رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة طلاب الثانوية العامة تجبر الحكومة على التراجع.. رئيس الوزراء يلغى قرار الـ 10 درجات حضور وسلوك..معلمون حرضوا الطلاب على التظاهر.. أولياء الأمور: قرار الوزير له وجاهته لكن عيوبه أفدح

ثورة طلاب الثانوية
ثورة طلاب الثانوية

نجحت انتفاضة طلاب الثانوية العامة في تحقيق هدفها بإلغاء قرار وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالي الشربيني بتحديد 10 درجات للحضور والسلوك، بعد أن أصدر المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء قرارًا بإلغاء قرار وزير التعليم الذي أثار جدلًا واسعًا في الشارع.


سلسلة تظاهرات
واستقبل الطلاب قرار رئيس الوزراء بإلغاء درجات الحضور والسلوك بسعادة بالغة، وهنئوا أنفسهم بصدور القرار الجديد، وذلك بعد أن كان الغضب الطلابي من قرار «درجات الحضور والسلوك» دخل مرحلة خطرة، بعد سلسلة التظاهرات التي نظمها طلاب الثانوية العامة المعترضين على القرار.

10 سنوات غياب
القرار كان يهدف في الأساس لإعادة الطلاب والمعلمين إلى المدرسة مرة أخرى بعد أن كان الطلاب في المرحلة الثانوية هجروا المدارس مدة 10 سنوات غاب المعلمون أيضا عن تلك المدارس.

420 درجة
وقرار درجات الحضور والسلوك الذي صدر بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، كان يرفع المجموع الكلي للثانوية العامة إلى 420 درجة بدلًا من 410 درجات، إلا أنه بعد قرار رئيس الوزراء سيعود الوضع إلى ما كان عليه قبل ذلك، ويصبح مجموع الثانوية العامة هو 410 درجات فقط.

التفرقة بين الطلاب
وكان القرار الملغي يخصص 10 درجات للحضور والسلوك، ومن يتغيب نسبة 15% من أيام الدراسة يخسر الدرجات العشر، ومن يحضر كامل أيام الدراسة دون أن يرتكب مخالفات أثناء الدراسة يحق له الحصول على الدرجات العشر كاملة، ويحاسب طلاب الانتظام في الثانوية العامة على تنسيق من 420 درجة في حين يحاسب طلاب المنازل على تنسيق من 410 درجات.

ثورة الطلاب
وتسببت الدرجات المخصصة للسلوك والغياب في تصعيد الأزمة بين طلاب الثانوية العامة ووزارة التربية والتعليم، حيث خرج المئات من الطلاب بمسيرات في القاهرة والمحافظات للمطالبة بإلغاء القرار.

ونظم العشرات من طالبات الثانوية العامة وقفة احتجاجية أمام مدارس سراى القبة الثانوية، وإنصاف سرى الثانوية بالزيتون، والعزيز بالله الثانوية، وخرجت الطالبات بمسيرات جابت شارعى ابن سندر وترعة الجبل، للانضمام لبقية المدارس الثانوية بمنطقة حلمية الزيتون، ورفعن لافتات مكتوبا عليها: «قرار فاشل»، و«مكملين ومش خايفين»، وشارك فيها عدد من أولياء الأمور.

كما شهد عدد من المحافظات تظاهرات لطلاب الثانوية العامة ومن بينها بورسعيد والشرقية والإسكندرية وكفر الشيخ، والغربية والدقهلية، العديد من الوقفات الاحتجاجية المطالبة بإلغاء القرار.

وأعلن طلاب الثانوية العامة المنظمون لحملة «ثورة طلاب الثانوية العامة ضد نظام التعليم الفاشل» التظاهر بصفة شبه مستمرة أمام مقر وزارة التربية والتعليم، حتى يتم إلغاء القرار، وهددوا بالإضراب عن الحضور إلى المدارس بشكل نهائى في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.

وخرج العشرات من طلاب الثانوية العامة بالإسكندرية في مسيرة طلابية، فيما نظم الطلاب في ‫بنى سويف وقفة رددوا خلالها هتافات، منها: «ياللى ساكت ساكت ليه.. عندك واسطة ولا إيه؟!»، و«طلاب ضد العشر درجات».

واستدعى قطاع الأمن الوطنى ببورسعيد، 10 طلاب وأولياء أمورهم للتحقيق حول إضراب الطلاب، وامتناعهم عن الصعود للفصول اعتراضا على قرار الوزير، واستمر التحقيق معهم حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وبرروا موقفهم بأنها اعتراض على قرار ظالم ومخل بتكافؤ الفرص، خاصة بعد استثناء الوزير طلاب المدارس الدولية الخاصة.

مؤازرة المعلمين
وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم أن عدد كبيرًا من معلمي المدارس الثانوية وقفوا ضد تطبيق القرار؛ لأنه كان يجبرهم على الحضور بصورة يومية إلى المدارس وشرح دروسهم للطلاب، رغم أنهم كانوا اعتادوا على الغياب وقضاء هذا الوقت في مراكز الدروس الخصوصية التي تدر عليهم دخلًا كبيرًا، والقرار الحالي يعد عقبة أمام مصالح هؤلاء المعلمين.

القيادات التعليمية
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن عددا من القيادات التعليمية في الإدارات والمديريات كانوا يشجعون المعلمين على عدم الحضور للمدارس، كما أن المعلمين كانوا يشجعون الطلاب على التظاهر ضد القرار، ولفتت المصادر إلى أن القيادات التعليمية التي ترفض القرار هم في الأساس شركاء أو أصحاب مراكز دروس خصوصية، ومن مصلحتهم أن يتم إلغاء القرار وتظل الأمور على ما هي عليه.

أولياء الأمور
من ناحيتهم، عبر عدد من أولياء أمور طلاب الثانوية العامة عن سعادتهم بقرار رئيس الوزراء، مؤكدين أن قرار درجات الحضور والسلوك رغم وجاهته إلا أنه جاء دون تمهيد كاف، ودون أن تؤهل الوزارة المدارس الثانوية لتقبله، مؤكدين أنهم عندما ضغطوا على أبنائهم للالتزام والحضور في المدارس خلال الشهر الأول من الدراسة اكتشفوا أن المعلمين أنفسهم لا يذهبون إلى المدارس.

ولفتوا إلى أن أخطر ما في القرار أنه جعل أنظار الطلاب تتجه نحو الدرجات العشر فقط، وفقدوا تركيزهم في باقي الدرجات وهو ما قد يتسبب في إحداث كارثة لهؤلاء الطلاب، وقد يفاجئوا بأنهم خسروا العام بالكامل بسبب ما وصفه أولياء الأمور بتعنت الوزارة.

وأكد أولياء الأمور أن الوزارة بررت القرار بأنه لمحاربة الدروس الخصوصية، والحقيقة أن القرار يفتح بابًا خلفيًا للدروس وللتحكم في الطلاب عن طريق كل عضو من المشاركين في لجنة تحديد الدرجات، بحيث يتم ابتزاز الطلاب وأولياء أمورهم مقابل منح الطلاب تلك الدرجات بالإضافة إلى أن بعض معلمي الفصول قد يلجئون إلى ابتزاز الطلاب عن طريق الغياب، حيث يتحكم المعلم في الغياب أثناء حصته، والطالب الذي يغيب حصة واحدة يحسب له اليوم كله غياب، هذا بخلاف قدرة بعض المعلمين من معدومي الضمير على اللعب بأعصاب الطلاب بدرجات السلوك من خلال شحنهم ليخطئوا فتضيع عليهم درجات السلوك.
الجريدة الرسمية