رئيس التحرير
عصام كامل

«الرئيس يطير إلى أوربا».. السيسي يزور إيطاليا وفرنسا لبحث التعاون.. مكافحة الإرهاب وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق محور النقاش.. القضية الفلسطينية وتشجيع الاستثمار ملفات على مائدة ال

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى


أكدت مصادر رئاسية مطلعة لـ"فيتو"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستعد للسفر إلى إيطاليا وفرنسا في النصف الثانى من الشهر الجارى بهدف تقوية العلاقات مع دول الاتحاد الأوربى وتفعيل العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول الأوربية ورسالة طمأنة للمجتمع الأوربى لاستقرار الأوضاع في مصر واستعادة لمكانتها الدولية كإحدى أهم الدول الجاذبة للاستثمار في منطقة اليورومتوسطى.


وأضاف المصدر في تصريحات خاصة اليوم الجمعة، أن الرئاسة ستعلن عن المواعيد الرسمية للزيارة مطلع الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الملف الاقتصادى بين الملفات المهمة التي سيتم التطرق إليها من قبل الرئيس السيسي وفعاليات القمة الاقتصادية المقرر عقدها بمصر في الربع الأول من العام المقبل فضلا عن الشراكة في المعلومات والتعاون في مجال الطاقة والهجرة غير الشرعية واستخراج الغاز الموجود على الحدود البحرية لدول البحر المتوسط واستعراض أهم القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا لتحسين مناخ الاستثمار في مصر فضلا عن عرض أهم الفرص المتاحة للاستثمار خاصة المشروعات القومية الكبرى وعلى رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس فضلا عن التأكيد على حرص مصر على توطيد علاقاتها الإستراتيجية مع الجانب الأوربى.

ونوه المصدر أن ملف مكافحة الإرهاب على رأس القضايا التي ستثار خلال جولة الرئيس الأوربية باعتبار الإرهاب خطرًا يهدد المجتمع الدولى وليس مصر وحدها.

وتأتى الزيارة بعد تحول موقف دول الاتحاد الأوربى بصفة عامة إلى تأييد الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي اتخذتها مصر عقب تولى الرئيس السيسي حكم البلاد والتي انعكست على الوضع الاقتصادى المصرى الذي أصبح مستعدًا لجذب المزيد من الاستثمارات العالمية في كافة المجالات فضلا عن تفعيل العلاقات الثنائية بين مصر وكلا البلدين إيطاليا وفرنسا.

ويبدأ الرئيس جولته بزيارة إيطاليا للتأكيد على عمق العلاقات المصرية الإيطالية في كل المجالات منذ فجر التاريخ ومع وصول الرئيس السيسي للحكم قام الجانبان بتوسيع دائرة العلاقات الثنائية وتفعيلها في شتى المجالات.

البداية عندما تلقى رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب عبدالفتاح السيسي برقية تهنئة بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية من الرئيس جورجيو نابوليتانو رئيس جمهورية إيطاليا، فضلا عن تهنئة رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية خلال اتصال هاتفى، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية ما هي إلا خطوة مهمة نحو التحول الديمقراطى في مصر معربًا عن الثقة بشأن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادى للبلاد، مشيرا إلى أن العلاقة مع منطقة المتوسط والبلدان الشريكة الرئيسية مثل مصر تمثل بالنسبة لإيطاليا أولوية مطلقة وستشكل الموضوع الرئيسى للرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوربي.
كما بعثت وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موجيرينى برسالة تهنئة إلى الرئيس السيسي متمنية ضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في البلاد.

وقالت "موجيرينى": "آمل أن تفضى نهاية العملية الانتخابية إلى الخروج من مرحلة انتقالية طويلة وصعبة والبدء في مرحلة جديدة من الاستقرار والأمن السياسي والاجتماعى والاقتصادى في إطار نهج شامل يتم فيه ضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية كما نص على ذلك الدستور الجديد في مصر".


