكلية الحربية فقال "منسى المراهق اللى بيقرر أنه يدخل الكلية الحربية وبعدين الصاعقة عشان عارف هو عايز إيه، وفاهم إن هي دى الحتة اللى هيعرف ينفع فيها بلده وأهله ونفسه، وكان طالب متفوق وطوب الأرض في الكلية عارفه وبيحبه".

وعن صداقاته قال قطب "منسى الضابط فيه مليون حد من زمايله يقدر يتكلم عليه أحسن منى ومئات منهم قالوا شهادات تشيب من عظمتها، إنما أنا شفت منسى نائب ملحق الدفاع اللى اشتغل معانا في باكستان، من أول يوم اتقابلنا وربنا وضع في قلوبنا كلنا محبة غريبة ليه".

وأضاف: "منسى اختار باكستان مع إنها المفروض مش اختيار جذاب لأى حد وكان ممكن يختار بلد تانية لأنه شاطر وليه خاطر عند اللى بيوزعوا الناس، بس اختارها لأن فيها جيش قوى ومتطور حيتعلم منه، وكانت علاقته بكل الناس في باكستان رائعة، وعمل شغل هايل، وكان ممكن يتمدله بعد السنتين بتوعه بس هو فضل ينزل مصر وقال جملته الشهيرة: أنا عايز أسيب المكان لحد غيرى، أنا خدت رزقى خلاص ييجى حد تانى ياخد رزقه.. ودى حاجة مبيعملهاش ناس كتير، أو الحقيقة مبيعملهاش حد أصلا دلوقت".

واستطرد قطب في حكايته عن الشهيد المنسي فقال: "منسى اللى لما رجع مصر كان مع ثورة يناير (بدون تفاصيل)، وكان ضد الإخوان ومع ثورة 30 يونيو (برضه بدون تفاصيل)، وكان راجل موضوعى بيقول على اللى شايفه صح صح، وعلى اللى شايفه غلط غلط، لا غاوى سفسطة ولا يكرر كلام مش متأكد منه ولا يقول معلومة لمجرد أنه سمعها من حد، يقرأ ويحلل وبيسمع وبيفهم وبيتناقش بالراحة مهما كانت سخونة الموضوع".

وعن عمل الشهيد بسيناء قال: "منسى اللى اشتغل في سيناء بمزاجه أكتر من 3 سنين، ولما سابها السنة اللى فاتت قعد يتنطط عشان يرجعلها لحد ما قائد الكتيبة 103 صاعقة استشهد في أكتوبر اللى فات فكلموه قالوله ترجع يا منسى قالهم حالا، ورجع عشان يكمل اللى بدأه، وكان قراره أنه لو ماستشهدش لحد ما يسيب سينا حيعلق عقيد ويطلب يطلع معاش ويرتاح بقى، وكان بيطمنا أن الوضع في سينا بيتحسن وإن قريب حنخلص على الكلاب اللى هناك، وأن رجوعه ممكن يبقى في خلال 6 شهور".

وعن خوف أصدقاء المنسي عليه قال قطب: "منسى اللى كنا من خوفنا عليه بنقوم كل يوم الصبح نتطمن أنه عايش، وبطولاته ضد الإرهاب وداعش في سيناء كانت زى الأساطير اللى الناس بتحكيها بانبهار، وهو لما يحكيلنا عن بعضها بعد زن مننا يتكلم ببساطة كأنه بيتكلم عن مذكرة كتبها وهو على المكتب، أو عن مشوار للسوبر ماركت يشترى حاجة البيت".

وتابع: "منسى اللى كان فيه رتب أعلى منه بتقوله يا قائد، واللى كان ضباطه وعساكره بيعشقوه ويعتبروه أخ كبير وساعات أب، اللى كان بيحسس أي حد بيشتغل معاه أنه مهم وعظيم حتى لو بينه وبين نفسه مش مقتنع بيه بس عشان مايكسرش بخاطره".

وعن عائلة الشهيد المنسي قال قطب: "منسى الأب اللى عنده 3 عيال بيعشقهم، اللى خلى حمزة راجل وهو لسه عنده 10 سنين، اللى بيحترم مراته ويحطها فوق راسه ويكبرها قدام كل الناس، اللى كان طلبه الوحيد لما اتنقل سينا أن أخوه المقدم في الجيش برضه يتنقل مكان أقرب للقاهرة عشان يبقى فيه دايما واحد فيهم قريب من والدته المريضة (ربنا يشفيها ويصبرها)".

وتابع: "منسى البنى آدم جدا جدا، صاحبى وأخويا وأستاذى، الرضا اللى كان جواه وباين على وشه وفي ابتسامته طول الوقت كان مصدر إلهام ودرس دايم ليا وباضرب بيه المثل لغيرى، الشجاعة المفرطة التلقائية السهلة اللى بيعملها وهو مش حاسس بيها، الشاعر اللى بيكتب ويبعتلى ولما أكتب يشجعنى، الراجل اللى ربنا أراد إننا نشوف سوا مواقف ذكرها مش مهم دلوقت وكان ثابت وصاحب مبدأ، اللى كانت الدنيا تبقى بتتهد نحوه مايتهزش إنما موقف عبيط من طفل صغير ممكن يخليه يعيط بصوت، اللى جالنا من العاشر من رمضان للزمالك في آخر إجازة الساعة 11 بالليل وكأنه جاى يسلم علينا وادانا درس في القناعة من غير ما يحس وسلم ومشى".

واختتم قائلًا: "الدنيا مابتجبش زيك كتير يا منسى، ومن حسن حظى إنى عرفتك وكنت صاحبك، ومن حسن حظك إنك روحت لربنا بالطريقة اللى كان نفسك فيها، أنت الكسبان واحنا اللى خسرنا صحبتك، ربنا يرحمنا رحمة واسعة عشان نعرف نجيلك في المكان اللى انت فيه دلوقت، ومافيش حاجة تتقال تانى بعد اللى جدك الكبير قاله امبارح قدام قبرك "كان عنده 4 سنين وشهم.. سلام مؤقت يا شهم".
الجريدة الرسمية