رئيس التحرير
عصام كامل

«مؤمن زكريا» يفضح الأهلى والزمالك!

18 حجم الخط

أزمة انتقال صانع ألعاب إنبي «مؤمن زكريا» إلى الشياطين الحمر، مؤخرًا، فضحت ناديي الأهلي والزمالك، بل وفضحت الطريقة التي تدار بها الرياضة في مصر، وتذكرنا بفيلم «غريب في بيتي»، عندما كان يُصر الفنان «جورج سيدهم» على توقيع عقود الشقة- للراغبين في استئجارها- في قسم الشرطة، وكانت النتيجة أن الشقة تم إيجارها لأكثر من شخص في وقت واحد.


فالزمالك يؤكد أنه يمتلك عقودًا ومستندات لتوقيع اللاعب المذكور أعلاه على عقد مع النادي الأبيض، وكذلك الأهلي يؤكد نفس الأمر، بينما اللاعب «عامل نفسه من بنها»، في الوقت الذي يكتفي جمال علام، رئيس اتحاد الكرة، بالفرجة، وتشجيع اللعبة الحلوة، مؤكدًا أن مسئولي الجبلاية لن يتطرقوا للرد على الاتهامات الموجهة إليهم من مسئولي الزمالك، بالتزوير في قضية انتقال مؤمن زكريا إلى الأهلي.

مشكلة «مؤمن زكريا» ليست الأولى من نوعها، وهي تكشف وتفضح صراع الأندية فيما بينها لـ«خطف لاعب»، لا لشيء إلا من أجل الفوز بالصفقة، وضياعها على منافسه، حتى وإن لم يستفد النادي من اللاعب الذي تعاقد معه، وكبد خزينة النادي ملايين الجنيهات، هو في أمس الحاجة إليها؛ لتطوير الألعاب الأخرى التي تحصد له الميداليات الذهبية.

«مؤمن زكريا» هو حلقة في سلسلة «فساد رياضي» لا تنتهي، ابتداءً من طريقة اختيار اللاعبين، مرورًا بتقييمهم، وانتهاءً بالتعاقد معهم، حسب حاجة الفريق الفعلية إليهم، لكن -للأسف الشديد- صفقات الأهلي والزمالك، وغيرهم من الأندية الجماهيرية الكبيرة، لم تعد قائمة على أساس الحاجة إلى لاعبين متميزين لسد العجز في مراكز معينة، بقدر ما أصبحت هذه الصفقات لـ«إعطاء بومبة» للغريم التقليدي له.

فالأهلي يتعاقد مع كثير من اللاعبين، ليس لأنه بحاجة إلى جهودهم، ولكن لكي يُخرج «لسانه» للزمالك.. ونفس الأمر بالنسبة للقلعة البيضاء، التي تدخل في صفقات من أجل الفوز بها؛ لتخرج «لسانها» للشياطين الحمر.. وبعد تعاقد النادي معه يجلس على «دكة البدلاء»، حتى يتجمد، بعد أن يكبد خزينة النادي ملايين الجنيهات.

أخشى أن تعيدنا صفقة انتقال «مؤمن زكريا» للأهلي، إلى الصفقات «الفاشلة» التي «شربها» الأحمر خلال الأعوام السابقة، مثل صفقة اللاعب اللبناني «محمد غدار»، والجزائري «أمير سعيود»، وحارس المرمى «محمود أبو السعود»، و«عبدالحميد شبانة»... إلخ.

وهناك الكثير من الصفقات «المضروبة» في كل الأندية، وهي مثال صارخ على «إهدار المال العام»، في وقت نحن أحوج فيه إلى «كل مليم»، ونطالب الفقراء و«معدومي الدخل» بـ«شد الحزام»!
الجريدة الرسمية