رئيس التحرير
عصام كامل

العريان رئيسا للوزراء !!


ردود أفعال كثيرة تعقيبًا على مقالي أمس (محرقة الوزارة)، ومعظمها إيجابية ومؤيدة لفكرة المقال، وهي أن المنصب الوزاري أصبح محرقة هذه الأيام للشخص الذي يتولاه؛ بسبب عدم توافر الوقت والصلاحيات، وأيضًا آليات القيام بمهام الوظيفة، ولذلك يعتذر الكثيرون عن قبوله خاصة من أصحاب الخبرات والكفاءات العالية المطلوبة للعمل في القطاع الخاص أو خارج البلاد..


من الاتصالات التي تلقيتها بالأمس تعقيبًا على المقال كان من إحدى الشخصيات العامة المحترمة في المجتمع وسبق ترشيحه للوزارة أربع مرات ورفضها بسبب عدم الاستجابة لشروطه في تولي المنصب والتي من أهمها الصلاحيات والميزانيات، وأضاف أنه في إحدى هذه المرات وأمام إصراره على الرفض اقترح عليه رئيس الوزراء المكلف بالتشكيل حينذاك قبول المنصب لمدة ثلاثة أشهر فقط، وهذا يؤكد أننا مازلنا في مرحلة تجارب..

كما يجب الاعتراف بأن شخصية رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة لها دور كبير في قبول المرشحين للمنصب من عدمه والعمل معه أم لا، لأن الوزير أيضًا يحتاج دعمًا ومساندة وهذا يتطلب أن يكون رئيس الحكومة شخصية قوية "مايسترو" يستطيع توزيع الأدوار وتحقيق التناغم بين أعضاء حكومته والوقوف في ظهورهم عند الضرورة..

ومع احترامي الشديد للمهندس شريف إسماعيل وخلال ما يقرب من عام ونصف العام على توليه المنصب لم نلمس فيه هذه المواصفات بل على العكس، هناك مواقف كثيرة أحرج فيها وزراءه أمام الرأي العام، هو شخص مهذب وعلى خلق ومنظم وهذا لا يكفي..

فمنذ توليه المنصب والأزمات تتوالى وتتفاقم وأصبح هو وحكومته عبئًا على رئيس الجمهورية، ومطلوب من الجيش والشرطة تحمل تقصيرها في عملها، لذلك فالرئيس والبلد في حاجة إلى شخصية اقتصادية قوية تشكل حكومة لا تتجاوز 20 وزيرًا لمنع تضارب الاختصاصات وشيوع المسئولية وترشيد الإنفاق، وكذلك سهولة الأداء وسرعة الإنجاز..

ومصر فيها الكثيرون الذين يستطيعون القيام بهذه المهمة، والقول إننا نفتقد الكفاءات يسيء إلى 90 مليون مصري بل يسيء إلى رئيس الجمهورية نفسه؛ لأنه من الكفاءات الكثيرة الموجودة في البلد، ومن بيننا على الأقل 2 مليون شخص تتوافر فيهم مواصفات رؤساء وزراء ووزراء ومحافظين، وإلا فلا نستحق الحياة وسوف نظل عالة على الدول والشعوب الأخرى..

أيضًا أتمنى التوقف عن نغمة أن الرئيس يعمل وحده والحكومة لا تؤدي بنفس سرعة وإنجاز الرئيس، فهذا الكلام يشكك في كفاءة ووطنية الأجهزة التي تختار القيادات ويحمل الرئيس فوق طاقته، فلا توجد دولة في العالم تقوم وتنهض على أكتاف شخص واحد والرئيس السيسي نفسه يوميًا يؤكد أنه لن يعمل وحده، ونحن شركاء معه في المسئولية، وإن كانت هناك قيادات سيئة فهذا ليس ذنب الشعب ولكن ذنب ومسئولية من اختارها..

ولو فشلنا في العثور على شخصية قيادية تصلح لرئاسة الوزراء فليتم استدعاء الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي العالمي عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، وتكليفه بالمنصب، ومنحه صلاحياته لمحاسبته، فالحساب على قدر المسئولية، ويتوازى مع ذلك ضرورة إجراء حركة محافظين واسعة، واختيار شخصيات أكفاء لهذا المنصب المهم، نتحدث عنه في المقال القادم.. اللهم احفظ مصر شعبًا وقيادة وجيشًا وشرطة. 
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية