رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أهالي المنطقة العازلة يحولون «المساعيد» لـ«قطامية هايتس» «تقرير»

فيتو
18 حجم الخط

هنا حي المساعيد بالعريش حيث استقر المهجرون من الشريط الحدودي فكانوا قبل اشهر قبلة وحديث العالم ومزايدات الإخوان عن تهجيرهم قسريا.. لكنهم صمتوا ورضوا وقبلوا وفجأة أصبحوا مرة أخرى محط أنظار الجميع فحيهم الذي استقوا فيه كان مجرد منازل طينية وبنايات عادية أما الآن أصبح " قطامية هايتس " حيث القصور والجنة ما دعا الجميع للتساؤل من أين جاءوا بكل ذلك.


"رُب ضارة نافعة" لعل هذا المثل ينطبق على أهالي مدينة رفح الحدودية الذين تركوا منازلهم وتم تعويضهم بملاين الجنيهات علاوة على تجار الأنفاق الذي تركوها وكانوا أول من ترك المدينة بكل سهولة ولم ينظروا إلى تلك الأموال والتعويضات التي تدفع من الدولة نظرًا لعدم احتياجهم لها، وذلك بعد عزم القوات المسلحة بإنشاء المنطقة العازلة بمدينة رفح على طول الشريط الحدودى بين قطاع غزة ومصر، فبعد أن كانت مدينة رفح تمتلئ  بالقصور والفلل والبنايات الفاخرة التي شيدها أصحاب الأنفاق ومنها مارس الأهالي عملية تجارية من الجانبين عملية نقل للبضائع ومرور أفراد وكان يدخرون أموالا باهظة، تحول الأمر خلال الآونة الأخيرة إلى مدينة العريش حيث اقاموا القصور والفلل والبنايات الفاخرة باهظة الثمن.

قبل ظهور الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر كان أهالي مدينة رفح الحدودية والذي يبلغ عددهم ما يقرب من 60 ألف نسمة يعتمدون على زراعة "الخوخ - والزيتون - والموالح - والتفاح" اعتماد كلى في جلب أرزاقهم فكانت مدينة رفح تشتهر بأجود أنواع الخوخ السيناوى والموالح وكانت تخرج أسرابا من السيارات النقل لتوزيعها إلى المحافظات الأخرى، حتى بدأ الشروع في حفر الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة.

انتشرت الانفاق الحدوية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وازدات إبان تولى الرئيس المعزل محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم، حيث توسع الأهالي في إنشاء الأنفاق حتى وصلت إلى مسافات طويلة بلغت كيلو مترات من الحدود وذلك في مناطق "الأحراش ومناطق البراهمة وكندا" المطلة على الشريط الحدودى والذي كان أهل تلك المناطق يتمتعون بحرية في إنشاء الأنفاق التي كانو يجنون منها ملايين الجنيهات.

وأدى حفر الأنفاق وتدفق رءوس الأموال بعد تنامي هذه الظاهرة لنهضة اقتصادية في المدينة، وإقامة العديد من الأسواق والمراكز التجارية، وتسارع أصحاب السلع الغذائية وأصحاب المصانع في إرسال بضاعتهم لكى تباع في تلك المدينة حتى ظن البعض أنها العاصمة لمحافظة شمال سيناء.

وكان لاستهداف كمين كرم القواديس العسكري من قبل تنظيم بيت المقدس "الضربة التي قسمت ضهر البعير" حيث سارعت الحكومة المصرية في إصدار قرار إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة وبعرض 14 كيلو مترًا، وترك أهالي مدينة رفح منازلهم بعد أن طالبت الحكومة المصرية بسرعة إخلاء المنطقة تطبيقا لقرار مجلس الوزراء بإنشاء المنطقة العازلة.

منطقة قبيلة البراهمة التي تنقسم إلى نصفين النصف الأول في رفح الفلسطينية والنصف الآخر في رفح المصرية والتي كانت تبسط سيطرتها على أكبر عدد من اأنفاق الحدودية نظرا لقربها الشديد من الخط الفاصل بين حدود قطاع غزة ومصر حيث كانو يبعدون مسافة 300 متر فقط.

حيث كانت منطقة البراهمة مركز أعمال التهريب بواسطة الأنفاق التي حفرتها حماس وأدارت من خلالها لوبى تجارى لاستيراد السلع الاستراتيجية إلى الجانب الآخر وتوريد السلع المهربة سواء كانت غذائية، طاقة، سلاح، مواد بناء، أجهزة إلكترونية بجانب عملية تسلل الخارجين عن القانون.

أحد النازحين من سكان مدينة رفح، قال إنهم حصلوا على تعويضات من الحكومة بقيمة منازلهم التي تركوها، وقمنا بشراء بديل عنها بمدينة العريش على بعد 40 كم من رفح.

وقدمت الدولة إلى المتضررين من إخلاء مساكنهم تعويضات للأهالي بلغت 650 مـليون جــنيه، حيث تم صرف 285 مـليون جنيه تعويضات للمرحلة الأولى والثانية 364 مـليون جــنيه، وتمـت إزالة كل المـنازل بـهاتين المرحلتين.

ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت مدينة العريش بديلا لتشيد تلك القصور والبنايات الفاخرة، فبدون سابق إنذار فوجئ الأهالي بعدد كبير من البنايات الفاخرة والقصور تشييد بمناطق المساعيد وشارع أسيوط ومناطق الطريق الدائرى بمدينة العريش فتحولت تلك المناطق إلى "قطامية هايتس" على أحدث التصاميم وتشبة قصور الأثرياء بقرى الريف الصينى بالقرن الثامن عشر، ويظهر عليها مدى بخث أصحابها، بسبب امتلاكهم إلى أحد الأنفاق الحدودية، أو التجارة غير الشرعية مثل تجارة تهريب الأفارفة إلى دولة إسرائيل عبر الحدود الدولية والتي كانت تدخل على أصحابها ملايين الدولارت، وذلك قبل ما تبسط القوات المسلحة يدها على تلك المناطق وتمنع تلك التجارة غير الشرعية.

كما أكد الأهالي أن في مناطق حى المساعيد سارع العديد من النازحين من مدينة رفح ببناء البنايات الفارهة وعمل شقق تشطيب لوكس وبيعها بمبالغ تصل إلى 200 ألف جنيه للشقة علاوة على المتاجرة في الأراضي الفضاء وبيعها مره أخرى، مشيرًا إلى أن بعضهم قاموا بشراء بعض البنايات الجاهزة على طول الطريق الساحلى ثم قاموا بهدمها وبنائها مرة أخرى / مما أثار الشك في قلوب أهالي مدينة العريش ما دعا الجميع للتساؤل من أين جاءوا بكل ذلك.

وحول البراهمة مناطق الكيلو 17 غرب مدينة العريش إلى صورة طبق الأصل لأماكن أقامتهم في مدينة رفح وقاموا بشراء قطعة أرض فضاء وأنشأوا منطقة سكنية وشيدوا الفلل والقصور والبنايات الفاخرة مستغلين المساحات الواسعة بعيدا عن أعين المواطنين.
الجريدة الرسمية