رئيس التحرير
عصام كامل

مذيعة قناة المحور منى عراقي: لم أندم على حلقة «حمام البحر».. ولا أشاهد برامج «التوك شو»

فيتو


  • يسرى فودة أستاذى لكننى صاحبة مدرسة مختلفة
  • سقف الحريات انخفض بعد 30 يونيو
  • نفسي أقدم برنامجًا في الإذاعة.. وتلقيبى بـ "ست بـ 100 راجل" لا أحبه
  • رحلت من "القاهرة والناس" بسبب "المساحة الزمنية".. وسعيدة بتجربتى في "المحور"




عواصف من الجدل لا نهاية لها.. دائمًا تثيرها المذيعة منى عراقي، منذ أن قررت اقتحام الحقل الإعلامي كمخرجة أفلام تسجيلية في بداية الرحلة، ومقدمة برامج في نهايتها.
"منى" رسمت لنفسها طريقًا مختلفًا بعد تخرجها مباشرة في الجامعة، قررت أن تسير على الاتجاه بهدف كشف "المستخبي" وإظهار المستور، بحثًا عن مجتمع أفضل، مهما كانت تكلفة الرحلة في مهنة البحث عن المتاعب.
هناك من يشير إلى أنها واحدة من أمهر الأسماء في عالم التحقيق التليفزيوني، وتلميذة نجيبة في مدرسة الرائد العملاق يسري فودة.
وعبر تجربة ناجحة بين جدران "القاهرة والناس" من خلال برنامجها الشهير "المستخبي" باتت "منى" واحدة من الأسماء الإعلامية التي لا يمكن تجاهلها، أو المرور عليها مرور الكرام، وتزايدت نسبة متابعة أخبارها وبرنامجها أيضًا بعد تفجيرها قضية "حمام البحر" الشهيرة، التي كانت سببًا في دخلولها قاعات المحاكم لكنها فجأة قررت إنهاء التجربة ورحلت إلى قناة "المحور" لتقديم برنامج "انتباه".
وعن كواليس هذه الرحلة، والنجاح الذي حققته، على مدى الفترة الماضية كان الحوار التالى:

*في البداية.. ما هي أسباب رحيلك المفاجئ عن قناة "القاهرة والناس" رغم النجاح الكبير الذي حققه برنامج "المستخبي" على شاشتها؟
في الحقيقة.. لم يكن سهلًا أن أغادر شاشة "القاهرة والناس" بعد ارتباطي بها لعدة سنوات، لكننى قررت الرحيل بعد إصرار إدارة القناة على أن تظل المساحة الزمنية للبرنامج نصف ساعة مسجلة فقط، وخلال هذا التوقيت تلقيت عرضًا من قناة "المحور" لتقديم برنامج على شاشتها، مدته الزمنية ساعتان على الهواء، فضلًا عن أن بـ"المحور" سقفًا أعلى للحرية عن "القاهرة والناس" في الحقيقة، وأقول ما أريده على الهواء مباشرة دون مرور ما أقوله على "مونتاج".

*حلقة "حمام البحر" أثارت جدلا واسعًا في أوساط الرأي العام بمصر وتعرضت بعدها لانتقادات لاذعة.. بعد مرور ما يقرب من عامين على هذه الحلقة.. هل يمكن القول إنك شعرت بالندم؟
لا، لست نادمة على الإطلاق، بالعكس فخورة للغاية بهذه الحلقة، لأني أول "ست" في الدنيا تصور رجالة في قضية دعارة، وهذا سر الهجوم الشديد الذي تعرضت له، وأريد أن أؤكد أن هذا الهجوم لم يكن في محله وتم تسييس الموضوع بشكل كبير، بدليل أنني حصلت على البراءة في هذه القضية، وأشير هنا إلى أن مثل هذا النوع من التحقيقات يوجد في الإعلام الغربي بكل وسائله، وقناة "بي بي سي" مثلًا تقدم حلقات وموضوعات من هذا النوع كثيرا.

*كان من بين المنتقدين لما قمت به خلال هذه الحلقة الإعلامي يسري فودة الذي يعتبرك واحدة من أهم تلامذته.. بصراحة كيف استقبلتي هذا الهجوم؟
الحقيقة، يسري فودة أحد أهم أستاذتي، وأعتبره قدوتي ومثلي الأعلى، وتتلمذت على يديه، وتعلمت منه الكثير، لكن كان عليه أن ينتظر حكم المحكمة قبل أن ينتقدني، وفي النهاية أعتبر يسري فودة أستاذي ومعلمي الأول، لكننى لدى أيضًا مدرسة خاصة بي، وطريقة مختلفة في الأداء.

