المخرج عمر عبد العزيز: ننتظر مناقشة مجلس النواب «قوانين النقابات الفنية»
"هي مثل كل شيء في مصر.. حالها سيئ".. هكذا وصف المخرج عمر عبد العزيز، رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية، في حواره مع "فيتـــو" حال السينما المصرية التي تمر بفترة من أسوأ الفترات في تاريخها، فعدد الأفلام يقل موسمًا بعد الآخر، وجودة الأفلام أصبحت أسوأ من ذي قبل، والأفلام الجيدة تعد على أصابع اليد الواحدة، على الرغم من أن السينما والفن عامة سلاح قوى للدولة لكنها لا تجيد استخدامه... وإلى نص الحوار..
* كيف ترى حال السينما المصرية وما تقييمك للصناعة في الوقت الحالى ؟
حالها ليس جيدًا.. السينما متأثرة بشدة، فكل المجالات والصناعات في مصر حاليًا متأثرة بالأوضاع السيئة التي نعيشها، والسينما لابد أن تتأثر بذلك الوضع، بالإضافة إلى مشكلاتها الخاصة المتمثلة في قلة شركات التوزيع، وقلة جودة الأفلام التي يتم عرضها، وغيرها من العوامل التي أثرت بشدة في الصناعة.
* وكيف ترى التحديات التي تواجه الفن في الوقت الحالى ؟
نفسية المواطن هي أهم تحد، فلم يعد هناك شخص "له نفس" يذهب إلى السينما أو يستمع إلى أغانٍ أو يشاهد مسلسلًا، فالجو العام لا يساعد على ذلك، بالإضافة إلى الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة.
* وبالنسبة لدور الدولة في تدعيم الفن في الوقت الحالى ؟
لا يوجد دور للدولة في دعم الفن ولو بنسبة بسيطة، ولا يوجد من يهتم بالقوى الناعمة، فالدولة تتعامل مع الفن والفنانين على أنهم جزء منفصل، ففى أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت جميع الوزارات تساعد بعضها في النهوض بالصناعة، ولكن الآن كل وزارة تسعى للحصول على أكبر مكسب ممكن بغض النظر عن المصلحة العامة للدولة.
* وما الذي اختلف في الوقت الحالى عن زمن عبد الناصر ؟
الاختلاف كبيـــر، ففى أيام عبد الناصر كانت الدولة تدعم الفن بشكل كامــل، وأقوى الأفلام تم إنتاجها من خلال الشركات القومية، وكان يتم تسهيل التصوير على صناع الأفلام وعدم النظر إلى الجانب المادى، وشركات الإنتاج الموسيقى التي كانت تلاقي الدعم من جانب الدولة، ولكن منذ معاهدة السلام والأمور تغيرت وأصبح هناك عقبات كثيرة، فأنت لا تستطيع التصوير في أي مكان سياحى إلا بعد دفع مبالغ كبيرة، على الرغم من أن هذا يروج لمصر، وبدلًا من دعم الأعمال يتم تعطيلها بتلك الإجراءات، بجانب مشكلة قانون حماية الملكية الفكرة الذي يعانى منه الفنانـون والمطربـون.
* ما دور معاهدة السلام في هذه المشكلة ؟
بالطبع دورها كبيـــر، فنحن عدونا الأول إسرائيل، وهى التي تسعى لكيـــلا تسيطر مصر على العالم العربى ولا تنتشر اللهجة المصرية، ولا يتعلق العرب بفناني مصر، حتى تفقد دور الزعامـة الذي تلعبه في المنطقة، حتى تحقق أهدافها الدنيئة، فأنا ضد هذه المعاهدة، ومنذ توقيعها والفن المصرى يفقد قوته، فالسينما والموسيقى والثقافة أسلحة قوية لمن يجيد استخدامها، فالفن له دور تربوى وتوعوى ويستخدم لحل كثير من القضايا التي لا تحل بالحرب، كما أنه يوفر العملة الصعبة من خلال نجاح أعمالك وزيادة الطلب عليها في الخارج، كل هذه فوائد لمن يستطيع الحصول عليها.
* من وجهة نظرك كيف سيتم عـــلاج هذه المشكلات ؟
لقد قمنا بوضع بعض المواد في الدستور التي من شأنها أن تساعد صناع الفن على النهوض به خلال الفترة المقبلـة، ونحن نعول كثيرًا على النواب الممثلين للفنانين أن يعملوا عن تفعيل هذه المواد وإصدار قوانين أخرى لتدعيم صناعة الفن وحمايتها، فهناك خالد يوسف ويوسف القعيد ولميس جابر، وهم من الفنانين والمثقفين المتبنين تلك القضايا، والتي من أهمها قانون الملكية الفكرية الذي نسعى لتطبيقه منذ فترة كبيرة لحماية الأعمال من السرقات والقرصنة، فهذا القانون سيساعد في نهضة صناعة الفن كثيرًا في السينما والدراما والموسيقى وعلى المستوى الثقافي أيضًا.
* تشهد مصر إقامة العديد من المهرجانات الفنية، ولكن لا يتم الاستفادة منها على المستوى الفنى أو السياحى.. كيف ترى ذلك ؟
الأمر كما قلت لك سابقًا، فوزارة الثقافة تقوم بتدعيم تلك المهرجانات، ولكن الأهم أن تقوم الوزارات بالتكاتف من أجل إخراج المهرجان بالشكل المناسب والاستفادة منه، وهذا طبعًا لا يحدث لأننا نفتقد فكرة الدعم الذي كان موجودًا في ظل دولة عبد الناصر، وسعي كل وزارة للحصول على أكبر مكسب، ففى أوقات ماضية كان وزارتا "الثقافة والسياحة" تعملان بشكل متكامل حتى يستفيد كل منهما من تلك المهرجانات، وأنا عاصرت تلك المرحلة، ولكن الوقت الحالى لا يوجد فيه هذا الأمر، الجميع يتعامل بمنطق أن كل وزارة تعمل وحدها وتسعى للحصول على أكبر مكسب خاص.
* وما دور النقابات الفنية في حل كل تلك المشكلات التي تواجه صناعة الفن بشكل عام ؟
نسعى بكل طاقتنا لحل كل تلك المشكلات، وسيناقش مجلس النواب قوانين اتحاد النقابات الفنية قريبًا، وكما قلت لك فنحن نعول على سفرائنا بالمجلس في دعم تلك القوانين وإصدار قوانين تنهض بالصناعة.
* وهل كان للقاء السيسي مع الفنانين أي دور في حل تلك المشكــلات ؟
بالطبع قابل السيسي عددًا كبيرًا من الفنانيـــن، وقابلته عندما كان مرشحًا للرئاسة، وهو يعي جيدًا دور الفن والسياسة، ولكن الظروف التي طرأت على البلد مؤخرًا لم تساعده على دعم الفن، ولكن أتمنى أن تنصلح الأحوال وتهتم الدولة بالفن أكثـــر من ذلك.
