رئيس التحرير
عصام كامل

متى تصحو ضمائر صناع الدراما؟!

18 حجم الخط

ما يحزن حقًا، أن مسلسلًا من الأربعين التي عرضت في شهر رمضان لم يحكِ قصة الإرهاب أو التطرف، ولم يقدم حلًا فكريًا جذريًا لمحاربة هذا الفكر الضال، بل أغرقت جميعها في السلبيات والنقائص، وكان قاسمها المشترك نماذج شائهة تدمر القدوة لدى شبابنا.. ولو كانت فيها ثمة فائدة تذكر - ولا أرى منها أي فائدة - فقد ذهبت الملايين لجيوب كبار الفنانين الذين تقاضوها أجورًا، دون أن يُضبَط واحد منهم متلبسًا بالتبرع لصندوق تحيا مصر أو دعم الاقتصاد المصري.. ولم يسأل أحدهم نفسه سؤالًا: ماذا استفادت مصر مما عملت؟!


ولا يمكن أن يحدث مثل هذا العبث إلا في مصر.. فليس هناك دولة تسمح بتشويه وعي أبنائها أو صرفهم عن معركتهم الحقيقية مع الإرهاب، والتخلف بمثل هذه الأعمال الرديئة في مجتمع يعاني مشاكل جمة.

كنا نرجو أن تصحو ضمائر صناع الدراما، ليقدموا ما يحتاجه المواطن المتلقي وليس ما يريده.. ما يحقق النفع والإمتاع معًا، لا مجرد التسلية والإضحاك، وخلق حالة ذهنية مشوهة لدى المشاهد.

كنا نرجو لو قدمت المسلسلات والبرامج قصة نجاح قناة السويس الجديدة أو صمود مصر ضد الإرهاب، أو تروي قصة خيانة الإخوان منذ تأسيسها في عام 1928، أو تطرح قضايا جديدة وكيف نبني الوطن في ظل تحديات جسام في الداخل والخارج.
الجريدة الرسمية