رئيس التحرير
عصام كامل

الارتفاع الخامس لأسعار السجائر يفجر ثورة المدخنين «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تستعد الشركة الشرقية للدخان، إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، لرفع أسعار منتجاتها للمرة الخامسة في يوليو القادم.


ومن المتوقع أن يلقى قرار ارتفاع سعر السجائر بحالة من السخط في الشارع، باعتبار السجائر سلعة مطلوبة للفقراء والأغنياء على حد السواء، حيث لا يجد محدودو الدخل، الذين لا يجدون سبلا للتخفيف من أعبائهم إلا السيجارة.

وشهدت الفترة منذ شهر سبتمبر الماضي وحتى يناير من العام الحالي، ثلاثة ارتفاعات رسمية لمنتجات شركات السجائر.

وارتفعت أسعار السجائر للمرة الأولى من قبل وزارة المالية، سبتمبر الماضى، وفقا لقانون ضريبة المبيعات، وتم نشر الزيادات الجديدة في الجريدة الرسمية، أعقب ذلك إعلان شركة فيليب موريس مصر، ديسمبر الماضى، زيادة قدرها 2 جنيه بالعبوة على جميع منتجاتها والتي شملت العلامات التجارية مارلبورو، وميريت، ونكست، وإل إم، ثم انتشرت عدوى الارتفاعات لتطال جميع شركات السجائر، باستثناء شركة الشرقية للدخان، والتي أعلنت في ذلك الوقت أنه لن يتم زيادة أسعار السجائر المصرية، خاصة وأن الشركة لديها مخزون من الدخان تم شراؤه بالسعر القديم للدولار 8.88 جنيهات.

وفي يناير الماضي أعلنت الشرقية للدخان عن زيادة أكثر منتجين مبيعا لديها "السوبر" و"الكوين"، لتسجل سعر الكليوباترا الورقية من 12 جنيها مقارنة ب 10.5، وتسجل الكليوباترا السوبر 12.75 جنيها مقارنة ب 12.5.

واضطرت الشرقية للدخان لهذه الزيادة، لعدم توافر الدولار لها خلال الفترة الماضية من قبل البنوك، ولارتفاع الدولار الجمركي.

وفي فبراير الماضي، تلقت البورصة المصرية إعلان من الشركة الشرقية للدخان برفع أسعار السجائر من جديد، على بعض الأنواع، لترتفع سعر علبة السجائر “كليوباترا” البوكس الأبيض، مسجلة 12.75 جنيها، وكان السعر القديم نحو 12 جنيها، بينما ارتفع سعر علبة جولدن وبست الأحمر والأزرق، إلى 15 جنيها للعبة، وكان السعر القديم 14.5 جنيها.

وعاودت الشركة الشرقية للدخان “ايسترن كومباني” في شهر مارس الماضي الإعلان عن ارتفاع أسعار سجائر كليوباترا، لتسجل زيادة الأسعار لصنف سجائر كليوباترا نحو 75 قرشا للعلبة الواحدة.

وأعلنت الشركة في ذلك الوقت أن علبة سجائر البوكس كليوباترا الأحمر والأزرق قد بلغت نحو 12.75 جنيها، بدلًا من 12 جنيها.

وأرجعت الشرقية للدخان أن تلك الزيادة الأخيرة تم تطبيقها من قبِل قانون الضريبة المضافة.

وتدرس وزارة المالية، وفقا لمحمد هارون رئيس الشركة الشرقية للدخان زيادة قيمة الضرائب على السجائر مع شركات السجائر.

وأوضح هارون في تصريحات لـ"فيتو"، أن غالبية الشركات وافقت على قيمة الزيادة المقترحة من قبل مصلحة الضرائب،والتي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة،مشيرا إلى أن الزيادة ستنقسم إلى شرائح حسب كل فئة على حدة.

وأضاف رئيس الشرقية للدخان أن شركته حريصة على الالتزام بتنفيذ سياسة الدولة، التي تتجه لزيادة حصيلتها الضريبية،في الوقت الذي تحتاج فيه شركات السجائر لبعض الزيادة التي تمكنها من تغطية تكاليف الإنتاج التي ترتفع يوم بعد الآخر، منوها أن الارتفاعات الجديدة في أسعار السجائر ستقر من خلال مجلس النواب.

وتصنف أسعار السجائر وفقا لثلاث شرائح سعرية "دنيا، وسطى، عليا".

ومن المقرر ارتفاع السجائر المحلية الشعبية 50 قرشا، وأن ترتفع السجائر المتوسطة جنيه واحد على السجائر المستوردة الفئات العليا 1.5 جنيه.

وستعقد وزارة المالية اجتماعا خلال الساعات القادمة مع شركات السجائر لإقرار هذه الارتفاعات نهائيا كخطوة للإعلان عنها.

وتاتي الشركة الشرقية للدخان في المرتبة الثانية كأكثر شركة تدر دخلًا إلى الموازنة العامة للدولة بعد قناة السويس،حيث بلغت إيرادات الدولة منها نحو 23 مليار جنيه في عام 2015.

وفي العام الماضي كانت الزيادة الأكبر في حصيلة الضرائب إذ ارتفعت قيمة الضرائب على السجائر بنحو 8 مليارات جنيه عن قيمتها في 2015.

وارتفعت الضريبة المحصلة على السجائر من 15 مليارا و959 مليون جنيه في العام المالي 2011/ 2012 إلى 17 مليارا و251 مليون جنيه خلال عام 2012 /2013، مرورًا بـ19 مليارا و588 مليون جنيه خلال عام 2013 /2015.

وبلغ إنتاج الشركة الشرقية نحو 81.7 مليار سيجارة في 2014- 2015، و83.4 مليار سيجارة في الخطة المعتمدة في 2015-2016، واستهدفت إنتاج 84 مليار سيجارة خلال العام المالي الحالي 2016-2017.

ومن المتوقع أن تفتح الزيادات المتتالية في أسعار السجائر الباب أمام استيراد السجائر المهربة رخيصة الثمن، والتي يصل سعرها لنصف سعر السجائر المحلية، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.

وأفادت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة أن المصريين يستهلكون نحو 80 مليار سيجارة سنويًا.

فيما ذكر تقرير الشبكة المصرية لمكافحة التدخين أن عدد المدخنين في مصر، حتى عام 2011، وصل إلى 10 ملايين، يصرفون سنويًا نحو 11 مليار جنيه على السجائر فقط.
الجريدة الرسمية