رئيس التحرير
عصام كامل

قادة أنقذتهم شعوبهم من الانقلاب العسكري.. الأتراك يحبطون محاولة الجيش التركي لعزل «أردوغان».. زعيم الأكوادور يعود بفضل قتال الأهالي.. وشعبية «تشافيز» تعيده لكرسي الحكم في فنزويلا

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
18 حجم الخط

قليلون هم القادة الذين نجوا من الانقلابات العسكرية بفضل شعوبهم وشعبيتهم أو على الأقل رفض تلك الشعوب أي حكم عسكري.. وكان آخر الناجين هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد محاولة انقلاب أفسدها الشعب التركي... وشهد العالم على مدى سنوات عديدة سلسلة من الانقلابات العسكرية، إلا أن إرادة الشعب قد تنفذ في نهاية المطاف وتعيد حاكمها إلى سلطته مرة أخرى.


وفي هذا التقرير ترصد "فيتو" أبرز القادة الذين أنقذتهم شعوبهم من محاولات الانقلاب العسكري.


أردوغان 

مساء الخميس شهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، محاولة انقلابية فاشلة، على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تحاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وعلى الرغم من تلك المحاولة إلا أن الاحتجاجات الشعبية في تركيا أنقذت السلطة، حينما ظهر الرئيس طيب رجب أردوغان، في محادثة تليفزيونية عبر سكايب، ودعا الشعب التركي للخروج إلى الشارع.

وعلى الفور لبى الشعب نداء أردوغان وثارت الاحتجاجات الشعبية في معظم المدن والولايات التركية، وتوجه المواطنون تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب ما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية، وتم القبض على قادة الانقلاب، وعاد أردوغات لرأس السلطة مرة أخرى.

رافائيل كوريا

وفي أكتوبر 2010، وقعت محاولة انقلابية مشابهة في الإكوادور بأمريكيا الجنوبية، عندما حاولت مجموعة كبيرة من قوات الشرطة في البلاد الإطاحة بالحكومة اليسارية لرافائيل كوريا، وحينها تمكن رجال الشرطة المتمردين من احتلال عدد من المباني المهمة في كيتو، عاصمة الإكوادور، وقد كانوا مدعومين من قبل فريق من القوات الجوية التي استولت على المطار.

وعلى الفور تسارعت وتيرة الأحداث عندما رد الرئيس كوريا بالانتقال مباشرة إلى ثكنات الشرطة لمواجهة رجال الشرطة المتمردين، والذين رموه بالزجاجات وقنابل الغاز المسيل للدموع وتحداهم بأن صاح فيهم: "هنا الرئيس، اقتلوه إن أردتم!"

وقد تعرض كوريا لجروح خلال هذا الحادث ونقل إلى المستشفى، حيث احتجز من قبل رجال الشرطة المسلحين الذين حاصروا المبنى، وفي وقت لاحق أرسل المتآمرون عصابة فاشية لمضايقة الموظفين في المركز الإعلامي العمومي في وسط كيتو، في محاولة لمنع قناة التليفزيون الوطني من نقل الأخبار عن حركة مقاومة الانقلاب.

إلا أن جماهير العمال وفقراء المدن ردت على الأمر بمظاهرات جماهيرية ضخمة في الساحة المركزية، ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، إلا أن كوريا تم نقله من المستشفى على وحدة عسكرية إلى ساحة الأستقلال.

وتحدث كوريا إلى جماهيره من شرفة القصر الرئاسي، مؤكدا لهم أنه سيموت من أجل الثورة الشعبية وليس ضغوط المتأمرين.

جوميش

ويأتي أيضا ضمن القائمة كارلوس جوميش رئيس الوزراء بغينا، ففي أبريل عام 2010، اعتقل فصيل متمرد من الجيش رئيس الوزراء كارلوس جوميش بالعاصمة بيساو، ثم اعتقلوا رئيس أركان الجيش جوزي زامورا في قاعدة جوية بجانب 40 ضابطًا آخر من الجيش.

وفور انتشار أخبار الاعتقال خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع احتجاجا على الاعتقال؛ مرددين شعارات منادية بسقوط الديكتاتورية، فقام زعيم التمرد الجنرال" أنطونيو إندجاي" بالتهديد بقتل رئيس الوزراء إذا لم تنته الاحتجاجات.

الأمر الذي دفع رئيس غينيا "مالام باكاي سانها" بعد اجتماع مع القادة العسكريين في العاصمة بيساو، إعلان أن الوضع في البلاد تحت السيطرة، قائلا: "سأستخدم نفوذي لأجد حلا وديا للمشكلة بين الجنود"، وبالفعل استطاع الرئيس إيجاد حل وتم الإفراج عن رئيس وزراء غينيا.

تشافيز 

أما في 12 أبريل 2002 قامت قيادة أركان الجيش بمحاولة انقلاب على هوجو شافيز، رئيس فنزويلا، وتسليم سلطة البلاد إلى رئيس مدني، إلا أن سلوك ومنهج شافيز في التعامل مع قضايا الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية حالت دون الاستمرار في تأييد الانقلاب من قبل الشارع.

وتفجرت الاحتجاجات المؤيدة لشافيز بعد يوم واحد من إعلان قادة الانقلاب العسكري استقالة الرئيس الفنزويلي المنتخب من منصبه، لكن مسؤولين موالين لشافيز عرضوا رسالة منه تؤكد أنه لم يستقل من منصبه الرئاسي، قال فيها: "أنا هوغو شافيز فرياس رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية لم أتخل عن السلطة الشرعية التي منحها الشعب لي".

وفي مقابلة هاتفية مع قناة "الجزيرة" رفض ريمون قبشية مستشار رئيس الجمهورية الفنزويلية للشئون العربية وصف هوغو شافيز بالرئيس المخلوع، وقال إنه كان "رهينة لدى أعداء الدستور والديمقراطية".

ونفى قبشية وجود انقسام في صفوف القوات المسلحة وقال إن "جميع قادة الجيش بقوا على ولائهم للرئيس الشرعي شافيز"، وأضاف أن الرئيس المؤقت كارمونا لم يتولى الرئاسة سوى فترة قصيرة لم تتجاوز 20 دقيقة، مشيرا إلى أنه "قضى على نفسه" بالإجراءات التي اتخذها عقب أدائه القسم "حيث أعلن ولاءه للدستور ثم قام بعد لحظات بتعطيله".

وأدت احتجاجات أنصار شافيز في الجيش والشارع إلى إجبار الرئيس المؤقت كارمونا على الاستقالة، واعتقل كارمونا في وقت لاحق مع طاقم وزارته، وعاد "تشافيز" إلى الحكم مرة أخرى بعد يومين من الانقلاب عليه.
الجريدة الرسمية