رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب انقطاع التيار بالصعيد.. تأخر الكهرباء في تنفيذ خطوط جهد ٥٠٠ كيلو فولت بالمحطات.. مصادر: نقص السيولة المالية كان سببا في تأجيل دعم شبكة النقل.. وعدم وجود وحدات تغذية كافية يفاقم المشكلة


يستحق هذا الأسبوع أن يطلق عليه "أسبوع الظلام" في الصعيد بعدما شهدت محافظات الوجه القبلي انقطاعات مفاجئة في التيار بشكل تام بدءا من يوم الأحد الماضي وتكرر الأمر أمس الثلاثاء، وكان الانقطاع يستمر ساعتين ويعود مرة أخرى بعد ساعة ونصف.


تكرار ظاهرة انقطاع التيار بأكمله عن محافظات الصعيد مرتين في أسبوع، أثار علامات الاستفهام والتعجب ليبقى سؤال مفاده هل أسباب الظاهرة ترجع إلى عوامل خارجية كالشبورة المائية والطقس السيئ أم عوامل فنية بحتة وراء ذلك.

المتابع الجيد يدرك أن انقطاع التيار بالصعيد بفعل عوامل داخلية وليست خارجية؛ حيث تحتاج محطات الوجه القبلي إلى دعم فني كبير في شبكات النقل لكي تكون قادرة على نقل الطاقة المولدة من محطات التوليد إلى شبكات التوزيع لمواجهة الأحمال الزائدة.

أسباب الانقطاع
ووفقا لمصادر مسئولة بالكهرباء، فإن الأسباب الرئيسية في انقطاع التيار عن الصعيد يرجع إلى تأخر الوزارة في تخصيص ميزانية خاصة لتدعيم شبكة النقل بمحطات محولات الوجه القبلي، مشيرا إلى أنه كان المفترض في العام الماضي تنفيذ خط جهد 500 كيلو فولت بين محطة توليد كهرباء بني سويف ومحطة محولات سمالوط.

وتأخرت الوزارة أيضا في تنفيذ خط جهد 500 كيلو فولت للربط بين محطة توليد جنوب حلوان الجاري إنشاؤها ومحطة محولات سمالوط، وجنوب حلوان/ أسيوط.

الممارسة والترسية
ومن الأسباب الإضافية المؤدية للانقطاع، عدم الانتهاء من إجراءات الممارسة والترسية لإنشاء خط جهد 500 كيلو فولت، يربط محطة توليد بني سويف ونجع حمادي بطول يصل إلى نحو 426 كيلو مترا.

مشكلات مالية
وتضيف مصادر بالكهرباء، أن التكلفة الإجمالية لتنفيذ خطوط جهد فائق لدعم شبكة الصعيد تصل إلى ٤ مليارات جنيه وهو أمر كان صعبا على الوزارة توفيره العام الماضي، لكنها بدأت العام الحالي بتنفيذ هذه المشروعات بعد توفير المبالغ المذكورة.

وحدات تغذية

وكان تأخير الوزارة في تنفيذ هذه الخطوط سببا في خروج دوائر كهربائية في وحدات تغذية بمحطات الوجه القبلي ومن ثم تتوالى الانقطاعات، وتوضح مصادر بالوزارة أنه حين يحدث عطل فني بمحطة كهرباء شمال الجيزة سمالوط ومحطة الكريمات سمالوط يترتب عليه فصل الدوائر الكهربائية لهذه المحطات عن الشبكة وأيضا عن محطات التغذية بالسد العالي في خزان ١ و٢.

وكشفت المصادر ذاتها أن طيلة فترة عودة التيار بالصعيد بعد أي انقطاع مفاجئ والتي تستمر ساعتين وربما أكثر يرجع أسبابه إلى عدم وجود وحدات تغذية متنقلة قدرة ١٠٠ ميجا وات بشكل كاف والتي كان من الممكن الاستعانة بها في تغذية أي مناطق متضررة فيما بعد بسرعة دون انتظار عودة التيار.
الجريدة الرسمية