رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الحليم حافظ يروي أسرار حياته

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ
18 حجم الخط

في كتابه (أسرار حياتي) كتب الفنان الراحل عبد الحليم حافظ يقول:
لا أستطيع النزول إلى الشارع بمفردي.. إنني أجد حولي الحصار.. حصار المشكلات والأمنيات التي اصطادتها أغنياتي من قلوب الناس، وخصوصا أنني أختلف عن أم كلثوم.. فهي إمبراطورة في نظر الناس، وعبد الوهاب لا يسمح لنفسه على الإطلاق بالمواجهة المباشرة بينه وبين الناس.


أما أنا فلي وضع مختلف، إن ظهوري إلى الناس معناه ظهور صديق عادي غني لوحده، فاستمع له من حوله وأعجبوا به وصفقوا له وجعلوه المغني الخاص لكل منهم.

لذلك كنت لا أسير في الشارع إلا وقت الغروب والأفضل في شهر رمضان أو إجازات الأعياد.. واستمتع بالنيل وأمشي في شارع فؤاد واقف أمام فتارين شارع سليمان باشا، وأشوط حجرا بقدمي.. وأشتري بعشرة صاغ لب وسوداني، وأقزقز على مزاجي.. وأخجل في الشارع، وأنادي على صديق يسير بمفرده في آخر الشارع بصوت يسمعه.

أقول كل ذلك لأني لا أنطلق إلا عندما أنظر إلى المرآة ولا قرار أمامي سوى أن أسافر، وأقرب مكان أسافر فيه هو بيروت.. وبيروت قبل الحرب الأهلية كانت كنادي العراة.. مكان تسافر إليه وأفكارك كلها عارية.

يمكنك أن تقول كل شيء، وأن تصرخ على مزاجك.. وأن تشتري أي شيء.. ولا أريد أن أقول رأيا في الحرب الأهلية.. فقد استقلت من وظيفة المطرب الذي يفهم في السياسة عام 1967، وثبت لي يومها أنني لا أفهم في أي شيء رغم صداقتي بقمة رجال السلطة.
الجريدة الرسمية