خبير: مرسى استخدم التملق والاستمالة لإرضاء الفلاحين
أكد الدكتور عماد عبد اللطيف -خبير تحليل الخطاب بجامعة القاهرة -فى تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن الخطابة السياسية تعتمد على مزيج من أساليب الاستمالة وأساليب الإقناع العقلى، ولكن هذا المزيج قد يغلب عليه فى بعض الأحيان أساليب الاستمالة العاطفية والشعورية، وقد يغلب عليه فى أحيان أخرى أساليب الحجج والبرهنة.
وجاءت تصريحات عبد اللطيف على هامش ندوة مناقشة كتاب "استراتيجيات التأثير والإقناع فى الخطاب السياسي" بنادى دار العلوم ،وأضاف أن هذا الأسلوب لا يختلف باختلاف شخصية الخطيب وإنما أيضا يختلف بحسب موضوع الخطبة وطبيعة الجمهور المخاطب والأهداف التى يسعى الخطيب لتحقيقها.
وضرب عبد اللطيف مثالا بخطاب الرئيس مرسى الخاص "بعيد الفلاح" فقد كانت الاستمالات العاطفية والانفعالية هى المهيمنة على خطابه،حيث تمثلت هذه الاستمالات فيما يعرف بأسلوب "التملق"وهو أسلوب قديم فى الخطابة السياسية، ويلجأ إليه الخطيب بحيث يوجه المدح المكثف،مع إظهار الصفات الايجابية الخاصة بالجمهور،فقد تعمد الرئيس مرسى أن يقول خلال حديثه بأنه "ينتمى إلى عائلة الفلاحين ووصف الفلاحين بأنهم قلب مصر" حيث كانت تقريبا ما يزيد عن 30% من العبارات المستخدمة تدخل فى إطار التملق، وهذا النوع من الاستمالة شائع فى الخطب السياسية عامة ، ولكن باختلاف وظائفه وغالبا ما يكون تملق الخطيب بالجمهور بهدف ما يعرف بالإدماج أى خلق وحدة تكاملية بين المتحدث والجمهور تساعده فى انجاز الأهداف التى يسعى إليها ،ويعد وسيلة لتمرير أفكار أو قرارات بواسطة تقديمها على أنها منجز للجمهور أنفسهم .
ويؤكد دكتور عبد اللطيف أن معضلة ميل الرؤساء والحكام إلى استخدام الخطاب الديني كأداة للإقناع ، كما فعل السادات فى السابق فالخطاب الدينى شديد الفاعلية فى المجتمع المصرى -للأسف الشديد- فالخطاب السياسى يستفيد من قوته الاجتماعية وحالة الصمت التى يفرضها هذا الخطاب على المتلاقى ،وأيضا من القداسة التى تضفى على النص وعلى صاحبه وغيرها ،وهذا ما دفع عدد كبير من السياسيين فى توظيف الخطاب الدينى فى السياسى .
ويشير دكتور عبد اللطيف إلى أنه قد يكون استخدام الرئيس مرسى للخطاب الديني مدفوعا بخبراته الشخصية وذاكرته الخطابية التى تأسست له بوصفه داعية فى جماعة الإخوان المسلمين ولكنه فى نفس الوقت مدفوع أيضا بالأهداف البرجماتية العملية النفعية التى يحققها استغلال الخطاب الدينى فى الخطاب السياسى.
ويؤكد عبد اللطيف أنه لابد من تعزيز وعى الجماهير بمصالحها الحقيقية وتوعيتها بأساليب التلاعب اللغوى التى تستخدم لتمرير أفكار وآراء قد لا تكون هى الأفضل لخدمة مصالحهم وذلك لتحصينه من تأثير الاستمالات العاطفية.
