رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهجت يكتب: العمل المستور

 أحمد بهجت
أحمد بهجت
18 حجم الخط

في جريدة "المسلمون اللندنية "عام 1985 كتب الكاتب الإسلامى أحمد بهجت مقالا، قال فيه:

نحن أمام شهر لامثيل له بين الشهور، فرضت فيها عبادة الصوم، وهى عبادة لامثيل لها بين العبادات.


إذا اتقى الإنسان خالقه وخشى غضبه، وسعى لرضائه، وإذا دخلت التوبة القلب وخرجت المعاصى، إذا لزم النفس وعليها الإنكسار لله تعالى، إذا وقع هذا كله صار الإنسان مهيئا للضيف الكريم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)، هذا أول كرامة لشهر رمضان، وهى كرامة لا تعرف لها مثيلا بين الشهور الأخرى، لأنه الشهر الوحيد الذي تفتح فيه أبواب الجنة للتائبين العاكفين الركع السجود.

ولما كان مجئ شهر رمضان الكريم سببا في الشروع في الصيام، فقد فتح الله تعالى أبواب الجنة، والجنة هي الستر، فدخل الصوم في عمل مستور لا يعلمه منه إلا الله تعالى، لأن الصوم ترك وليس بعمل وجودى، فيظهر للبصر أو يرى بالجوارح، فهو عمل مستور.
إن الصيام الصابر أثناء النهار هو تحية للشهر الكريم، والقيام الخاشع أثناء الليل هو تحية للشهر الكريم.
في هذا الشهر ذو الاسم الكريم أنزل القران الكريم، بدأ تنزيله في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، وهى ليلة حدثنا عنها القرآن، وهى خير من ألف شهر، وقد حدثنا النبى صلى الله عليه وسلم أن من قام هذه الليلة بالعبادة والذكر فكأنما عبد الله ألف شهر "أي ستين سنة ".
أيضا يخرج صوم الشهر وقيامه الإنسان من ذنوبه كيوم ولدته أمه.


الجريدة الرسمية