رئيس التحرير
عصام كامل

لا عداوة ولا صداقة بل مصلحة!!


هناك مبدأ يحكم العلاقات الدولية وعالم السياسة يقول إنه لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن هناك مصلحة دائمة، هذا المبدأ هو الذي يحكم أو يتحكم في علاقات الدول، وهو صحيح 100%، ولذلك أحيانا نسمع عبارة أن أصدقاء اليوم هم أعداء الغد والعكس أو لا محبة إلا بعد عداوة أو لغة المصالح تتصالح..


وللأمانة هذا المبدأ أصبح لا يتحكم فقط في العلاقة بين الدول بل بين البشر أيضا، فلا مجال للمشاعر الإنسانية أو العواطف أو النوايا الطيبة، العالم كله يتعامل مع مصر حسب مصلحته ليس فقط أوروبا وأمريكا بل حتى الدول العربية، ولا أحد يستطيع أن يلوم أي دولة تسعى إلى تحقيق مصالح شعبها على حساب الشعوب الأخرى، ولكن اللوم على الدول التي تستسلم لذلك على اعتبار أنه ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن..

الغرب لا يهمه سوى مصلحته، وهو يرى أن مصر دولة تعدد سكانها 100 مليون نسمة، فهي سوق كبير لمنتجاته ومن مصلحته أن نظل دولة مستهلكة غير منتجة، ولذلك لا حظنا في الفترة الأخيرة حرص رؤساء جمهورية وملوك وأمراء ورؤساء وزراء معظم دول العالم على زيارة مصر، مصطحبين معهم وزراء الاقتصاد ورجال أعمال ورؤساء بنوك وشركات، ولم يعد وزير الخارجية عضوا أساسيا في الوفود الأجنبية التي تزور مصر، بل أصبحت المناقشات كلها اقتصادية، بالتأكيد نحن سعداء بهذه العلاقات الدولية المتميزة في الفترة الأخيرة، وسوف نكون أسعد في حالة استثمار هذه العلاقات لصالحنا أو على الأقل أن تكون مصالح مشتركة أما أن نكون نحن الطرف الأضعف دائما وأن تسعى كل دولة لتحقيق مصلحتها على حساب مصلحتنا فهذا شيء لا يمكن الرضا به أو السكوت عنه، فنحن فعلا دولة كبيرة ويجب أن تظل كذلك..

وحتى يكون كلامنا واقعيا يجب أن تكون الاتفاقيات الاقتصادية مع هذه الدولة قائمة على أساس الاستثمار والتصنيع المشترك وليس الاقتراض والاستيراد، ويجب أن نعي جيدا أننا دولة تمتلك كل شيء، وأننا نستطيع أن نكون أفضل لو أحسنا استغلال مواردنا الاقتصادية والبشرية، وأنه ليس على رأسنا بطحة وأن الغرب لن يرضى عنا أبدا ومصلحته هي التي سوف تحكم علاقته بأي نظام يحكم في مصر، بدليل أنه كان أكبر داعم لنظام مبارك ثم الإخوان وحاليا يلعب بورقتهم للضغط على مصر لتحقيق مصالحهم، والتي غالبا ما تتعارض مع مصالحنا، الدول لا تتقدم بالحب أو الكراهية بل بالعمل والإنتاج ولا تتقدم بالمنح والمساعدات والقروض بل بالاستثمار والتصنيع، طريق البناء والتقدم شاق، ولكن لابد من السير فيه حتى لو كانت هناك معاناة، الشعب سوف يتحمل أفضل من الاعتماد على الخارج الذي لا يريد لنا الخير.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية