رئيس التحرير
عصام كامل

عروسان.. فرقهما طريق الموت في يوم زفافهما بالدقهلية.. «تقرير»

فيتو

هنا كادت حياة تبدأ بين حبيبين، تمناها سنوات طويلة؛ ليكونا مع بعضهما في عش الزوجية، الأفراح والأغاني تعلو صوتها من داخل منزلهما، قبل أيام من زفافهما، عريس عاد من غربته التي استمرت لـ5 سنوات؛ من أجل أن يعيش مع حبيبته، التي استمرت خطوبتهما قرابة الـ4 سنوات.


وفجأة تغيرت المشاهد بشكل لا يتوقعه أحد، تحولت مكبرات الصوت التي تعلو منازل العروسين، إلى آيات من القرآن الكريم، وأصبح الفرح دموع تنهمر، وتحول الوافدون من التهنئة إلى العزاء، وذلك بعد تحول حفل الزفاف إلى مأتم بعد وفاة العروسين، ومن معهم، أثناء زفافهما بالدقهلية.

قصة درامية مؤثرة، شهدتها قرية الدراكسة، التابعة لمدينة منية النصر، بمحافظة الدقهلية، بعد وفاة عروسين أثناء زفافهما، وأثناء عودتهم إلى قاعة المناسبات؛ لحضور فرحهما، بعد أن انقلبت السيارة التي كانوا يستقلونها، في البحر الصغير، بمدينة دكرنس.

أفراح وتهان من المقربين، ينتظرون بكل شغف عودتهما؛ من أجل أن يكمل الفرح، ولكن لم يكتمل، وجاء الخبر الذي لم يتوقعه أحد: «سقوط سيارة العروسين في البحر»، فهرع الأقارب إلى مكان الحادث، منهم من قفز داخل البحر، على أمل أن ينقذ العروسين، ولكن كان للبحر رأي آخر، بأن يتم زفافهما بداخله إلى دنيا الآخرة.

والد عريس يقف على بعد أمتار من غرق السيارة، وبصيحات عالية: «اطلع يا ابني.. عاوز أشوفك في الكوشة.. منتظر اليوم دا من سنين» وأمل يتجدد له من كلمات أحدهم: «هيطلعوا ياحاج متقلقش».

وبصيحات الأهالي المتواجدين لمحاولة إنقاذهم: «الحمد لله خرجوا» لهفات من آبائهم؛ لكي يروا أبناءهم، ولكنهم لم يعلموا أنها الرؤية الأخيرة لهم، وهم ذاهبون دنيا الآخرة، تحول انتظار الآباء من قاعة الأفراح إلى أبواب المشرحة؛ من أجل الحصول على جثتيهما.

«فيتو» انتقلت إلى مسقط رأس العروسين، عزاء يتوافد إليه الآلاف؛ لمواساة الآباء، ولكن لم يشفع ذلك لما في قلوبهم من آلام ووجع، لا يشعر به أحد، وهم يشاهدون شقة عروسين أغلقت قبل أن يدخلوها، بانتهاء حياة أبنائهم قبل أن يبدآها.

والد العريس الذي لا يصدق ما حل بنجله، طالب بإصلاح طريق الموت، الذي تسبب في وفاة ابنه يوم زفافه، قائلا: «ابنى مات خلاص عاوزين إيه تاني عشان تصلحوا الطريق يا مسؤلين».

وطالب أسامة العيسوي أحد أبناء القرية من المسؤلين بالنظر إلى طريق الموت، قائلا: «كل يوم ناس بتموت، كل يوم حادث جديد، ولم نعرف إلى متى يستمر ذلك، نخشى على أهلنا أثناء سفرهم، ونتصل بهم دائما؛ من أجل الاطمئنان عليهم، ونخرج من بيوتنا، نخشى أن لا نرجع من جديد؛ بسبب هذا الطريق».

أما هشام شادي، من أهالي القرية، فوجه تساؤلا للحكومة، قائلا: «عاوزين كام عدد من الأرواح لكي تنظروا إلى هذا الطريق، الذي يموت عليه كل يوم شباب ونساء، قولوا لنا كم العدد»، مؤكدا على أن أهالي القرية قدموا الكثير من الشكاوى؛ من أجل إصلاح ازدواج طريق «المنصورة - منية النصر» ولكن دون جدوى.

يذكر أن أهالي مدينة «دكرنس» تمكنوا بمساعدة رجال الحماية المدنية من انتشال سيارة، وبداخلها جثتي العروسين من مياه البحر الصغير، مساء الخميس الماضى.

ونجح الأهالي في انتشال جثامين من السيارة للعروس «آية عطا الله» والعريس «محمد عبد الحميد»، و«محمد بلال» سائق السيارة، و«هناء الجنايني» إحدى أقارب العريس.
الجريدة الرسمية