رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «فيتو» تلتقي أول مأذونة في أسوان: شعرت بفرحة النوبيين بعد اختياري.. أحاول إصلاح العلاقة بين الزوجين قبل الدخول في إجراءات الطلاق.. مساندة زوجي سر نجاحي.. وأشكر «السيسي»

فيتو

"أم كلثوم محمد يونس".. نوبية بنت قرية غرب أسوان.. وقع عليها الاختيار لتكون أول مأذونة في محافظة أسوان وبلاد النوبة، وثاني مأذونة على مستوى صعيد مصر، تبلغ من العمر 63 عامًا، متزوجة، حاصلة على ليسانس دار علوم جامعة القاهرة، وكانت تعمل موجهة تربية إسلامية وعضو مجلس محلي في الثمانينيات، وكان مرشحة لمجلس النواب عام 1986، وسفرها في إعارة للملكة العربية السعودية منعها من استكمال ممارسة العمل السياسي والمجتمعي.


التقت "فيتو" بأول مأذونة نوبية وأسرتها للتعرف على خطوات اختيارها، والمؤهلات الشخصية والعلمية التي جعلتها من أوائل المتقدمين لشغل تلك الوظيفة.

بداية الرحلة
بداية قالت "أم كلثوم": إن الفكرة جاءت على ذهنها عندما كانت تجلس مع الحاج أحمد نصر سنجق "مأذون سابق" والأب الروحي لها؛ حيث قرأت إعلانا عن وظيفة مأذون وكان من أهم الشروط أن يكون خريج دار علوم وهو أول شرط ينطبق عليها ثم اطلعت على المستندات والنقاط والشروط وجهزت كل الأوراق المطلوبة وقدمت للوظيفة، مشيرة إلى أن تقدم معها في ذلك الوقت اثنان من الرجال من غرب أسوان وبعد تقديم الورق عرضوا على المستشار المسئول خلال 4 جلسات وذلك كان في عام 2015.

المقابلة الشخصية
أضافت أن خلال المقابلة الشخصية كانت مطلعة على الأربع مذاهب وخاصة المذهب الحنفي لكنها فوجئت بعدم ترشيحها للوظيفة واختيار شخصين آخرين، لكن بعد مرور الوقت شاءت الأقدار أن تعيد الوزارة المسابقة مرة أخرى وتم ترشيحها مع 7 رجال آخرين وسيدة، لافتة إلى أن في التصفيات تم اختيارها مع اثنين من الرجال لإقامتهم داخل قرية غرب أسوان، وتم إجراء قرعة لاختيار واحد من الثلاثة، وبالفعل وقع عليها الاختيار لشغل تلك الوظيفة وتصبح أول مأذونة في تاريخ محافظة أسوان وبلاد النوبة.

فرحة النوبيين
وعن شعورها عند علمها بالنتيجة أوضحت أم كلثوم أن فور علمها بالخبر لم تسعها الفرحة باعتبارها امرأة ونوبية فضلًا عن أمنيتها بأن تكون مأذونة، ولكنها تأثرت بسبب عدم اختيار زملائها وأبناء قريتها كما شعرت بفرحة النوبيين بها، وتقدم لتهنئتها العديد من قيادات المجتمع وأبناء النوبة وخاصة الذكور، لافتة إلى أنها تدرك جيدًا حجم المسئولية التي وقعت على عاتقها ولكنها ستكون جديرة بها، ولم تقلق من أمر كتب الكتاب في المسجد أو في منزلها أو في منزل أصحاب الزفاف؛ لأن أهالي غرب أسوان جميعهم تربطهم المودة والمصاهرة والقرابة.

مساندة الزوج
أشارت إلى أن الدور الذي تقوم به في المجتمع كمأذونة أنها تحاول الصلح بين الأزواج سواء من يأتي إليها ليطلق زوجته أو للزواج مرة ثانية ستسعى لمعرفة الأسباب وإعادة الزوج إلى أسرته مرة أخرى بشتى الطرق وخاصة في حالة وجود أطفال وستكون حريصة على إقناعه، كما ستحاول دائما أن تظهر الإيجابيات سواء للزوج أو الزوجة حتى تصل بهم إلى مرحلة العتاب، ولديها ثقة أن مهمتها ستنجح وخاصة أن الأزواج في غرب أسوان أقارب أو جيران، معربة عن شكرها وسعادتها بسبب مساندة زوجها أيمن رزق محمد لها ومساعدتها على النجاح وتحقيق طموحها والوصول إلى تلك الوظيفة.

شكر للسيسي
كما وجهت أول مأذونة في محافظة أسوان، رسالة شكر إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الذي توج عام 2017 للمرأة، وأطلق عليه "عام المرأة" وعام مليء بالخير والفلاح والنجاح وهو ليس لسيدات محافظة بعينها ولكن لجميع المصريات والعالم العربي من خلال كلمة رئيس الجمهورية "تحية لكل ابنة وتحية لكل زوجة وتحية لكل أم"، كما وجهت رسالة أخرى إلى جميع السيدات في مصر وفي أسوان والنوبة خاصة "العمل لا يقتصر على الرجال فقط فهناك أعمال تليق بالمرأة، ويجب أن تقتحم جميع المجالات للمساهمة في إصلاح حال المجتمع وخاصة الأسري وستفوز وتنهض لأنها تعمل عمل جيد يخدم مجتمعها".

المشكلات الزوجية
ومن جانبه عبر الشيخ وحيد محمد يونس شقيق أول مأذونة نوبية بأسوان، عن فخره بـ"أم كلثوم"، وقال: إن شقيقته كانت تسعى دائمًا إلى المصالحات بين الأزواج من أبناء قريتها وذلك منذ عام 1980 تقريبًا عندما بدأت العمل في التربية والتعليم؛ حيث كان لديها الاهتمام بالمشكلات الزوجية وحلها، موضحًا أنها مع مرور الوقت بدأت تكتشف أن هناك مشكلات ترجع إلى عدم التفاهم بين الزوج والزوجة وهما في حاجة إلى طرف ثالث يوفق بينهما لحل المشكلات بدلًا من الطلاق.

تجارِب وخبرات
وأضاف أن شقيقته اكتسبت خبرتها من خلال التجارِب العديدة التي مرت بها مع أهل قريتها وأصدقائها في هذا المجال، كما اكتسبت خبرة عملية من الحاج أحمد نصر سنجق "مأذون سابق" وهو كان مدير عام التربية والتعليم والأب الروحي لها، وكانت تتطلع من خلاله على المشكلات الزوجية التي تؤدي إلى الانفصال بحكم مهنته، مشيرًا إلى أن الحج سنجق كان يعمل على منح الزوجين فرصة للتصالح عن طريق تذكيرهم بالأيام الحلوة بينهما بعيدًا عن المشكلات وهي نفس الطريق التي تتبعها شقيقته في حل المشكلات الزوجية.
الجريدة الرسمية