رئيس التحرير
عصام كامل

«ستراتفور» يكشف ضريبة البقاء الروسي الصعبة في سوريا.. غموض مصير الحل العسكري.. توقع الخيانة من الحليف الإيراني.. تحقيق هدف بوتين بتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط


قررت روسيا، بعد تدخلها في الصراع السوري منذ أكثر من عام، تقليص قواتها هناك وسحب مقاتلاتها وأسطولها الحربي بقيادة حاملة طائرات " الأميرال كوزنيتسوف" التي ستكون أول العائدين لموسكو، فيما أشار مراقبون أن استمرار روسيا محفوف بمخاطر متعددة في مقدمتها الغدر الإيراني بالوجود الروسي.


ثمن البقاء الروسي
ورأي مركز "ستراتفور" للدراسات الأمريكي، في تقرير له، أن روسيا ترغب في الخروج من سوريا خوفًا من ضياع سنوات جديدة في الصراع السوري ما يؤدي إلى سقوطها في مستنقع الشرق الأوسط.

ولفت "ستراتفور" إلى تفهم مسئولي الدفاع الروس أن الحل العسكري في سوريا يتطلب سنوات أخرى من التدخل، وهو ما سيؤدي إلى تراجع التصور الحالي للفعالية العسكرية الروسية ويمكن أن تتورط موسكو في مستنقع الشرق الأوسط.

خيانة إيرانية
وحذر تقرير "ستراتفور" من خيانة إيرانية متوقعة للجانب الروسي، في ظل الاتفاق بين موسكو وأنقرة على إنهاء الصراع في سوريا، فيما ترى طهران أن هذا الاتفاق يهدد نفوذها وهو ما يعد ضربة متوقعة للجهود الروسية التركية في سوريا.

وأبرز "ستراتفور" عدم اتفاق موسكو وطهران على عدد من القضايا في النزاع السوري رغم دورهما العسكري والدبلوماسي والمالي الذي ساعد على فوز جيش الرئيس السوري "بشار الأسد"، موضحًا أن هدف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الأول من التدخل هو تعزيز مكانة موسكو في المنطقة، وإظهار مكانتها العالمية، والحد من خطر التطرف وتحقيق النفوذ في المفاوضات مع الغرب.

أما هدف إيران من الحرب الأهلية السورية، هو أنها تعتبرها مواجهة حاسمة تؤثر على الأمن الجيوسياسي لها، لذا توقع المركز أن تنسحب روسيا من الحرب السورية، عكس إيران التي تعتزم تحقيق انتصار عسكري كامل.

علامات الرحيل
بحسب المركز، فإن روسيا بدأت سحب تواجدها من سوريا من خلال حل سياسي تفاوضي انكشف في تعاونها مع تركيا ومعركة "حلب" التي توصلت فيها إلى حل قضى بخروج قوات المعارضة من المدينة مقابل ممر آمن من جانب الموالين.

وأشار التقرير إلى أن الاتفاق بين روسيا وتركيا لم يمض بشكل سلس، بسبب المعارضة الإيرانية، إذ احتشدت الميليشيات التي تقودها إيران بسرعة لمنع خروج قوات المعارضة من حلب، وقبلت طهران اتفاق خروج المقاتلين بشرط إدراج القرى الشيعية المحاصرة في الفوعة والكفرية ضمن الخطة.

نفوذ ثانوي
وفقًا لـ "ستراتفور"، فإن روسيا ترغب في الخروج من سوريا بسبب شعورها بالإحباط في محاولاتها لتوجيه الصراع السوري نظرًا لنفوذ طهران والقوى لأنها ساهمت في هذا الصراع بالقوى البشرية عبر الآلاف من مقاتلي الميليشيات بجانب المساعدات المالية الوفيرة، ولكن تقدم موسكو دعمًا دبلوماسيًا وجويًا فقط.
الجريدة الرسمية