رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وغضب أبناء ماسبيرو!


ماسبيرو كان دائمًا خط الدفاع الثاني عن الدولة المصرية بعد الجيش والشرطة في كل الظروف العصيبة التي مرت بها، خاصة خلال الهجمة الإرهابية الشرسة التي تعرضت لها في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وكان ماسبيرو دومًا في خدمة الدولة المصرية وليس ذنبه أن النظام الحاكم كان يستخدمه أحيانًا لخدمة أهدافه، فهو شأن كل أجهزة الدولة التي أصابها الضعف ولكن ليس معنى ذلك تدميرها بل إصلاحها وتقويمها، لأنها مليئة بالإمكانيات والكوادر التي يصعب تعويضها.


أقول ذلك بسبب حالة القلق والغضب التي تنتاب العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) فقد أصبحوا يشعرون أنهم أبناء البطة السوداء، ولا يعرفون مصيرهم حتى الشائعات المنتشرة حول الاستغناء عنهم في إطار الهيكلة التي تسعى لها الدولة، لم يخرج بيان رسمي من أي مسئول يطمئنهم ويوضح حقيقة الأمور وزادت حالة الغضب والقلق بعد ظهور مجموعة قنوات DMC للنور، فأصبح الشك يقينًا أنها القناة البديلة لماسبيرو فالكل يعلم ذلك، ويعلم أيضًا أنها تابعة لجهاز سيادي، ومع ذلك الدولة ما زالت تتعامل مع الموضوع بنظرية المطار السري..

غضب أبناء ماسبيرو مبرر لأنهم يشعرون بتجاهل الرئيس لهم منذ أن كان مرشحًا رئاسيًا فقد أجرى حوارات مع كل القنوات الخاصة ما عدا ماسبيرو، وقتها قولنا إنه يريد إعفاء إعلام الدولة من الحرج وإبعاده عن شبهة المجاملة، ولكن هذا التجاهل استمر فالحوار الوحيد للرئيس كان لقناة خاصة وكذلك كل مداخلاته الهاتفية.

وسوف يزداد هذا التجاهل بعد إطلاق القنوات الجديدة وحصولها على لقطات رئاسية حصرية، والذي قد لا يعلمه الرئيس والمحيطين به أن الذين يديرون جلسات مؤتمراته واحتفالاته ومعظم نجوم القنوات الفضائية من أبناء ماسبيرو، ما زالوا على قوته حتى مقدمي البرنامج الرئيسي في dmc( أسامة كمال وإيمان الحصري ) وأكثر من عشرة وجوه في extra news من أبناء ماسبيرو، وحتى الفنيين والمعدين ومديري الإنتاج، كان يجب على الدولة إعادة كل هؤلاء إلى عملهم أو إقالتهم وتعيين بدلًا منهم لأنهم يحجزون درجاتهم الوظيفية تم يعملون في جهات إعلامية منافسة، إذن الدولة هى التي تساعد في هدم ماسبيرو سواء من خلال التساهل مع نجومه الذي يعملون في القنوات الخاصة أو من خلال اختيارها لقيادات ضعيفة لإدارته، التي تكتفي حاليًا بمشاهدته وهو ينهار وأصبح الزملاء الصحفيين هم أكثر غيرة ودفاعًا عن ماسبيرو من قيادته.

أما المعادلة الصعبة هى في تفضيل الرئيس السيسي للصحف القومية، حيث يخصها فقط بحواراته الصحفية رغم أن هناك صحفًا خاصة أكثر انتشارًا وتوزيعًا وقراءة من الصحف القومية، عكس حواراته ومداخلاته التليفزيونية، فهى فقط للقنوات الخاصة التي تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي، والتي كانت سبب ديون ماسبيرو ثم مرضه باستقطاب كوادره.

حينما كان الرئيس الأسبق حسني مبارك في ألمانيا للعلاج أجرى اتصالًا وحيدًا مع التليفزيون المصري حتى يطمئن الشعب على صحته، هذا الاتصال أعطى أهمية كبيرة لماسبيرو جعل المسئولين يتسارعون للظهور على شاشته وأيضًا حينما كان يقول إنه يوميًا يشاهد برنامج صباح الخير يا مصر في القناة الأولى ويكرم مذيعيه أحيانًا..

تذكرت هذه الوقائع حينما سمعت من أحد المشتاقين للوزارة أنه على استعداد لدفع أي مبالغ مالية في مقابل الظهور في القناة التي يشاهدها الرئيس ويجري فيها مداخلات تليفونية، ربما ينال إعجابه ويعيينه وزيرًا في التغيير المرتقب، عكس ماسبيرو الذي سوف تزداد معاناته بعد كلمة الرئيس عنه في مؤتمر الشباب أول أمس وستجعل المسئولين والضيوف أكثر عزوفًا في الظهور على شاشته، وهذا يضع تحديًا أكبر على قيادته أن كانوا حقًا حريصين عليه، هدم ماسبيرو خطًأ فادحًا سوف تدفع ثمنه الدولة والحل علاج مشكلاته والنهوض به وهذا ليس مستحيلًا اللهم قد بلغت فاشهد. 
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية