رئيس التحرير
عصام كامل

تجارب نساء خلعن الحجاب.. اعتبرن دعوة «الشوباشى» كلاما فارغا.. سهام: لا أطالب أحدًا بخلع الحجاب لأننى لا أقبل أن يطالبنى أحد بارتدائه.. «الجريدلى»: نحتاج مليونية لخلع الفساد ومشاكلن


قرار ارتداء الحجاب أو خلعه حرية شخصية لا جدال عليها، إلا أن دعوة الكاتب فريد الشوباشى إلى مليونية خلع الحجاب تجاوزت تلك الفكرة لتجعل من ارتداء الحجاب أو خلعه موقفًا سياسيًا، وصفعة في وجه تيار الإسلام السياسي، معتبرًا رغبة المرأة أو حريتها أمرًا غير مطلوب، ومشددًا على أن النساء في مصر مجبرات على ارتداء الحجاب، «فيتو» تستعرض تجارب نساء ارتدين وخلعن الحجاب بإرادتهن.


أسماء الجريدلى ناشطة حقوقية ارتدت الحجاب لـ 9 سنوات كاملة، خلعته في 2013، إلا أنها ترى أن الدعوة لما يعرف بمليونية خلع الحجاب هي تقاليع لا فائدة منها، ودعوة لمجرد الشو الإعلامي، مشيرة إلى أنها لن تشارك في تلك المليونية لأن الحجاب حرية شخصية ولا داعى للتظاهر والنزول إلى ميدان التحرير لممارسة الحرية الشخصية.

وأكملت أسماء حديثها قائلة: « مصر لا تحتاج إلى مليونية لخلع الحجاب، وإنما لخلع الفساد فأزمة مصر ليست الحجاب وإنما انعدام الثقافة وتدهور مستوى التعليم والجهل، وانهيار كل منظومات المجتمع».

أما سهام على ربة منزل، فقد خلعت الحجاب عام 1999 بعد ارتدائه لمدة سبع سنوات فقالت: لست مع الدعوة لتظاهرة خلع الحجاب، فكل إنسان حر في ارتداء ما يراه مناسبا، وأنا لن أطالب أحدا بخلع الحجاب لأنى لن أقبل من أحد مطالبتى بارتدائه.
وأضافت سهام قائلة «الدعوة لتظاهرة خلع الحجاب الآن خطأ كبير، لأننا نطالب بتجديد الخطاب الديني، والمطالبة بخلع الحجاب لن تساهم في تنوير عقول الشعب، لكن تجديد الخطاب الدينى سينير عقولهم ويزيد من الوعي».

أما سالى التي طلبت نشر اسمها الأول فقط، فرفضت الدعوة إلى مليونية قائلة « إن الحوار حول حقوق المرأة هو الأهم، مشددة على أن الجماعات الإسلامية حين دعت النساء إلى ارتداء الحجاب كانت من خلال شرائط الكاسيت والملصقات في الشوارع والمواصلات العامة».

وحذرت سالى من المليونية قائلة إن المليونيات بيئة خصبة للتحرش، وكانت آخر مليونية في ميدان التحرير لتفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب وحينها حدثت العديد من حالات التحرش، وفى مليونية خلع الحجاب ستكون التحرشات أخطر وأعظم.

أما يارا صلاح، صحفية، فخلعت الحجاب بعد ارتدائه لمدة عامين، وتقول عن تجربتها «ارتديت الحجاب ليس بإجبار من أحد لكن مسايرة لموضة انتشرت في ذلك الوقت، لكن بعد فترة حين فكرت في سبب ارتدائه لم يكن السبب تدينًا أو غير ذلك مما جعلنى أفكر في خلعه وبالفعل اتخذت القرار ونفذته».

وتضيف: « لم يكن قرار خلعى الحجاب سهلًا أو لاقى الترحيب الذي لاقيته أثناء قرار ارتدائى له، وحتى الآن هناك العديد من المشكلات التي أعانيها لكن ليس بسبب علاقة خلع الحجاب بالدين وإنما بسبب كلام الناس والمجتمع وأنا مقتنعة بأن الله لن يحاسبنا على عدد أمتار «القماش التي نرتديها»».
وحول دعوة المليونية قالت يارا « لسنا بحاجة إلى تظاهرة لخلع الحجاب، فهذه دعوة فارغة من أحد العقول الفارغة، إحنا محتاجين ثورة في عقل المجتمع المريض مش في الميدان، محتاجين ثورة في العقول، وهل حقوق المرأة هي خلع الحجاب والمشى عريانين؟ بالطبع لا، هذه معارك جانبية للأسف المرأة في مصر مازالت مضطرة تواجهها».

