رئيس التحرير
عصام كامل

"القرضاوى" الأب الروحى للجماعة.. رفض الإرشاد عدة مرات والمشيخة فى انتظاره.. خطب فى الميدان والأزهر.. السلفيون والجهاديون والشيعة يختلفون معه

الشيخ الدكتور يوسف
الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

الأب الروحى لجماعة الإخوان المسلمين، يستقبل فى المطار من قبل حشود كبيرة، ويحملوه على الأعناق، ويقبلوا يده.. إنه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى، خطيب الجماعة وشيخها، وأبرز أعلامها داخل الجامع الأزهر.


وتشير التكهنات إلى منحه مشيخة الأزهر خلفا للدكتور أحمد الطيب، الذى تحاول الجماعة بكل الطرق الإطاحة به، ليختتم حياته بأرفع المناصب خاصة أنه رفض منصب المرشد والذى عرض عليه عدة مرات.

والقرضاوى ذو الـ87 عاما، حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، والتحق بالأزهر الشريف حتى تخرج فى الثانوية وكان ترتيبه الثانى على مملكة مصر حينما كانت تخضع للحكم الملكى، ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالمية سنة 1953، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانين طالبًا.

وحصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954 وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجى الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة، وحصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية فى اللغة والأدب فى سنة 1958، ولاحقا فى سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجيستير فى شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، وفى سنة 1973 حصل على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية.

وتعرض للسجن عدة مرات لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين ، فدخل السجن أول مرة عام 1949 فى العهد الملكى، ثم اعتقل ثلاث مرات فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى يناير سنة 1954م، ثم فى نوفمبر من نفس السنة حيث استمر اعتقاله نحو عشرين شهراً، ثم فى سنة 1963.

وفى سنة 1961، سافر القرضاوى إلى دولة قطر وعمل فيها مديراً للمعهد الدينى الثانوى، وبعد استقراره هناك حصل القرضاوى على الجنسية القطرية، وفى سنة 1977 تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر وظل عميداً لها إلى نهاية 1990، كما أصبح مديراً لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر ولا يزال قائماً بإدارته إلى يومنا هذا.

والقرضاوى ممنوع من دخول عدة دول، فقد رفضت سلطات بريطانيا منحه تأشيرة الدخول إلى أراضيها بسبب فتواه بتأييد العمليات التفجيرية الاستشهادية داخل إسرائيل والتى يعتبرها عمليات استشهادية فى حين اعتبرتها بريطانيا إرهابية، كما أعلن رئيس فرنسا السابق "ساركوزى" فى 2012 منع الشيخ القرضاوى من دخول بلاده معلقاً بأنه شخص غير مرحب به فى فرنسا، لتصنيفه ضمن الإسلاميين المتشددين.

ولاقت بعض فتواه انتقادات من بعض التيارات مثل السلفيين الذين ينكرون عليه احتجاجه بأحاديث ضعيفة، ورده لأحاديث صحيحة أخرجها البخارى ومسلم، كما ينتقدون عليه مخالفته للإجماع القطعى فى عدة قضايا، وهذا الانتقاد يشارك فيه بعض فقهاء الأزهر.

ورد الشيخ على ذلك النقد بأنه لا يطعن بأحاديث ثابتة قطعية، ولكنه مثله ومثل الكثيرين قبله انتقدوا أسانيد أحاديث وردت فى البخارى ومسلم مثل الإمام الدارقطنى إضافة إلى أنه يعتمد مبدأ الجمع بين الأدلة، والذى يجعله يفسر بعض الأحاديث تفسيرا مقاصديا، ويقول أيضا إن القضايا التى خالف فيها الإجماع جاء بها بأقوال من سبقه من العلماء إليها ومن بينهم بعض الصحابة.

وذكر بموقف ابن تيمية الذى اتهمه علماء عصره بخرق الإجماع فى كثير من المسائل التى تبين فيما بعد أن الإجماعات فيها مدعاة وأن الخلاف فيها قديم يعود لعهد الصحابة رضوان الله عليهم ولكن ادعى فيها الإجماع للجهل بالمخالف.

كما يأخذ عليه الجهاديون فى فتواه بجواز قتال المسلمين الأمريكيين مع الجيش الأمريكى ضد المسلمين فى أفغانستان، ونشرت الفتوى بجريدة الشرق الأوسط، ولكن حينما سئل القرضاوى عنها فى موقع "إسلام إون لاين" قال: "لم أُفت بهذا، بل يمكن أن يعتذر الجندى المسلم فى الجيش الأمريكى عن قتال من هو بمثل عقيدته، وهذا ما أفتيت به، وما أفتى به، وإذا فُرض عليه القتال فلا يبادر هو بالقتال".

ويتحفظ عليه بعض الشيعة بسبب تحذيره من خطورة تنامى ما يوصف "بالمد الشيعى ومحاولة غزو المجتمع السنى".

والقرضاوى الذى حمله المصريون على الأعناق فى ميدان التحرير بعد الثورة، وخطب فى الجامع الأزهر فى ذكراها الثانية، كانت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، نقلت عنه تأكيده أن رفض الدستور سيؤخّر بناء مصر، ويزيد البطالة ويعوق جذب استثمارات لمصر، من بينها 20 مليارًا من قطر.

وقال: «لماذا أؤيد (نعم)؟ لأن (لا) فيها خسارة كبيرة، مصر الآن كل يوم تخسر، كل يوم تتأخر، كل يوم تتدهور، كل يوم تنزل العملة، كل يوم تتأخر البلاد" وهى التصريحات التى أثارت غضب القوى السياسية والشارع ضده وضد أموال قطر التى لوح بها.

الجريدة الرسمية