رئيس التحرير
عصام كامل

مليونية ضد القتلة الإخوان


ليست لدى مشكلة فى أن ينتفض التنظيم السرى للإخوان ومعه الرئيس مرسى للثأر لشهداء ثورة يناير، فهم كما يعرف القارئ الكريم مشاعرهم "رهيفة"، وحسهم الإنسانى رفيع، فكما سمعت واحدا منهم أمس على إذاعة راديو مصر الحكومية، كاد يبكى من فرط دفاعه عن حقوق الشهداء التى ضيعها القضاء "الفاسد". 

كما كتبت أول أمس، هذه أكذوبة كبرى يروجها هذا التنظيم السرى، ويمشى خلفها العميان السذج، لكن دعنى اليوم أوافقهم على أن القضاء هو الذى سيضيع الثورة وأنه هو المسئول عن إهدار حقوق الشهداء، ودعنى أصل معهم إلى نهاية الشوط وأوافقهم على المجزرة التى يخططون لها، ليس فقط بتغيير القوانين لكن بالإطاحة بمن لا يعجبهم من القضاة، وتصبح المؤسسة القضائية تأتمر بأمر التنظيم السرى "بتاعهم".

لو افترضنا إن كل هذا حدث، لا قدر الله، فلدى أسئلة:

الأول: لماذا لم تلتهب مشاعر الإخوان وحلفائهم من الدماء التى سالت فى عهد المجلس العسكرى، فى محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وغيرها؟ والمتهم فيها إن لم يكن جنائيا، فعلى الأقل سياسيا المشير طنطاوى رئيس المجلس، وهناك أعضاء فيه متهمون جنائيا، ومع ذلك فقد كرمهم الإخوان بأوسمة رفيعة، ووظائف فى الصين.

الثانى: الرئيس السابق مبارك متهم بأنه لم يصدر الأوامر لحماية المتظاهرين، وأمس أفتى الأستاذ فهمى هويدى فى مقالته بالشروق، وهو أحد أكبر "عرابى" التنظيم السرى للإخوان، بأنه إذا لم يكن مبارك مدانا جنائيا، فلابد من محاسبته سياسيا، وبذات المنطق أسأله وأسأل مرسى والتنظيم السرى للإخوان: ألا ينطبق ذات المعيار على المشير طنطاوى والذين معه؟!

الثالث: إذا كانوا كما يقولون عن أنفسهم، أقصد من هم مثل فهمى هويدى ومعهم مرسى والتنظيم السرى للإخوان، أصحاب عقيدة دينية وحس إنسانى مرهف لأنه يستند إلى هذه العقيدة النبيلة والعظيمة، فلماذا تحركهم دماء مصريين فى الثورة ولا تحركهم دماء مصريين آخرين فى عهد المجلس العسكرى.

ودعنى أمد الخط على استقامته وهذه هى رابعا والأهم: لماذا لا يدعون إلى مليونية بحسهم الدينى المرهف ضد الدماء التى سالت فى عهد مرسى، ولماذا لا يطالبون بتغيير القضاء "الفاسد"، الذى لم يحاكمه حتى الآن، ومعه المتهمون فى التنظيم السرى للإخوان؟ 

وإذا كان لا يتحمل المسئولية الجنائية مثل مبارك، كما قال فهمى هويدى، فلماذا لا نحمله المسئولية السياسية ونحاسبه عن هذه الجرائم وتصنيفها أنها ضد الإنسانية؟ 

الجريدة الرسمية