*البعض يرى أن منى عراقي تشبه في طريقة أدائها المذيعة ريهام سعيد.. هل تتفقين وهذا الرأي؟
على الإطلاق، وأريد أن أقول لهؤلاء، أين ذلك التشابه بيني وبين "ريهام"، أريد وجها واحدا للشبه بيني وبينها، كما أننى أقدم شيئا، و"ريهام" تقدم شيئا مختلفا تمامًا، من حيث الأسلوب وطريقة التناول، وأريد أن أكرر أننى أمتلك أسلوبي ومدرستي الخاصة كما قلت لك سابقًا.

*منى عراقي تتسم بالجرأة الشديدة واقتحام الملفات والقضايا الشائكة.. ألا تخافين من تعرضك للسجن يومًا ما؟
أجابت مازحة: "وماله، ياما صحفيين اتسجنوا"... وفي حال تعرضي للسجن، سأقوم بممارسة عملي من خلف القضبان "ده أحلى شغل في الدنيا، من جوه السجن، وهتبقى تجربة جديدة"، لكننى أتمنى أن يكون حكم سجني في قضية سياسية مش في قضية دعارة" علشان سمعتي حتى".

*على ضوء السجن والقمع.. البعض يرى أن هناك انخفاضا واضحا في سقف الحريات داخل الحقل الإعلامي عقب ثورة الثلاثين من يونيو.. هل تتفقين وهذا الرأي؟
طبعًا.. هذا أمر واضح للغاية، وأريد الإشارة هنا إلى أن البعض يشير إلى أن سبب الانخفاض في سقف الحريات هو أن الأوضاع الحالية التي تعيشها الدولة لا تحتمل النقد، وفي الحقيقة هذا أمر خاطئ تمامًا، لأن المعارضة شيء صحي وضروري لأي دولة.

*هناك من يشير إلى أن منى عراقى تعمل بالتنسيق مع عدد من الأجهزة الأمنية.. ردك؟
"أنا لو شغالة مع الأمن" كما يدعون، لم أكن لأتعرض لمثل هذه الانتهاكات التي أتعرض لها بشكل دائم في عملي، وآخرها الاعتداء على أثناء تصوير إحدى الحلقات عن "الغش التجاري" بمنطقة العمرانية، كان من الأولى أن تقوم أجهزة الأمن بحمايتي لو صح هذا الكلام، أنا لست أمنجية، هذا ادعاء باطل وزائف جملة وتفصيلًا.

*كيف تنظرين إلى خريطة التحقيقات التليفزيونية في مصر.. وهل تعتبرين نفسك الأمهر في هذا المجال؟
الحقيقة.. "إحنا بنعمل تحقيقات جريئة جدًا في مصر، وهذا أمر جيد للغاية، لكن مفيش حد يقدر يعمل اللي أنا باعمله بشكل دوري ومستمر أسبوعيًا، الذين يعملون في هذا الحقل، آخرهم بيعملوا تحقيق واحد كل شهر، وده راجع لأني باشتغل كل حاجة بأيدي، من إخراج، وإعداد، وغيره".

*منى عراقي أرجل مذيعة في مصر "إن صح التعبير".. هل تفضلين هذا اللقب؟
لا الحقيقة، وحتى لا أحبذ لقب "ست بـ 100 راجل"، كما يحلو للبعض؛ لأنه الحقيقة الجرأة ليست لها علاقة بالرجل أو المرأة، هذا ليس المقياس، لا يجب أن نربط بين الجرأة والرجل، أعظم وأغلى الإعلاميين في كل العالم ستات، بمعنى أوضح: فطاحل الإعلام في العالم معظمهم سيدات، وقول البعض دائمًا إنني "ست بمائة راجل، مبحبوش؛ لأنه ده فيه انتقاص وإهدار لقيمة الرجل، إنما يمكن القول مثلًا إنني أجرأ مذيعة في مصر".

*هل تفكرين في تقديم برنامج "توك شو" مستقبلًا؟
لا، على الإطلاق؛ لأنني لا أحب السياسة، ولا أشاهد برامج "التوك شو" بالأساس، وسعيدة للغاية بتجربتي الجديدة في "المحور" وبما أقدمه في برنامجي "انتباه"، والحقيقة إن فريق عمل القناة يجتهد كثيرًا، ويحاولون الصعود بالقناة إلى مراتب متقدمة، وبقائها دائمًا في دائرة المنافسة، لكن أتمنى أن أقدم برنامجًا من الشارع، أو برنامجا إذاعيا، حيث إن الراديو يستهويني بشكل كبير، لكن لأن التليفزيون يشغل وقتي بالكامل حاليًا، أجلت فكرة العمل الإذاعي لوقت لاحق.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية