رئيس التحرير
عصام كامل

النهضة..التمثال "الحرام" يحتضن "الإخوان والسلفيين"..شيده محمود مختار رمزاً للحرية..وفي عهد "مرسي" تحول ميداناً لتأييد الحاكم

أرشيفية
أرشيفية

رغم دعوة بعضهم إلى هدم الأصنام، وفي مقدمتها الأهرامات، وأبو الهول، وبين صمت آخرين خوفاً أو حرصاً على عدم إثارة مشاعر الغضب وحدة النقد، يتظاهر اليوم السبت الآلاف من القوى الإسلامية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية، بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي، والإعلان الدستوري الأخير.

ربما جاء ذلك من قبيل الصدفة، أو نسي أو تناسى بعض الإسلاميين، موقفهم من التمثايل والصور، واختلافهم حول موقف الشريعة الإسلامية منها، خاصةً أن آخر تلك المواقف، جاءت عبر القيادي بالدعوة السلفية الجهادية، الشيخ مرجان الجوهري، والذي أفتى بهدم الأصنام الوجودة في مصر، مثل أبو الهول، والأهرامات، لتطبيق الشريعة بصورة كاملة.

" نهضة مصر"، تمثال كبير من حجر الجرانيت، يعد رمزاً لمصر الحديثة، وأهم أعمال الفنان المصري، النحات، محمود مختار، كما أن له دلالة خاصة في الإشارة للأحداث السياسية التي مرت بها مصر في تلك الفترة المهمة، حيث كانت تطالب بالاستقلال.

ويمثل التمثال، فتاة مصرية تقف بجانب تمثال "أبو الهول"، وتضع يدها على رأسه، رمز لمصر، وهي تنظر إلى المستقبل.

راودت فكرة نحت تمثال يمثل نهضة مصر، الفنان محمود مختار، عام 1917، فبدأ خلال الفترة من 1918- 1919، نحت تمثال كبير، يبلغ حجمه نصف حجم التمثال الحالي، حيث عرضه عام 1920 في معرض الفنون الجميلة، السنوي بباريس، ونال إعجاب المحكمين والرواد، من المهتمين بفن النحت.

وحينما ذهب سعد زغلول ورفاقه من رجال حزب الوفد، إلى فرنسا، وتحديداً باريس، لأول مرة، قاموا بزيارة معرض الفنون الجميلة، وشاهدوا التمثال المصري، ونال إعجابهم، ثم كتبوا إلى مصر يشجعون على إقامته في القاهرة، ووافق مجلس الوزراء في 25 يونيو 1921.

كما أسهم الشعب المصري في اكتتاب عام لإقامته، ثم أكملت الحكومة النفقات، وفى 20 مايو عام 1928 أقيمت احتفالية كبرى بميدان باب الحديد، رمسيس حالياً، لإزاحة الستار عن التمثال، ثم نقل من مكانه الأول، إلى ميدان جامعة القاهر، عام 1955.

الجريدة الرسمية