رئيس التحرير
عصام كامل

«ضياع حلم أردوغان في سوريا».. تحرك الجيش السوري يحبط تقدم القوات التركية نحو الرقة.. أمريكا تنشر صورا لقواتها في منبج بعد إعلان أنقرة خطة دخولها.. دمشق تبدأ تنسيقا مع بغداد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ربما لا يكون هدفه الأول هو القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي طالما سمح لمسلحيه منذ البداية بدخول سوريا عبر الأراضي التركية، ولكن المؤكد أنه يسعى جاهدًا لمنع إقامة دولة كردية شمال سوريا بكافة الطرق في ظل ما تشهده سوريا من أوضاع صعبة.


وسلط موقع "موون أوف ألاباما" الأمريكي، في تقرير جديد له، الضوء على ضياع حلم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بالسيطرة على شمال سوريا بحجة القضاء على "داعش".


التحرك إلى الفرات
ولفت الموقع إلى قطع الجيش السوري الطريق على القوات التركية إلى الرقة ومنبج، بتحركه في اتجاه الفرات، ما يعني اضطرار الجيش التركي لمحاربة نظيره السوري وحليفه الروسي كي يدخل مدينة الرقة مباشرةً كما يحتاح لقتال القوات الكردية وحليفتها الأمريكية للتحرك شرقًا.


حلم أردوغان
ولا يزال "أردوغان" يأمل في الدعم الأمريكي لخططه بشأن مدينة الرقة، ولكن الموقع شكك في استعداد الجيش الأمريكي للتخلي عن الوكلاء الأكراد من أجل القوات التركية المفتقرة للروح القتالية بعد إطاحة أردوغان بعدد من الضباط عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عليه، لذا فهو يفتقر للوسيلة العسكرية لمواصلة سياساته العدوانية. 


موقف ترامب
وبعد تولي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الرئاسة، تطلع "أردوغان" لرؤية أي تغيير في السياسة الأمريكية وحاول التقرب من واشنطن بعد ابتعاده عنها في عهد الرئيس السابق "باراك أوباما" إثر محاولة الانقلاب العسكري.


وكان العديد من الكتاب والمحللين السياسيين أكدوا أن الرئيس "ترامب" سيدعم التصعيد العسكري في سوريا وتحركات تركيا فيها ضد النظام؛ ولكن نوه الموقع بأن الجيش الأمريكي هو الذي يحدد إستراتيجية حكومة الرئيس، مضيفًا أن البنتاجون ليس لديه أي شهية لعملية برية كبيرة في سوريا.


خطة البنتاجون
وفي السياق ذاته، أردف الموقع أن الخطة التي عرضها البنتاجون على "ترامب" لمكافحة "داعش" في سوريا هي نفسها التي عرضها على"أوباما"؛ فهى تعتمد على العمل مع القوات الكردية لهزيمة داعش في الرقة.

وخير مثال على عدم نية واشنطن مساعدة أنقرة على تحقيق حلمها في سوريا، هو انتشار صور القوات والأعلام الأمريكية في مدينة "منبج" على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان "أردوغان" أن خطوته المقبلة في سوريا هي التحرك نحو "منبج". وبحسب الموقع فإن رسالة أمريكا كانت واضحة: "ابتعد عن هنا أو ستقع في ورطة خطيرة".


دور العراق
وللعراق دور أيضًا في ضياع حلم "أردوغان"، إذ شنت طائراته ضربات ضد تنظيم "داعش" الإرهابي شرق سوريا وذلك بعد تنسيق استخباراتي بين سوريا والعراق. 


وأبرز الموقع سماح الولايات المتحدة لمقاتلي "داعش" بالفرار من الموصل وتل عفر العراقية إلى دير الزور للاستيلاء على مواقع الحكومة السورية، ولكن التعاون السوري العراقي سد تلك الخطوة. 


فشل واشنطن
وأكد الموقع فشل محاولة واشنطن لفصل الحرب على داعش في سوريا والعراق، مشددًا أن أي محاولة أخرى لاستخدام داعش كوسيلة لتدمير سوريا ستواجه مقاومة من العراق حيث أصبحت واشنطن أكثر انخراطًا وأصبح قادتها هناك على وعي بهذا التهديد.


ورأى الموقع أن القوات السورية ستدعم القوات الكردية والعربية ضد أي احتلال تركي، مضيفًا أن القوات التركية في سوريا ستستمر في متاعبها ولن يحصل أردوغان على دعم الولايات المتحدة لتحركات جديدة على الأراضي السورية.
الجريدة الرسمية