رئيس التحرير
عصام كامل

قصة أقصر برلمان فى مصر والعالم

 الملك فؤاد
الملك فؤاد

صادف البرلمان المصرى على مدار التاريخ موقفا عجيبا، يتمثل فى انتخاب برلمان لم يستمر أكثر من ثمانى ساعات وهو البرلمان المنتخب الثانى لثورة 1919.


وتبدأ قصة هذا البرلمان العجيب حين حل الملك فؤاد البرلمان فى 2 ديسمبر 1924 وبدلا من أن تعلن الدولة عن انتخاب برلمان جديد، ماطلت وزارة زيوار باشا فى ذلك متحدية نصوص الدستور، وبعد ضغط القوى السياسية دخلت وزارة زيوار الانتخابات كما دخلها الوفد، وبدأت وزارة زيوار وفيها وزير الداخلية إسماعيل صدقى التلاعب فى الانتخابات فألغت قانون الانتخابات الجديد الذى عدله البرلمان المنحل وهو يجعل الانتخاب مباشرة لجميع أفراد الشعب، وأعاد القانون القديم متحدية الدستور والشرعية وامتد التلاعب إلى تغيير حدود الدوائر الانتخابية لتتشكل حسب رغبات مرشحى الحكومة كذلك فتح باب الترشيح بعد انتهاء ميعاده القانونى فى بعض الدوائر وأصدر إسماعيل صدقى أوامره إلى المحافظين بدعم مرشحى الحكومة ضد مرشحى الوفد لانتخابه بأى ثمن وتحدد يوم 12 مارس 1925 موعدا للانتخابات وصدر قرار أن يتم التصويت بالقلم الرصاص

واعتبر الوفد ذلك نية على التزوير وسدت الطرق المؤدية لبيت سعد زغلول ومنعت التجمعات ومنع الطلاب من التواجد فى الدعاية، وتمت الانتخابات وأعلن زيور حصول ائتلاف الحكومة على الأغلبية، اجتمع البرلمان بمجلسيه صباح 23مارس1925ورأس الاجتماع محمد توفيق نسيم باشا رئيس مجلس الشيوخ.

وحضر الملك فؤاد الافتتاح ثم انصرف واجتمع مجلس النواب لانتخاب الرئيس وكانت المفاجأة حصول سعد زغلول على 123صوتا مقابل 85 صوتا لثروت باشا وحاز الوفد على الأغلبية فرفعت حكومة زيور استقالتها إلى الملك ورفضها الملك فاقترحت عليه الوزارة حل البرلمان فأصدر قرارا بحل البرلمان بعد ثمانى ساعات من انعقاده ليبقى برلمان 23 مارس1925أقصر برلمان فى تاريخ مصر والعالم.

الجريدة الرسمية