رئيس التحرير
عصام كامل

«كفر غطاطي».. قرية تائهة بين ثلاث دوائر

كفر غطاطي
كفر غطاطي

تتعدد الصراعات بين الدول على المناطق الحدودية، وتُشن حروبًا ضارية من أجلها، ولكن في مصر تضيع قرية كاملة ويتوه سكانها بين دوائر مختلفة دون أن يهتم بها المسئولةن، وهى قرية "كفر غطاطى" التائهة بين ثلاث دوائر.


وقال أحمد عبدالسلام، أحد سكان كفر غطاطى: أن القرية تائهة بين دوائر الهرم وكرداسة و6 أكتوبر، ومهملة من قبل الحكومة ما أدى إلى فرض جماعة الإخوان الإرهابية سيطرتها عليها قبل ثورة 25 يناير وفى أعقابها من خلال تلبية كافة احتياجات سكانها وتقديم الخدمات الأساسية لهم وتوفير الخبز وأنابيب الغاز لأهالي القرية.

فضلًا عن بناء جمعيات لتحفيظ القرآن، فتمكنت الجماعة، بفضل هذه التسهيلات والخدمات، من تغيير أفكار القرية بالكامل، وأصبحت "الإخوان" الإرهابية ذات مصداقية كبيرة لدى أهلها، واستمرت هذه السيطرة أثناء توليهم الحكم فتحولت كفر غطاطي إلى إمارة تابعة للجماعة.

وأضاف عبد السلام أنه بعد انتهاء عهد الإخوان ولفظهم مجتمعيًا حرص سكان القرية على رد الجميل للجماعة وأعضائها نظير الاهتمام بهم وبخدماتهم من قبل، وظهر ذلك في إقدام أهالي القرية على إخفاء تاجر سلاح، لعب دورًا رئيسيًا في حالة الشغب وقتل رجال الشرطة، وإبعاده عن عيون الشرطة داخل كفر غطاطي خلال 5 دقائق فقط بعد شن قوات الشرطة هجومًا للقبض عليه.

أما عن وضع القرية حاليًا، فأشار عبد السلام إلى أن كفر غطاطى تحولت بعد حكم الإخوان المسلمين إلى قرية مهجورة تائهة لا تعرف بالتحديد الجهة التي تنتمى إليها وتاه أهلها بعد اختفاء أعضاء الإخوان الذين كانوا يقضون خدماتهم، فلجأت الحكومة لتوزيع الخدمات التي يحتاجها القرية على دوائر ثلاث، فمن يريد استصدار بطاقة شخصية من سكان القرية، يلجأ إلى قسم كرداسة الذي يبعد عن كفر غطاطي نحو 6 كيلو متر، أما من يريد ترخيص سيارة أو دراجة نارية من أهالي القرية فيلجأ إلى مكتب مرور الهرم الذي يبعد عن القرية عشرات الأمتار بالرغم أن البطاقات الشخصية للسكان تابعة إلى قسم كرداسة.

كما تم ضم كفر غطاطي إلى الإدارة التعليمية لمدينة 6 أكتوبر وهو ما نتج عنه مشكلات يواجهها أطفال القرية وسكانها، فعندما يكون هناك حاجة لاستخراج أوراق خاصة بالتعليم يلجأ أولياء الأمور للسير في "مشوار طويل " لمدينة 6 أكتوبر للانتهاء من هذه المهمة، وهذا الأمر كان من المستحيل أن يحدث إبان عهد الإخوان المسلمين الذين كانوا يحرصون على قضاء كل هذه "المشاوير" وقضاء متطلبات أهالي "كفر غطاطى".
الجريدة الرسمية