كما استقبل السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة يوم 24 يوليو، وفدا برلمانيا إيطاليا ضم كلًا من فابريتسيو شيكيتو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالى، والسندرو دى باتيستا نائب رئيس اللجنة، والدكتور ماريو دى نابولى المسئول عن الشئون الدولية بمجلس النواب الإيطالي، فضلًا عن ثلاثة من كبار أعضاء المجلس وذلك بحضور السفير ماوريتسيو مسارى سفير جمهورية إيطاليا لدى القاهرة، حيث أعرب "شيكيتو" عن إدراك بلاده لحجم التحديات التي تواجهها مصر ليس فقط على الصعيد الداخلي ولكن أيضا في محيطها الإقليمي لا سيما على خلفية تطور المواقف سلبيًا في كل من ليبيا وسوريا والعراق.

كما تلقى السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزى أعرب خلاله الأخير عن دعم بلاده للمبادرة المصرية لوقف نزيف الدماء في غزة، معربا عن تطلعه لزيارة القاهرة في أقرب فرصة ممكنة معربا خلال الاتصال عن تقديره للدور الهام الذي تلعبه مصر في المنطقة على مستوى تحقيق السلم والاستقرار، مؤكدا على الدعم الكامل لبلاده بصفة خاصة والاتحاد الأوربي بصفة عامة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مشيدا بالجهود التي تبذلها مصر في هذا الصدد للتوصل إلى انفراجة في الأزمة وتحقيق التهدئة بين الجانبين.

ومن جانبه، أكد السيسي على محورية القضية الفلسطينية ومكانتها التقليدية في السياسة الخارجية المصرية وأنها ستظل القضية المركزية للأمة العربية، واستعرض الجهود المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقنًا لدماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها.
واستعرض الرئيس السيسي الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين فضلًا عن تقديمها مساعدات غذائية ودوائية للشعب الفلسطينى.


استجابةً لدعوة السيسي قام رئيس وزراء إيطاليا "ماتيو رينزى" في الثانى من أغسطس الماضى بزيارة مصر ولقاء الرئيس السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بقصر "الاتحادية" حيث بحث الجانبان العديد من القضايا والأزمات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات فضلا عن بحث سبل دعم مختلف جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإيطاليا.
تناولت المباحثات الأوضاع الإقليمية خاصة الأوضاع في غزة والجهود المبذولة للوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس والأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق.
كما تطرقت المباحثات إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيل الجانب الاقتصادى والاستثمارى في علاقات البلدين واستكمال إنجازات خارطة المستقبل.

كما تناولت المباحثات خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والتي يلعب فيها البعد المتوسطي دورا مؤثرا وتعزيز العلاقات المصرية - الأوربية أثناء الرئاسة الدورية الإيطالية للاتحاد الأوربي حيث تعد إيطاليا من أكبر الشركاء التجاريين لمصر ومن ثم فإن الدولة المصرية مهتمة بجذب المستثمرين الإيطاليين إلى السوق المصرية فضلًا عن تذليل أي صعوبات تواجهها الاستثمارات الإيطالية القائمة بالفعل في مصر.

كما تم بحث القضايا المتصلة بأمن البحر المتوســــط ومكافحة الإرهاب والتطرف وضم وتعزيز التشاور على المستويين السياسي والأمني حيال مجمل الأوضاع التي تشهدها كل من ليبيا وسوريا فضلا عن تحديد السياسات التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة سواءً في منطقة القرن الأفريقى أو شمال أفريقيا وانعكاساتها على أمن البحر المتوسط وتعزيز التعاون المصرى - الإيطالى، لضبط الحدود مع ليبيا، وعقب اللقاء عقد الجانبان مؤتمرًا صحفيًا.

قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة لإيطاليا في الرابع من سبتمبر الماضى، والتقى شكرى خلال الزيارة وزيرة الخارجية فيديريكا موجيرينى، حيث قدم لها التهنئة بمناسبة تعيينها مفوضة عليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربي كما عقد اجتماعات مع كل من مستشار رئيس الوزراء للأمن القومى وكذا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الإيطالى.

تم خلال هذه اللقاءات التأكيد على أهمية العلاقات الوثيقة والممتدة بين مصر وإيطاليا في شتى المجالات بالنظر إلى أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر، ونوه المسئولون الإيطاليون في هذا الصدد إلى الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الوزراء الإيطالى مؤخرا إلى مصر وتشرفه بلقاء السيسي.

تناول اللقاء استعراض مخاطر الأوضاع الأمنية والسياسية في بعض دول المنطقة وفي مقدمتها ليبيا وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون سقوطها في براثن الإرهاب والعمل على عودة الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني إليها.

الجريدة الرسمية