رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «ماما ماجى» صانعة الامل المصرية.. بدأت مشروعها الخدمى بزيارة لـ"حى الزيالين"..حاكم دبى يمنحها مليون درهم..تدير 92 مركزًا توفر الرعاية والتعليم لأطفال الشوارع والمشردين

فيتو

توج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، خمسة صناع أمل بلقب "صانع الأمل الأول"، مؤكدًا بأنهم كلهم أوائل وكلهم يستحقون اللقب، وما يقدمونه من أجل خير الإنسانية يجعلهم جميعًا منارات للعطاء يهتدي الناس بها.


وقدم حاكم مكافأة مالية بقيمة مليون درهم إماراتي لكل منهم، لتبلغ قيمة جائزة "صناع الأمل" خمسة ملايين درهم إماراتي، لتكون جائزة العطاء الأغلى من نوعها في العالم.

جاء ذلك خلال حفل احتضنته مدينة دبي للاستوديوهات، وسط حضور قدر بأكثر من ألفين شخص، وحصلت المصرية "مامى ماجى" على جائزة ولقب "صانع الأمل الأول"

قيمة الإنسان


"ماما ماجي" كما يلقبها الناس، حين نذرت نفسها قبل نحو ثلاثة عقود لخدمة فقراء بلدها، رفعت شعار "يمة الإنسان لا تضاهيها أي قيمة أخرى.

بدأت الحكاية بزيارة، يفترض أنها عابرة، قامت بها "ماما ماجي" إلى حي الزبالين، فهالها ما رأت من بؤس يعيشه الناس هناك، يمسّ الأطفال تحديدًا، الذين يفتقدون إلى أبسط مقومات العيش الكريم. عندها قررت أن تفعل شيئًا لمساعدة هؤلاء المهمَّشين. فتخلت عن حياتها، التي لم تعرف فيها معنى الفقر أو الحاجة، وتركت وظيفتها في الجامعة الأمريكية، ويمّمت وجهها صوب مآسي أبنائها وأشقائها في الإنسانية. تكررت زياراتها إلى حي الزبالين، وفي كل مرة كانت تلتقي عددًا كبيرًا من سكان الحي، تستمع لهم ولاحتياجاتهم، تجلب لهم بعض المؤن الأساسية، وتوزع على الصغار الهدايا، حتى باتت "ماما ماجي" وجهًا مألوفًا ينتظره الكبير قبل الصغير بشوق، واجدين في حنانها وعطفها وابتسامتها الوارفة ملاذًا ونجدةً، والأكثر من هذا وذاك أن ماما ماجي تُعزز لديهم إحساسهم بإنسانيتهم وكرامتهم وأحقيتهم في الحياة كما تليق بأي فرد.

مؤسسة خيرية

في العام 1985، أسست ماجدة جبران مؤسسة "ستيفن تشيلدرن" الخيرية، التي تقوم رسالتها على المساهمة في إنقاذ الحياة وصنع الأمل وحفظ الكرامة البشرية للأطفال والشباب الفقراء والأقل حظًا، وتوفير التعليم والتدريب لهم بالإضافة إلى مساعدة أسرهم لتحسين وضعهم المعيشي. وخلال السنوات الماضية، أصبحت الجمعية جزءًا من المشهد الإنساني اللافت في مصر، وسرعان ما امتد نشاطها ليشمل عشرات الأحياء الفقيرة، من خلال العديد من الحملات والمبادرات الإنسانية والمجتمعية والتعليمية والتدريبية، التي استفاد منها الآلاف من الأسر والأطفال.

أطفال الشوارع

حتى اليوم أسست "ماما ماجي" من خلال جمعيتها 92 مركزًا توفر الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم جمعيتها في توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنويًا، إلى جانب القيام بزيارات تفقدية لأكثر من 13 ألف طفل يقوم فيها المتطوعون في الجمعية بتقديم الإرشاد النفسي والتدريب لهم. كذلك، أسست الجمعية ثلاثة مراكز للتدريب المهني للأطفال والفتيان، كما توفر دورات تدريبية للأمهات لمساعدتهن في تحسين وضع أسرهن. وبالمجمل، يستفيد من خدمات جمعية ستيفن تشيلدرن اليوم نحو 33 ألف طفل، ضمن نشاط الجمعية المتزايد، الذي يسهم فيه نحو ألفي متطوع يعملون فيها.

لا تنتظر ماما ماجي بحسب ما كتبت عنها صحيفة البيان الإماراتية، التي ترشحت لجائزة نوبل عدة مرات، أن تُكافأ على عملها، يكفيها أن يشار لها بوصفها صانعة أمل حقيقية أحدثت فرقًا حقيقيًا في حياة من هم أحوج للأمل.

الأم تريزا

ماما ماجي، يرى فيها آخرون الأم تيريزا المصرية، لأنها سخرت حياتها لإسعاد المشردين، وإن لم تختبر التشرد يوما.

وتعمل ماجي في الخفاء، ولا تبغي من وراء عملها الإنساني شهرة، بل كل أملها، رسم ابتسامة على ملامح صغار، جار التشرد عليهم.

هي أستاذة جامعية سابقة، وابنة فيزيائي معروف، وزوجة رجل أعمال ثري، لم تختبر الفقر والتشرد يوما، لكن قلبها، حن على الصغار المشردين. فقررت تكريس حياتها لإسعاد هؤلاء، بما أوتيت من إمكانات.

تجوب هذه السيدة الستينية، العشوائيات، دون كلل أو ملل، تربت على كتف هذا، وتنحني لتنظيف قدمي ذاك، فأصبحت الكنف الحنون لكثيرين، سكنوا إلى وحشة الشارع بدلا من دفء الأسرة.
الجريدة الرسمية