رئيس التحرير
عصام كامل

التجنيد المصري والتجنيس القطري!!


بداية أعتذر للقارئ العزيز لأنني وضعت الجيش المصري العظيم في جملة مفيدة مع القناة القطرية، حيث كنت أترفع عن النزول إلى هذا المستوى الحقير الذي وصلت إليه قناة "الجزيرة" وكنت دائمًا أطالب زملائي الإعلاميين بتجاهلها لأن إعادة الحديث عما تتناوله يعطيها وجودًا في الشارع المصري بعد أن لفظها المواطن وقام بإزالتها من أجهزة الاستقبال الفضائي في منزله ولم يعد يشاهدها أو يعيرها أي اهتمام.


كنت أفضل أنا وزملائي عدم النزول إلى هذا المستوى المتدني، ولكن حينما تتعرض للجيش المصري أعظم جيوش المنطقة والعالم الجيش العربي الوحيد الباقي في المنطقة والذي لا يتأخر عن الاستجابة لنجدة أمته العربية فكان لابد من وقفة مع هذه القناة المشبوهة..

بداية الخدمة العسكرية شرف لا تعرف قيمته قناة "الجزيرة" ولا الدولة التي تنطلق منها، والقوات المسلحة المصرية بحق هي مصنع الرجولة وحلم كل شاب مصري حصل على الثانوية العامة أن يلتحق بإحدى الكليات أو المعاهد العسكرية وأيضًا كلية الشرطة وخير دليل على ذلك عشرات الآلاف من الطلاب الذين يتقدمون لمكاتب التنسيق سنويا وتشعر بالفخر حينما تشاهد هؤلاء الشباب ذات 17 عامًا أمام مكتب تنسيق الكليات العسكرية وكلهم نشاط وحيوية وأمل وطموح وهم يواصلون اختبارات القبول وحتى الشباب الحاصل على كليات القمة المدنية (الطب والصيدلة والهندسة وغيرها) يتقدمون للقبول في كلية الضباط المتخصصين أو يسعون إلى الالتحاق في كلية ضباط الاحتياط وكذلك الشباب الذي يسعى للتطوع في القوات المسلحة بعد حصوله على مؤهل متوسط كل هؤلاء وبمحض إرادتهم يتمنون الالتحاق بالجيش المصري العظيم..

أيضًا معظم الأسر المصرية تتمنى أن يرتدي أبناؤها البدلة العسكرية لأنهم يعلمون أن الجيش يعلمهم الرجولة وتحمل المسئولية، وهناك فرق كبير بين الشاب الذي أدى الخدمة العسكرية وبين الذي أعفي منها، فالجيش كفيل بتربية من لم يستطع والداه تربيته، وأنا شخصيًا كنت ومازلت أتمنى تجنيد كل الشباب المصري دون استثناء حتى الفتيات وقد كتبت في هذا المكان حينما كان الرئيس السيسي وزيرًا للدفاع وطالبته بذلك لأن الجيش يبنى الإنسان ويجعله شخصًا ناضجًا وقادرًا على تحمل المسئولية والصعاب..

وأتذكر هنا مهاتير محمد حينما أراد بناء ماليزيا جمع الشباب ووضعهم في معسكرات الجيش الماليزي لمدة ستة أشهر وقاموا بتعليمهم الانضباط والوطنية وكذلك تعليمهم المهن واللغات، هذه المعاني لا يمكن أن تشعر بها دولة قطر التي تقوم بتجنيس أجانب بأجر لتمثيلها في المحافل الدولية، الخلافات مع قطر لا تبرر إطلاقًا ما فعلته قناة "الجزيرة" فهي تثبت بالفعل أنها قناة عميلة بمحاولات تشويه الجيش العربي الوحيد القوى في المنطقة وما عرضته عن الجيش المصري لم يفعله الأعداء..

ختامًا التجنيد الإجباري المصري أشرف من التجنيس المأجور القطري.. اللهم احفظ مصر وجيشها فخر الأمة العربية والإسلامية واهدِ الحكام العرب لما فيه مصلحة شعوبهم، حيث أصبحنا سخرية وأضحوكة العالم ومشاكلنا مع بعضنا أصعب وأكثر من مشاكلنا مع الغرب.
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية