رئيس التحرير
عصام كامل

سيد مكاوي: استلهمت ألحاني من مسحراتي الحارة الشعبية

فيتو

في برنامج "أوتوجراف" المذاع عام 1983 استضاف المذيع التليفزيوني طارق حبيب، الموسيقار سيد مكاوي، ليحكي ذكريات بداياته الفنية مع مسحراتي رمضان، فيقول:


بدأت منذ أدركني الوعي صغيرا، وكانت مصر آنذاك تُضاء شوارعها وحواريها بالفوانيس الجاز أو الغاز، وعدد سكانها لا يتجاوزون 17 مليون نسمة، لذلك كان من السهل على المسحراتي أن يحفظ أسماء سكان الحي فردا فردا مثل شيخ الحارة، فهو كان يعرف أسماءهم ومهنهم، وينادي على كل بيت باسم صاحبه وأفراد عائلته.

فمثلا يقول (سعد الليالي عليك يا شيخ فلان) أو (الصلاة والصوم وصالح الأعمال واسع البركات عليك.. إصحي يا شيخ فلان)، ويكرر هذه النداءات باسم كل واحد من أهل الحي بعبارات مختلفة، وإذا أنجب أحدهم طفلا كان يبلغ اسمه لعم كريم المسحراتي بحارتنا حتى يضيفه إلى القائمة، ويدعو له بالصحة والفلاح.

وفي عام 1967 استدعتني الإذاعة المصرية لتلحين بعض كلمات المسحراتي التي كتبها فؤاد حداد، فوافقت، لكني اشترطت على الإذاعة أن أقوم بالغناء وحدي، مع الاستغناء عن الفرقة الموسيقية والاعتماد على طبلة صغيرة فقط، ثم انتقلت حلقات المسحراتي إلى التليفزيون، وكنت ألبس الجلابية والطاقية وأحمل الطبلة أدق عليها متجولا في شوارع القاهرة، متقمصا شخصية المسحراتي في الشوارع ولكن من داخل التليفزيون.

واستلهمت ألحاني في المسحراتي من عدة منابع شعبية، صوت المنادي في القرى والأحياء على الأشياء المفقودة (عيل تائه أو معزة شاردة)، وصوت الراوي للسير الشعبية في المقاهي والموالد، وصوت الأذان الذي يوقظ الناس للصلاة، والأكثر من كل ذلك من طبلة المسحراتي، كذلك اختلف اللحن مع كل قصة أو قضية تناولتها حلقات المسحراتي.

لم أعان القلق في وضع لحن كما عانيته في تلحين المسحراتي، فكنت أستيقظ من نومي وأسجل الألحان التي كانت تخطر على بالي وأنا نائم، رغم أنني لم أستخدم الآلات الموسيقية سوى إيقاع طبلة المسحراتي، والحمد لله نجحت المسحراتي.
الجريدة الرسمية