رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا ختان الإناث في مصر.. البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يدعو إلى تكريم ذكرى «بدور».. انخفاض النسب لـ61% في 2014.. 82% من الحالات تتم على يد الفريق الطبي.. ومطالب بتفعيل القانون لردع المخا


دعا إجناثيو آرتذا هو، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة، إلى تكريم ذكرى الطفلة بدور شاكر "12 سنة" التي راحت ضحية ممارسة ختان الإناث في 2007، وغيرها من اللاتي فقدن حياتهن بسبب الممارسة الضارة مثل سهير وكريمة ونيرمين وإيمان وآخريات، واتخاذ موقف حازم برفض ختان الإناث والانضمام إلى صفوف الرافضين والمناهضين لها في مصر، حتى يعلو صوت فتيات مصر المطالبات بحمايتهن من كافة الانتهاكات والممارسات الضارة.


اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث في مصر
تأتي هذه الدعوة قبل أيام من الاحتفال باليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث في مصر، الذي يوافق ١٤ يونيو وهو اليوم الذي توفيت فيه الطفلة "بدور" ابنة محافظة المنيا، إثر إخضاعها للختان على يد طبيب عام ٢٠٠٧، وأعلنت بعده المؤسسة الدينية الإسلامية والمسيحية والمؤسسة الطبية ونقابة الأطباء رفضها لهذه الممارسة، وصدر على إثرها قانون من مجلس النواب المصري في 2008 بتجريم ختان الإناث وعقاب مرتكبيه.

وقال إجناثيو: "إن تغيير العادات هو رحلة شاقة تتطلب نهجًا بعيد المدى، كما يتضح من المسح الصحى السكاني لمصر عام ٢٠١٤، فإن نسبة انتشار الختان هي ٩٢٪ للسيدات اللآتى سبق لهن الزواج وفى الفئة العمرية ما بين ١٥-٤٩ عامًا، ولكن نتائج المسح أظهرت أنه لايزال هناك أمل، فتشير إلى انخفاض نسبة ممارسة ختان الإناث بين الفتيات في الفئة العمرية ١٥ و١٧ سنة من ٧٤% عام ٢٠٠٨ إلى ٦١% في عام ٢٠١٤، كما دلت النتائج على تغيير هام حدث في مواقف الأمهات، فقد ذكرت ٣٥% فقط من السيدات اللاتى تعرضن للختان استعدادهن لإجراء الختان لبناتهن".

دعم الدولة لجهود مكافحة الختان
وأضاف: "أن الإدانة الجنائية للطبيب المتسبب في وفاة الطفلة سهير الباتع" ١٣ عامًا" ابنة الدقهلية أثناء ختانها في 2013، تؤكد على دعم الدولة لجهود مكافحة ختان البنات، كما أن إعلان إستراتيجية وطنية لمناهضة ختان الإناث في مصر في 14 يونيو الحالي، يعكس التزام الحكومة بمواجهة تلك الممارسة والتعامل معها كأولوية وطنية".

٨٢% بيد الفريق الطبي
ووفقًا للمسح الصحى السكاني عام 2014، فإن ٨٢% من عمليات ختان البنات تمت بيد الفريق الصحي وغالبيتهم من الأطباء مما يعد انتهاكًا لآداب المهنة وقانون العقوبات، وهو ما يؤكد أهمية دور نقابة الأطباء ووزارة الصحة، كما صرح بذلك وزير الصحة في وسائل الإعلام، وأنه لابد من الانتشار والتوسع في المبادرات والتدخلات المجتمعية حتى تشمل مصر كلها على النحو المنشود في الإستراتيجية الوطنية الجديدة.

وأشار إجناثيو إلى أنه زار مؤخرًا محافظة أسوان وسعد بلقاء ممثلي الإدارة المحلية والمنظمات غير الحكومية الشريكة، والمواطنين الذين تتضافر جهودهم من أجل القضاء على ممارسة ختان البنات، التي تعد عادة واسعة الانتشار في مصر من قبل الإسلام والمسيحية، وشاهد بنفسه الالتزام والتفاني اللذين يستحقان الثناء والتشجيع.

القانون المصري يجرم الظاهرة
وقال" لقد شاهدت مجتمعًا يأخذ كله موقفا حازمًا من هذه الممارسة التقليدية والتي ليس لها أي أساس ديني أو طبي أو أخلاقي كما أعلن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية وقد تم تجريمها وفقًا للقانون المصرى عام ٢٠٠٨.. تجمع قادة المجتمع والجمعيات الأهلية المحلية والنساء والرجال في قرية نجع الحجر، لمشاهدة مجموعة من المسرحيات التي تهدف إلى رفع الوعى وإشراك المجتمع في المناقشات التي تدور حول ختان الإناث، وما تلا ذلك كان لافتًا: إذ قامت السيدات المشاركات بوصف الآثار المأساوية للختان على صحتهن الجسدية والنفسية.. لقد تكلم الرجال بصراحة شديدة عن الضرر الذي سببته تلك العادة على علاقاتهم الزوجية، أما الفتيات فأشرن إلى هذه التجربة على أنها "يوم أسود في حياتهن".

الختان يهين المرأة
واتخذت أسوان موقفًا حازمًا منذ عام ٢٠٠٥ لمناهضة ختان الإناث. فقد أعلنت حتى الآن عشر قرى بمحافظة أسوان رفضها لختان الإناث ودعمها لإنهاء هذه الممارسة الضارة، وطالبت بتفعيل القانون الخاص بها وهذا ما أكده أحد أعضاء الجمعية قائلًا: "الختان يهين المرأة ويؤذيها؛ فهو يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان ويجب محاربته حتى يختفى تمامًا".

دعم الاتحاد الأروبي
ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بمصر للقضاء على ختان الإناث منذ عام ٢٠٠٣، ويدعم حاليًا البرنامج القومي لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث الذي تتبناه وزارة الدولة للسكان، واليونسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدنى، ويتم تنفيذ البرنامج بدعم من الاتحاد الأوربي وحكومة السويد.
الجريدة الرسمية