هذا «السوس» ينخر في عظام الوطن!

مصر معروفة منذ القدم بأنها مجتمع متماسك القيم وسطى الاعتقاد معتدل المزاج.. لكن انفراط عقد الدولة بعد ثورة يناير وانفلات المجتمع أمنيًا وأخلاقيًا وإعلاميًا خلق حالة تشوه اجتماعي ساعد الإعلام على تكريسها وتعميقها بممارسات يومية فجة تحرض على كراهية الآخر وضيق الصدر بالخصوم وعدم الإيمان بحق الاختلاف فإذا اختلف رأي الضيف مثلًا مع المذيع صار التخوين هو التهمة الجاهزة التي تلقى في وجهه دون عقل أو رشد..

فماذا نتوقع من مردود تلك التصرفات على الشباب والنشء.. هل نتوقع شيئًا غير الاستهانة بالفضيلة وانحطاط لغة الحوار ؟

أما الأخطر فهو انتشار الشائعات بصورة مخيفة تجعل المجتمع هشًا قابلًا لتصديق ما يلقي إليه دون تمحيص أو تثبت خصوصًا مع تعدد منافذ النشر وسرعتها، لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت كالسوس الذي ينخر في عظام هذه الأمة ويتسبب في انحدارها أخلاقيًا بسرعة الصاروخ... أقول للجميع انتبهوا قبل فوات الأوان.