رئيس التحرير
عصام كامل

متفرطش فيه!!


في يوم من الأيام واحد سمع إن فيه بلد مليانة بالماس في كل نقطة في أرضها ففكر ورتب واتفق مع مراته إنه هيسافر للبلد دي علشان يجمع أكبر قدر من الماس علشان يقدر يأمن مستقبل ولاده ويحقق كل اللي نفسه فيه.


بالفعل رتب كل حاجة وسافر للبلد دي وأول ما وصل ابتدى يجمع الماس الموجود قدامه في كل حتة.

ابتدى يجمع من الصبح لحد ما وصل للمغرب وأول ما وصل للمغرب قال بس أنا أريح دلوقتي وأروح آكل أي حاجة في مطعم..لا أي حاجة إيه ؟! ده أنا دلوقتي من أغنى أغنياء العالم أنا هروح أدور على أغلى مطعم وأدخله وأنقي أغلى وأحسن أكل عندهم!

بالفعل راح لمطعم في المدينة دي مش أي حد بيدخله لأن أسعاره عالية جدًا وأول ما دخل نادى على الجرسون علشان يقوله على طلباته وأول ما شاف قائمة الطعام ابتدى يختار أغلى حاجة بالرغم من أنه مش فاهم أسماء الأكل المكتوب لكن كان بيركز في السعر وبس، كان همه إنه يأكل أغلى أكل وبس.

بالفعل النادل جابله كل اللي شاور عليه وبعد ما خلص الأكل نادى عليه علشان يديله الحساب وهنا كانت المفأجاة لصاحبنا.

النادل لما جابله الفاتورة بصله بكل غرور وطلعله ماسة من جيبه وقاله خلي الباقي علشانك، النادل استغرب من كلامه وبصله كأنه بيقوله أنت مجنون؟ فالراجل استغرب من بصة الجرسون وقاله هو فيه إيه ؟ قاله أصل هنا الماس حواليك هنا موجود في كل حتة فمالوش قيمة وهنا العملة اللي بنتعامل بيها هي دهن الدجاج هل أنت معاك دهن الدجاج علشان تدفع؟ قاله لا قاله بس هتشتغل معانا وتدفع الحساب، صاحبنا وافق وابتدى يشتغل ويسدد ثمن الأكل اللي كله وابتدى يشتغل أكتر لحد ما جمع ثروة كبيرة من دهن الدجاج وقرر يرجع لبيته وولاده.

ولاده ومراته أول ما دخل عليهم بالشوال كانوا مستغربين من ريحة الشوال فقالوله هو الشوال ده فيه إيه؟ قالهم ده فيه اللي أغلى من الماس قالوله إيه؟ قالهم دهن الدجاج قالوله بابا أنت مش قولت هتجبلنا ماس؟ قالهم آه بس ده أحسن وأفيد لينا وقيمته أغلى من الماس وبدأ يتكلم معاهم ويحكيلهم الحكاية كلها من البداية للنهاية.

مش مهم عندنا نعرف ولاده اقتنعوا بكلامه ولا لا لكن اللي عاوز أقوله إن أغلبنا بيتصرف زي الشخص ده.

كلنا بنبقى زي الطفل اللي بيدخل لسوبر ماركت مع مامته وهو مش عارف حاجة وتقوله اختار يا حبيبي يقعد يقول أنا عاوز دي لا أنا عاوز دي ويفضل كده وميرساش على بر.

كلنا بنعمل كده نقعد نقول أنا عاوز أبقى فنان مشهور لا عاوز أبقى طيار لا عاوز أبقى صاحب شركة ومبنركزش في هدف واحد بالرغم من إن ده هيأثر على إيجابيتنا واستعدادنا للنجاح.

لذلك نفسي لما نيجي نقرر نخوض تجربة النجاح إننا نركز على هدفنا ونستعد للإقلاع ونبدأ في رحلة النجاح ومننساش أبدًا قول الله تعالى: ” وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى “ صدق الله العظيم.
Twitter: @PaulaWagih
الجريدة الرسمية