رئيس التحرير
عصام كامل

اختبر ابنك بـ4 طرق لتعرف هو «عاق» أم لا


نعيش ونتصنع بأننا صم، بكم، عمي، أي حياة تلك التي يحاول فيها كل ذي علم ومعرفة أن يطلب من الأبناء البر بوالديهما وحثهم على إرضائهما وعدم عقوقهما! 


أي حياة تلك التي يمارس فيها بعض الآباء والأمهات ابتزاز أبنائهم موجهين إليهم سلاح عدم الرضا، والدعاء عليهم!، العجب كل العجب من هؤلاء الأبناء، وهؤلاء الآباء والأمهات!!

بر وطاعة الأبوين حق على المسلمين وغير المسلمين وعُبر عن هذا الحق في جميع الأديان السماوية فجاء في القرآن الكريم "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" وذُكر في الإنجيل "أكرِمْ أباكَ وأُمَّكَ، التي هي أوَّلُ وصيَّةٍ بوَعدٍ، لكَيْ يكونَ لَكُمْ خَيرٌ".

وعلي الرغم من وجود العديد من الآيات الربانية، التي تحث على البر والطاعة فإن ما يحدث من استخفاف الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، واستخدام أساليب السلخ، والجَلد، والحرق بـ ألفاظ، وأفعال كاوية يدعونا إلى طرح بعض التساؤلات خاصة في ساحتنا الإسلامية والتي نحاول منها الوصول إلى ما خلف الأبصار.

السؤال الأول: ماذا لو لم يحثنا ويوصينا رب العالمين ورسولنا الكريم (ص) على بر الوالدين؟

هناك قيود بين الأبناء وبين من جعلهم الله سببا في وجودهم يدفع كل ابن وابنة إلى البر دون تفكير، والطاعة بكل تمعن ألا وهو:
الرباط العاطفي بين الأبناء والأبوين، والذي ينمو مع نمو إدراكهم الحسي، (المشاعر، والأفكار) تتكون منذ لحظة الإدرك.

فالإنسان الطبيعي لايحتاج إلى فقيه أو عالم ليُعرفه قدر أمه وأبيه فمنذ اللحظات الأولى للنمو ينشأ ما يُسمي بالتعلق بين الأطفال وأبويهم وهو ما يؤدي إلى تفاعل نسيج القرابة.

من خلال تلك الروابط الطبيعية منذ لحظة الإدراك فإن الإجابة الحقيقية الواقعية "هي أن بر الأبوين دون أي أوامر أو وصايا أمر حتمي، روحيًا، طبيعيًا، تلقائيًا منا جميعًا".

التساؤل الثاني: هل عدم حدوث هذا التفاعل الطبيعي، وعقوق الوالدين السبب فيه الأبناء؟ هل هذه حقيقة أم عذر وهمي يتهرب به الوالدين من المسئولية؟

علاقة الأبناء بالوالدين أشبه بسَفرة طويلة يتخطي فيها الأبناء محطات عديدة وفي كل محطة يأخذ الابن تذكرة في الذاكرة، مكونًا بها وثاقا جديدا بينه وبين والديه محطات تبادلية ينقل فيها الأب، والأم حصيلة من التعاليم الدينية، والأخلاقية، والبيئية.

هل يُعقل أن يزرع كل أب وأم في أولادهم برًا، وطاعة، وخلقًا. أن يحصدو عقوقًا!. "بزر الحب، والخلق في الأرض يُنبت سنابل من وصال المودة، والرحمة".

الاستفهام الثالث: هل يواجه كل أب وأم كل مساوئ مراحل النمو لأبنائهم بالطريقة الصحيحة وخاصة في مرحلة المراهقة؟

والتي تُعد مرحلة التفاعلات الخارجية ومن ثم يستجيب فيها الأبناء لكل ما هو غير مألوف حتى في التعامل مع الأبوين فتلك حالة عارضة، وتحتاج إلى معاملة مختلفة ولا داعي أبدا بأن نصف أبناءنا في ظل هذه المرحلة بالعاقين رفقا، ولينًا في حبل المعاملة معهم.

الطرح الرابع: ألا يستغل بعض الآباء والأمهات خوف أبنائهم من سخطهم؟

الفارق بين البر، والطاعة كبير. برالوالدين شعور وسلوك أخلاقي في كل ما يوجه للأبوين. طاعة الوالدين هي تلبية مطالبهم، والانقياد لإرادتهم بكل حكمة.

هذا ما يعاني منه العديد من شباب هذا الجيل من تهديد معلن للأبناء بالغضب والسخط في حالة عدم تنفيذ أوامر يصعب على كل عاقل أداءها.
يا من برضاكم الجنة كفاكم ابتزاز لعواطف وحب أبنائكم، فتلك الأساليب تُميت قلوبهم. دون إدراك منكم بذلك.

ولحين وصول كل شاب وفتاة إلى درجة اليقين بأن جنة الدنيا والآخرة برضا الوالدين. وبأن "الوالدين كنز تصل به إلى العلو والرفعة"، وإدراك كل أب وأم أنهم نور الشمس وطريق البر في قلوب أبنائهم والتي إن غابت فقدت القلوب حياتها. "أولادنا كنوز بين أيدينا".

لا يسعني إلا أن أوجه بعض الكلمات لكل الأبناء: "بكبر سن والديك تختلف الكثير من الأمور دع عنك رداء الكِبر والجهل بأمور معاملة أبويك. 

فدمار العالم مقابل خدش في إصبع أمك وأبيك. فما بالك إن كان خدشك لهم ذبح أكيد. وإن كان في بعض أوامرهم بعض الرفض فهذا يكون بالبر أي "حسن الرفض". وتذكر أن بموتهم يغُلق عنك باب من أبواب الجنة. وسيأتي يوما تكون فيه أبا وإما. ولا تنسي أن الجزاء من جنس العمل".
الجريدة الرسمية