وأضافت يارا « للأسف ارتداء الحجاب في مصر الآن ليس له علاقة بالتدين أو الله وإنما له علاقة بالمجتمع الذي يحكم على الفتاة من ملابسها، مما يجعل الكثيرات مضطرات لارتدائه».
أما إيمان فاروق فلها تجربة مختلفة مع الحجاب، حيث ارتدت الحجاب على مراحل كما تروى هي قائلة « في بداية ارتدائى للحجاب لم أكتف به، حيث ارتديت النقاب أيضا، إلا أن أهلي أجبرونى على خلعه حتى إن شقيقى قام بخلعه من على وجهى وتمزيقه، وهو ما اعتبرته تطرفًا لأن من حقى أن أرتدى ما أشاء».

وتضيف إيمان قائلة « ارتديت الحجاب بعدها لمدة عام ثم قررت خلعه، وتماشيًا مع المجتمع كنت أرتدى الحجاب فقط في المنطقة التي أسكن فيها، وأخلعه خارجها بموافقة وعلم أهلي وقد استمر ذلك الوضع لمدة 6 سنوات، إلا أنى اعتبرت ذلك نوعًا من نفاق المجتمع مما جعلنى أخلعه نهائيًا عام 2013».

واعتبرت « النزول في مظاهرة لخلع الحجاب هو مجرد شو إعلامي، وتعد على الحريات، مثلما يحدث في السعودية وأفغانستان، فارتداء الحجاب هو حرية شخصية، من تريد ارتداء الحجاب هذا حقها وليس من حقها فرضه على غيرها، وكذلك من تريد خلعه».

وتضيف إيمان «المشكلة في مصر هو التطرف الفكرى سواء في الدين أو انعدامه، فلو وصل مثل هؤلاء الذين يدعون إلى تظاهرة لخلع الحجاب إلى الحكم سيفرضون خلع الحجاب على المجتمع ككل، مثلما يحدث في بعض البلاد بفرض الحجاب والنقاب أحيانا».
أما سارة فقد أكدت في بداية حديثها أن خلع الحجاب لم يغير شيئًا في طريقة ملبسها أو شخصيتها فليس معنى خلع الحجاب هو خلع ملابسها.

وأضافت: «الدعوة للتظاهر من أجل خلع الحجاب فيها الكثير من الفراغ وعدم الإدراك، فالبلد يحتاج دعوات لنظافة الشوارع، والعقول، وتطوير أنفسنا بالعلم والأخلاق، فالشعب يموت في سيناء وفى كل مكان بسبب حوادث إرهابية متكررة، هذا هو الأهم في الفترة الحالية بالنسبة للوطن».

وشددت سارة أن خلع الحجاب أو ارتداءه شيء شخصى تماما، وحق لكل بنت أن تختار أن تخلعه أو ترتديه. أما هالة، رفضت نشر اسمها بالكامل أو وظيفتها، فقد خلعت الحجاب بعد 15 عامًا وتحديدًا بعد أحداث الاتحادية عام 2012، فتتساءل لماذا تنتظر البنت مليونية لتقوم بخلع حجابها، أو ارتدائه؟ مشيرة إلى أن قرار الحجاب أو خلعه حرية شخصية.

وبررت هالة الدعوة لخلع الحجاب وغيرها من الدعوات التي يعتبرها البعض دعوات غريبة على مجتمعنا بأنها رد فعل طبيعى لوصول الإسلاميين للحكم، وكذلك المتحمسين للدعوة والمدافعين عنها، فهم فقط تحت تأثير ما ارتكبه الإسلاميون من جرائم في فترة حكمهم والحوادث الإرهابية التي تلتها.
وأكدت أن دعوة خلع الحجاب أو الإلحاد وغيرهما من الدعوات المثيرة للجدل هي للإلهاء عما يحدث في البلد، فسعر البنزين سيرتفع خلال الشهرين القادمين، مؤكدة أن هناك مليون حدث في مصر أهم من خلع الحجاب أو الدعوة للتظاهر لخلعه.
الجريدة الرسمية